سياسة عربية

المالكي: لن أتنازل أبدا عن رئاسة الحكومة

هل يرأس المالكي حكومة ثالثة ؟ - أ ف ب
هل يرأس المالكي حكومة ثالثة ؟ - أ ف ب
فتح رئيس الوزراء نوري المالكي الأزمة السياسية في العراق على مزيد من التعقيدات بعدما اعلن انه لن يتنازل "أبدا" عن ترشحه لولاية ثالثة، رغم الانتقادات الداخلية والخارجية، في خطوة تؤشر إلى ان عملية تشكيل حكومة جديدة لن تشهد خاتمتها قريبا.

وجاء موقف المالكي هذا رغم دعوة المرجعية الشيعية للإسراع في تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني واسع، وسحب خصمه السياسي رئيس البرلمان أسامة النجيفي ترشحه لولاية ثانية على راس مجلس النواب إفساحا في المجال أمام توافق سياسي حول الرئاسات الثلاث.

وقال المالكي في بيان نشر الجمعة على موقع رئاسة الوزراء "لن أتنازل أبدا عن الترشيح لمنصب رئيس الوزراء".

وأضاف ان ائتلاف "دولة القانون" الذي قاده في الانتخابات الأخيرة وفاز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان (92 من بين 328) مقارنة بالكتل الأخرى "هو صاحب الحق في منصب رئاسة الوزراء وليس من حق أية جهة ان تضع الشروط، لان وضع الشروط يعني الدكتاتورية، وهو ما نرفضه بكل بقوة وحزم".

ويتعرض رئيس الوزراء إلى انتقادات داخلية وخارجية خصوصا حيال استراتيجيته الأمنية في ظل التدهور الأمني الكبير في البلاد وسيطرة المسلحين السنة على مساحات واسعة من العراق، ويواجه كذلك اتهامات بتهميش السنة واحتكار الحكم.

ويطالب خصومه السياسيون كتلة "التحالف الوطني" اكبر تحالف للأحزاب الشيعية بترشيح سياسي آخر لرئاسة الوزراء، فيما يصر هو على أحقيته في تشكيل الحكومة، علما انه تراس حكومته الثانية رغم ان لائحته النيابية لم تفز في 2010 بأكبر عدد من مقاعد البرلمان.

وينص الدستور العراقي على ان يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال ثلاثين يوما من تاريخ أول انعقاد للمجلس.

ويكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا بتشكيل مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوما من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية، على ان يتولى رئيس مجلس الوزراء المكلف تسمية أعضاء وزارته خلال مدة أقصاها 30 يوما من تاريخ التكليف.

وكان مجلس النواب فشل في جلسته الأولى الثلاثاء الماضي بانتخاب رئيس له بحسب ما ينص الدستور، قبل ان يعلن النجيفي (سني)، أحد ابرز خصوم المالكي، الخميس سحب ترشحه لولاية ثانية.

وقال النجيفي "اقدر عاليا طلبات الإخوة في "التحالف الوطني" الذين يرون ان المالكي مصر على التمسك برئاسة مجلس الوزراء في حال ترشيحي لرئاسة مجلس النواب وأقول لهم (...) اني لن أترشح لرئاسة المجلس".

ويؤشر موقف المالكي وتمسكه بمنصب رئيس الوزراء بان الأزمة السياسية في العراق لن تشهد خاتمتها قريبا، حيث ان السنة يرفضون الانضمام إلى حكومة يقودها المالكي. 

وفي هذا السياق، دعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني إلى الإسراع في تشكيل حكومة تحظى بقبول واسع.

وقال السيد احمد الصافي ممثل السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء إن "الإسراع بتشكيل الحكومة وفقا للأطر الدستورية مع رعاية ان تحظى بقبول وطني واسع، امر في غاية الأهمية".

وأضاف "كما من المهم ان يكون الرؤساء الثلاثة، رئيس البرلمان ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، منسجمين في ما بينهم في وضع السياسات العامة للبلد وقادرين على حل المشاكل التي تعصف به وتدارك الأخطاء الماضية".

وانتقد البرلمان العراقي قائلا "انعقدت أولى جلسات البرلمان الجديد وفقا لما نص عليه الدستور، وتفاءل المواطنون ان يكون ذلك بداية جيدة للمجلس للالتزام بالنصوص الدستورية والقانونية، ولكن ما حصل من عدم انتخاب رئيس المجلس ونائبيه كان إخفاقا يؤسف له".

وتتزامن الأزمة السياسية مع الهجوم الكاسح لمسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" وتنظيمات مسلحة أخرى والذي سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه تشمل مدنا رئيسية بينها تكريت والموصل.

وفي خضم هذا الهجوم الذي سمح للأكراد بالسيطرة على مناطق متنازع عليها مع بغداد بعد انسحاب القوات الحكومية منها، دعا رئيس إقليم كردستان العراق بارزاني الخميس برلمان الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي إلى إجراء الاستعدادات للبدء بتنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير.

لكن البيت الأبيض الذي كان يعمل من خلف الكواليس لمحاولة إقناع القادة السنة والشيعة والأكراد في العراق بتشكيل حكومة وحدة وطنية في بغداد، عبر عن معارضته هذا الاقتراح.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست "الواقع هو أننا لا نزال نعتقد بان العراق اقوى اذا كان متحدا"، مضيفا "لذلك تواصل الولايات المتحدة الدعوة إلى دعم عراق ديموقراطي وتعددي وموحد وسنواصل حث كل الأطراف في العراق على الاستمرار بالعمل معا نحو هذا الهدف".

والتقى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت لاحق كبير موظفي مكتب بارزاني فؤاد حسين وشدد أمام الوفد الكردي على "أهمية تشكيل حكومة جديدة في العراق تضم كل المكونات" لمقاتلة "الدولة الإسلامية"، بحسب ما اعلن البيت الأبيض في بيان.

كذلك، بحث بايدن الوضع في العراق في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في اطار جهود واشنطن لدى الفرقاء في المنطقة لدعم تشكيل حكومة وحدة عراقية.

ميدانيا، قتل الجمعة ثلاثة من مقاتلي قوات البشمركة الكردية في هجوم مسلح استهدف حاجز تفتيش في قضاء المقدادية، وفقا لمصادر أمنية وطبية .

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الهندية انه تم إخراج 46 ممرضة هندية علقن في العراق منذ الشهر الماضي في بداية هجوم الإسلاميين، وهن الآن في طريق العودة إلى بلادهن.
التعليقات (0)