ملفات وتقارير

رصاص القناصة الحكوميين يشل حياة الناس في الرمادي

القوات الحكومية ورصاص قناصتها بالرمادي يشكلان كابوسا في حياة الناس - أرشيفية
القوات الحكومية ورصاص قناصتها بالرمادي يشكلان كابوسا في حياة الناس - أرشيفية
يشتكي سكان مدينة الرمادي غرب العراق من إطلاق  النار عشوائيا على المدنيين بشكل متكرر، من قبل عناصر القوات الحكومية، وانتشار  قناصة الجيش الحكومي على أسطح البنايات العالية والدوائر الرسمية، ما أدى إلى وشل حركة الأسواق والشوارع المهمة في المدينة. 

وأكد شهود عيان في حديث خاص لـ"عربي21"، أن العديد من المدنيين في مدينة الرمادي، قتلوا وجرحوا خلال الأيام القليلة  الماضية، بنيران  قناصة عناصر القوات الحكومية، الذين يطلقون النار بشكل عشوائي على كل من يصادفهم من المدنيين خلال تواجدهم في الشوارع  والأزقة الرئيسية والأسواق والطرق المهمة في المحافظة، أومن خلال السيارات المتوقفة على جانب الطرق والساحة العامة. 

وأضافوا أن "أغلب هذه الحوادث وقعت وسط الرمادي قرب السينما والمجمع الحكومي، فضلا عن حي  الملعب وشارع الأطباء".

وأشار صاحب أحد المجمعات الطبية في شارع الأطباء بالرمادي محمد العاني لـ"عربي21"، إلى أن شللا كاملا أصاب هذا الشارع الحيوي الذي يضم محال تجارية وعيادات طبية منذ عدة أشهر، بسبب تكرار استهداف قناص القوات الحكومية للمدنيين المتجولين هناك، مبينا أن المجمع يتعرض باستمرار إلى خسائر مادية كبيرة نتيجة القنص المتعمد غير المبرر للجيش، الأمر الذي اضطرني إلى غلق المجمع حفاظا على حياة المرضى.

من جانبه، قال الموطن حسين العلواني لـ"عربي21"، وهو من أهالي حي المعلب في الرمادي، إنه "منذ أشهر ونحن نعيش رعب رصاص القناصة المتواصل خوفا من استهداف محلات رزقنا الوحيدة، ولم يعد باستطاعتنا التجول بحرية في أسواق وشوارع  المدينة".

وأضاف أن "أغلب المحال التجارية أغلقت أبوابها وأصاب السكان الذعر والرعب، حيث لايمكن لأي أحد التجول في سيارته بشوارع الرمادي أو فتح محله بسهولة، لأن رصاص القنص العشوائي سيكون بانتظاره"، مشيرا إلى أن "حياته أصبحت بخطر، خاصة أنه تعرض أكثر من مرة إلى القنص من قبل الجيش، لكنه لم يصب بأي أذى، وعلى أثرها قرر إغلاق محله الصغير لبيع المواد الإنشائية وأصبح عاطلا عن العمل".

وتابع العلواني بأن "مشكلة انتشار القناصة هي الأخطر في حي المعلب وأحياء أخرى في مدينة الرمادي، حيث أجبرت عشرات العائلات على النزوح من منازلها إلى خارج المحافظة أو إلى المناطق الغربية المجاورة".

 وبنبرة يائسة، يقول العلواني: "لا نجد من يهتم لأمرنا أو يتفقد حالنا أو يجد لنا حلا من سياسيي المحافظة في هذه الظروف القاسية التي  تعصف بنا منذ أشهر، حيث تشهد الرمادي قصفا عشوائيا وقنصا يوميا جعل البقاء فيها يتطلب مخاطرة كبيرة تكلفنا حياتنا".

وتشهد مدينة الرمادي منذ عدة أشهر اضطرابات أمنية بعد اقتحام القوات الحكومية لساحة اعتصام في المدينة، حيث شهدت معظم مناطقها وأحيائها مواجهات عسكرية مسلحة عنيفة بعد سيطرة المسلحين عليها، فضلا عن القصف الحكومي المتكرر لتلك الأحياء عدا انتشار القناصة الذين يستهدفون المدنيين الأبرياء.
التعليقات (0)