كتاب عربي 21

"الفلسطيني الصالح هو الفلسطيني الأعزل"

محمد سيف الدولة
1300x600
1300x600
"الفلسطيني الصالح هو الفلسطيني الأعزل، فإن رفض، يقتل".

كانت هذه هي فحوى ومضمون التصريحات الأمريكية الإسرائيلية الأخيرة بضرورة نزع سلاح غزة، وهي التصريحات التي لاقت ترحيبا عربيا رسميا مستترا، في مقابل غضبا شعبيا عارما استُفز من حجم الوقاحة والعنصرية والظلم والانحياز والتجبر الذى تعبر عنه.

ولكن وللأسف الشديد، ما قد لا يعلمه الكثيرون، أن هذا المطلب الإجرامي هو أحد أهم استحقاقات اتفاقيات أوسلو التي وقعت عليها أطراف فلسطينية، وآن الأوان بعد العدوان الصهيوني الأخير أن تتطهر وتنسحب منها.

وفيما يلى جولة سريعة مع بعض نصوص الاتفاقيات الفلسطينية الاسرائيلية التي طالبت بنزع السلاح الفلسطيني على امتداد 20 عاما :

أولا ـ من نص خطاب اعتراف م.ت.ف بإسرائيل في 9 سبتمبر 1993 :

• "تعترف منظمة التحرير بحق دولة إسرائيل في العيش في سلام وأمن ."

• "إن المنظمة تلزم نفسها بعملية السلام في الشرق الأوسط وبالحل السلمي للصراع بين الجانبين، وتعلن أن كل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة سوف يتم حلها من خلال المفاوضات"

• "وطبقًا لذلك فإن المنظمة تدين استخدام الإرهاب وأعمال العنف الأخرى، وسوف تأخذ على عاتقها إلزام كل عناصر أفراد منظمة التحرير بذلك من أجل تأكيد التزامهم ومنع الانتهاكات وفرض الانضباط لمنع هذه الانتهاكات."

ثانيا ـ من نصوص خطة تينت الموقعة بين إسرائيل والسلطة فى عام 2002 :

• "تبدأ السلطة الفلسطينية، فوراً، عمليات التحقيق واعتقال الإرهابيين في الضفة الغربية وغزة، وتزود اللجنة الأمنية بأسماء المعتقلين، فور اعتقالهم، وتفاصيل الإجراءات،التي اتخذت."

• "تمنع السلطة الفلسطينية جميع أفراد قوات الأمن من التحريض، أو المساعدة، أو إعداد هجمات، على أهداف إسرائيلية، بما فيها المستوطنات".

• "يلجأ ممثلو الأمن، الفلسطينيون والإسرائيليون، إلى اللجنة الأمنية، ليزود كل طرف الآخر، وممثلي الولايات المتحدة، معلومات عن نشاطات إرهابية، بما فيها معلومات عن إرهابيين، أو من يشتبه في أنهم إرهابيون، ينشطون في مناطق خاضعة لسيطرة الطرف الثاني، أو يقتربون من هذه المناطق. "

• "على السّلطة الفلسطينية، اتخاذ إجراءات رادعة، ضد الإرهابيين وأماكن اختبائهم، ومخازن الأسلحة، ومصانع إنتاج قذائف الهاون، وتقدم تباعاً، تقارير عن نشاطها هذا، إلى اللجنة الأمنية. "

• "تعمل السلطة الفلسطينية وحكومة إسرائيل بصرامة، لمنع أفراد، أو مجموعات، من استعمال مناطق تحت سيطرتهما، لتنفيذ أعمال عنف. ويتخذ الطرفان إجراءات تضمن أن لا تُستغل المناطق الخاضعة لسيطرتهما، لشن هجوم على الطرف الثاني، أو لتكون ملاذاً بعد تنفيذ عمليات هجومية. "

• "يبذل رجال الأمن، الإسرائيليون والفلسطينيون، جهوداً مشتركة، في البحث عن أسلحة غير قانونية ومصادرتها، بما فيها القذائف والصواريخ والمواد المتفجرة، في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وتبذل جهود قصوى، لمنع تهريب وإنتاج غير قانوني للأسلحة."

ثالثا ــ نصوص من خريطة الطريق الأمريكية الموقعة في 2003 :

• "تنشر القيادة الفلسطينية بيانا تعترف فيه بشكل لا يقبل التأويل، حق إسرائيل بالعيش بسلام وأمن. وتدعو، فوراً، إلى وقف الانتفاضة المسلحة وكل النشاطات العنيفة ضد الاسرائيليين في كل مكان. وتتوقف كل المؤسسات الفلسطينية عن التحريض ضد اسرائيل".

• "تعمل الدول العربية بإصرار من أجل وقف التمويل الشخصي والشعبي للتنظيمات المتطرفة، وتقوم بتحويل دعوماتها للفلسطينيين عبر وزارة المالية الفلسطينية."

• "يستكمل الإسرائيليون والفلسطينيون الاتفاق الأمني الجديد على أساس خطة تينت، بما في ذلك فيما يتعلق بإقامة جهاز أمني فعال ووقف الإرهاب والعنف والتحريض بحيث يتم تطبيق ذلك على أيدي الجهاز الأمني الفلسطيني الذي يعاد بناؤه بشكل فعال."

• "يتواصل التعاون الأمني، وتصادر كافة الأسلحة غير القانونية ويتم تفكيك التنظيمات المسلحة بما يتفق مع الاتفاق الأمني."

رابعا ــ من رسالة تطمينات الرئيس الأمريكي إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي فى 14 ابريل 2004 :

• " وفقاً لخارطة الطريق يجب أن يُباشر الفلسطينيون بوقف فوري للنشاط المسلّح وكل أعمال العنف ضد الإسرائيليين في أي مكان.  كما يجب أن توقف كافة المؤسسات الفلسطينية الرسمية التحريض ضد إسرائيل. "

• "يجب أن تعمل القيادة الفلسطينية بصورة حاسمة ضد الإرهاب، بما في ذلك عمليات مستدامة، ومركّزة، وفعّالة لوقف الإرهاب وتفكيك القدرات والبنى التحتية الإرهابية. 

• " سوف لن يكون هنالك أمن للإسرائيليين أو الفلسطينيين إلى أن يتوحّدوا مع كل الدول في المنطقة وخارجها لمكافحة الإرهاب وتفكيك المنظمات الإرهابية."

• " تُعيد الولايات المتحدة التأكيد على التزامها القوي بأمن إسرائيل، بما في ذلك حدود آمنة يمكن الدفاع عنها، وحماية وتقوية قدرة إسرائيل على الردع والدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد أو مجموعة من التهديدات المتوقّعة."

• " سوف تحتفظ إسرائيل بحقها في الدفاع عن نفسها في مواجهة الإرهاب، بما في ذلك القيام بأعمال ضد المنظمات الإرهابية." 

•"سوف تقود الولايات المتحدة الجهود، وستعمل مع الأردن ومصر وآخرين في المجتمع الدولي لبناء قدرات وإرادة المؤسسات الفلسطينية على مكافحة الإرهاب، وتفكيك المنظمات الإرهابية، ومنع أن تُشكّل المناطق التي انسحبت منها إسرائيل خطراً يجب معالجته بأية طريقة أخرى".

 خامساـ اتفاق فيلادلفيا بين مصر وإسرائيل 2005:

• تتولى قوة من حرس الحدود المصرى  في المنطقة المذكورة مهام  منع العمليات الإرهابية ومنع التهريب عامة والسلاح والذخيرة على وجه الخصوص وكذلك منع تسلل الافراد والقبض على المشبوهين واكتشاف الانفاق وكل ما من شانه تامين الحدود على الوجه الذي كانت تقوم به إسرائيل قبل انسحابها.

سادساــ من نصوص الاتفاقية الأمنية ليفنى ـ رايس بين إسرائيل وأمريكا 16 يناير 2009 :

• " وإن الأعمال العدائية والإرهابية، بما في ذلك تهريب السلاح، وتنمية قدرات الإرهابيين من تسليح وبنية تحتية، قد شكل تهديدا لإسرائيل، وإن إسرائيل، مثل كل الأمم، لها حقها الكامل في الدفاع عن النفس، بما في ذلك الدفاع عن النفس ضد الإرهاب من خلال التحرك المناسب. "

• "ورغبة منا في تحسين الجهود الثنائية والجماعية لمنع المنظمات الإرهابية من حيازة السلاح، خاصة تلك التي تدير غزة، مثل حماس. "

• "ونؤكد على أن وقف إطلاق النار النهائي والدائم يعتمد على منع تهريب أو إمداد حماس في غزة بالسلاح، وهي منظمة إرهابية، وكل المنظمات الإرهابية الأخرى، وأن غزة يجب ألا تكون قاعدة تهاجم منها إسرائيل أبدا."

الخلاصة :

إن التصدي للإستراتيجية الإسرائيلية الأمريكية الحالية الهادفة لنزع السلاح الفلسطيني عامة وسلاح غزة على وجه الخصوص، لا يمكن أن يتم إلا بالانسحاب الفوري من اتفاقيات أوسلو التى تقدم الغطاء الشرعي للاعتداءات الصهيونية المتكررة على غزة .

وأي حديث آخر سيكون عبثيا.
التعليقات (0)