سياسة عربية

قوات المعارضة السورية على مشارف مدينة حماة

يسكن المدينة 400 ألف سوري - أرشيفية
يسكن المدينة 400 ألف سوري - أرشيفية
 أحرزت قوات المعارضة السورية المسلحة تقدما كبيرا في "ريف حماة الشمالي"، وأصبحت على بعد 3 كيلو متر من المطار العسكري للمدينة، وذلك بعد سيطرتها على تلة "الشيحة" وقرية "شرعايا" في الجنوب الغربي للمطار، وأصبح المطار تحت نيران قوات المعارضة بشكل مباشر.

 وبالتوازي مع التقدم باتجاه المطار العسكري تقدمت قوات المعارضة باتجاه مدينة حماة وبات الثوار على مسافة لا تتعدى 10 كيلو مترات شمال مركز المدينة، وعسكريا تعتبر القريتين المذكورتين خط الدفاع الأول عن المطار، و الذي تحول إلى نقطة استهداف يومية من قبل الثوار المنتشرين في المنطقة، حيث تم تدمير دبابة وعدة آليات مدرعة في محيط المطار في الساعات الماضية.

 وتأتي هذه التطورات في ظل تراجع وخسائر كبيرة تتكبدها قوات النظام السوري، والعامل الأكبر الذي ساعد الثوار في المنطقة هو تحييد المطار العسكري وشل جزء كبير من قدراته العسكرية.

 وأكدت قوات المعارضة أنها دمرت عدة طائرات حربية ومروحية داخل المطار، و كان النظام السوري يستخدم تلك الطائرات في قصف الريف الحموي، كما تكبدت قوات النظام السوري خسائر بشرية بالمئات، الأمر الذي أدى إلى انهيار كبير في معنويات مقاتلي النظام السوري على الرغم من استعانته بعناصر من حزب الله اللبناني، إلا أن عامل الجغرافيا بالإضافة إلى خبرة مقاتلي المعارضة في المنطقة و هم من أبناء الريف الحموي ساعد على التقدم وتحقيق الانتصارات المتتالية.

وسيم الحموي من مركز حماه الإخباري قال في تصريح خاص لـ"عربي 21": "إن الجيش الحر مصرّ على تحرير المطار العسكري الذي تسبب في نزوح عشرات الآلاف من المدنيين بعد أن جعل من قراهم هدفا رئيسيا لطائراته" وأضاف الحموي: "إن سرّ تقدم الثوار على هذه الجبهات هو وجود أسلحة نوعية اغتنمها الثوار من الحواجز التابعة للنظام، والتي تم تحريرها من قبل الجيش الحر، والسبب الثاني هو قطع طرق الإمداد التي يعتمد عليها النظام من الجهة الغربية والجهة الجنوبية.

 وتقع مدينة حماه وسط سوريا وتبعد عن مدينة حمص نحو 45 كيلو متر، ويبلغ عدد سكانها أربعمائة ألف نسمة، وذلك عدا عن النازحين الذين لجئوا إلى المدينة التي تقع تحت سيطرة قوات النظام السوري.

 ويعتبر تحرك قوات المعارضة والانتصارات المتتالية في ريف حماة تهديدا حقيقيا لقوات النظام، وما يؤكد ذلك حالة الإرباك والفوضى التي تعيشه قوات النظام في المنطقة.

 من ناحية أخرى شهدت مناطق ريف حلب الشمالي معارك قوية بين تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وقوات المعارضة، ما دفع بالأخيرة لتشكيل غرفة عمليات مشتركة هدفها التصدي ومحاولة استرداد القرى التي سيطر عليها التنظيم مؤخرا، فقامت العديد من الكتائب و من بينها "حركة حزم" و"جيش المجاهدين" و"حركة نور الدين زنكي" بإرسال تعزيزيات كبيرة إلى الريف الشمالي من بينها أسلحة ثقيلة إضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر.

في هذا السياق يقول الناشط إبراهيم الحلبي لـ"عربي 21": "يتصدر تنظيم داعش واجهة الأحداث في سوريا، وربما يعود ذلك لأنه تنظيم كبير نسبيا، ولكن لا يجب أن يتم تضخيمه بحيث يتحول إلى أسطورة لا يمكن هزيمته، بل على العكس من ذلك حيث أن الأيام القادمة سوف تشهد المعارك تطورا لافتا" ويعتقد أن تلك المعارك سوف تبلغ مستوى جديدا من حيث الضراوة والحدة بعد أن تحولت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة، وهذا الأمر يضاعف من خسائر كلا الطرفين، لاسيما وأن عدد الغارات على مقرات التنظيم في مدينة الرقة في غضون يومين تجاوز الأربعين غارة.

 ومازال الجدل والغموض يخيم على هوية الطائرات المغيرة فيما إذا كانت طائرات أمريكية أم أنها تعود للنظام السوري، والذي يعتبر نفسه يقوم بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي في محاربة التنظيمات الإرهابية، ويسابق الطائرات الأمريكية.
التعليقات (0)