ملفات وتقارير

ثوار المليحة السورية يرسلون الطعام بقذائف الهاون

ثوار المليحة يخرجون من الحصار - (وكالات محلية)
ثوار المليحة يخرجون من الحصار - (وكالات محلية)
بعد أشهر من بداية الحملة العسكرية على المليحة في ريف دمشق الشرقي التي كلفت النظام الكثير من العدة والعتاد مع صمود أسطوري للثوار، ورغم قطع خطوط الإمداد عن المليحة وفصلها عن الغوطة الشرقية المحاصرة أصلا، يرفض الثوار عروض الاستسلام من جانب النظام مع محاولات الاقتحام اليومية، ويبقى فيها 400 مقاتل بلا إمداد. 

وتشارك أغلب فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية في صد اقتحام المليحة، وأوضاع المحاصرين تزداد سوءا يوما بعد يوم، مع شح الذخيرة والطعام والدواء وارتفاع أعداد المصابين نتيجة استمرار العملية العسكرية، ما أجبر الثوار المحاصرين على تشكيل قيادة موحدة للجميع.

وفي حديث خاص لـ"عربي21"، مع أبي ياسين عضو المكتب الإعلامي للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام أحد أبرز الفصائل المشاركة في صد اقتحام المليحة، شرح أبو ياسين عن محاولات النظام المتكررة للإطباق على المقاتلين المحاصرين، ليجبرهم على تسليم أنفسهم، ولكنه لم يتمكن من ذلك "بعزيمة الشباب وإصرارهم على المقاومة، فبادروا فورا لتشكيل قيادة موحدة ينضوي تحتها كل المقاتلين مع اختلاف فصائلهم وجمع كل الطعام الموجود في المنطقة لإدارة توزيعه على الجميع، وكذلك بالنسبة للذخيرة لضمان استعمالها في مكانها وعدم هدرها".

وتحدث أبو ياسين عن عمليات مبتكرة لإمداد المقاتلين المحاصرين عن طريق تعبئة قذائف الهاون بالطعام والذخيرة بدلا من المتفجرات ورميها بمدافع الهاون باتجاه المنطقة المحاصرة، مع دراسة وتأمين عدم انفجارها ونزولها في المكان المطلوب ليستفيد منها الثوار في الداخل المحاصر .

أما عن معالجة الجرحى، فقد تحدث عن الفريق الطبي الموجود مع المقاتلين الذي قدم الكثير لإسعاف المصابين بإمكانياته المتواضعة والأجهزة المتوفرة ضمن معداته، ولكن إصابات القصف والمعارك تحتاج لمشاف واختصاصات ضرورية لا تتواجد في المليحة ولا في الغوطة أصلا.

وتحدث أبو شادي أحد المقاتلين المحاصرين لـ"عربي 21" عن المعنويات المرتفعة عند المقاتلين، حيث إن اجتماع كلمة الجميع وتنسيق جهودهم زاد من فعالية المقاتلين وثباتهم، فالمطبخ واحد والذخيرة واحدة والقائد واحد. بذلك تمكنوا من تخطي مصاعب الحصار والعمل على فكه دون يأس أو تفكير بأي خيار آخر غير المقاومة.

وكانت كبريات الفصائل المقاتلة في الغوطة كالاتحاد الإسلامي والجبهة الإسلامية وفيلق الرحمن وجبهة النصرة، قد نجحت في فك الحصار عن المقاتلين عندما اجتمعت غرفة العمليات وبدأت العملية الأولى بعربة BMB مفخخة، تمكن سائقها من ركنها والانسحاب منها وتفجيرها عن بعد، تلا ذلك اقتحام المقاتلين لنقاط العدو. 

ولم تنجح العملية الأولى بالشكل المطلوب، ما استدعى الفصائل لدراسة الموقف بشكل أفضل ورفع مستوى التنسيق فيما بينها أولا وبين المحاصرين ثانيا.

وكانت الخطوة الأولى بتشتيت قوى النظام بالعمل على جبهة جوبر، وبدأت عملية "نفحات بدر" التي انتهت بإعلان الاتحاد الإسلامي عن تحرير حاجز عارفة وقتله الكثير من جنود النظام، ما استدعى النظام لتعزيز قواته في جوبر وحشدها لاستعادة الحاجز، ليسقط المزيد من القتلى على نفس الجبهة ويعرض الاتحاد هويات ضباط النظام وعناصره المقتولين في محاولة الأخير استعادة ما خسر في العملية .

ثم تم الإعلان عن عملية "صواريخ الأجناد" التي تستهدف مقرات النظام في العاصمة بصواريخ كاتيوشا محلية الصنع، وفعلا تم استهداف تلك المقرات في اليوم الثاني وتحقيق إصابات محققة.

وتزامن ذلك مع التجهيز للعملية الثانية (إن مع العسر يسرا) التي تهدف لفك الحصار عن المليحة، بمشاركة أهم وأكبر فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.

وبدأت العملية بتفجير عربة BMB مفخخة ثانية يقودها نفس سائق العربة الأولى ولكنه لم يتمكن هذه المرة من الانسحاب منها. ونفذت العملية بعد تنسيق كبير مع الداخل المحاصر، حيث تمكن عناصر الاقتحام من السيطرة على النقاط التي تمترس فيها عناصر النظام والتي تقطع الطريق إلى داخل المليحة بعملية حساسة ودقيقة، مع مشاركة عدد كبير من آليات الثوار ومدرعاتهم.

ونجحت العملية وتم فتح طريق إمداد للمحاصرين وتم إجلاء الجرحى والمصابين، بعملية غاية في الدقة والتنسيق وبمشاركة الجميع، فالعملية مستمرة لفك الحصار بشكل كامل والمليحة ما زالت تقاوم .
التعليقات (1)
nouri-dz
الأربعاء، 06-08-2014 11:44 م
يا خونة دمرتو بلد بكامله من امريكة شركائها فعلتو مالم يستطع فعله الاعداء هل هاكدا بقول الاسلام ام الديمقراطية لمادا لم تفعلو شئ لبني صهيهون الدين يدبحون اخوانكم في غزة ام هم ليسو مسلمين اليس قتل النفس يغير حق حرام