كتاب عربي 21

معالم على طريق شرق أوسط جديد!

أنس حسن
1300x600
1300x600
تشهد المنطقة العربية حاليا أضخم حالة تحولات وانقلاب في أوضاعها السياسية وأشكالها الجغرافية، واصطفافاتها المذهبية، والعرقية و السياسية، وتحولات في الأحلاف والمحاور الإقليمية، وبين كل هذا يبرز سؤال "الإسلاميين" وموقعهم من كل هذا.. وأريد أن أؤكد على عدة نقاط أساسية في السلوك الإسلامي السياسي مستقبلا!
 
- لا تجارب سياسية إسلامية ستنجح في المنطقة على المدى القريب، إذا اعتمدت "الصندوق" طريقا لها، فقد أُفشلت في الجزائر وفلسطين والكويت مؤخرا، وتلتها مصر وفي الطريق لها تونس، ويحاولون الآن إفشال تجربة الأتراك، وإن كان كل ما تملكه من "الإسلام" مجرد "بخور".

- يعمل النظام الإقليمي منذ فترة مضت على دفن أي مشروع يسعى إلى تجاوز صيغة "الدولة الوطنية" أو يحاول صياغة حالة تعاون إقليمي حقيقية على أساس الدين أو الأفكار الدينية، والاتجاه الآن لإنجاز مشاريع التقسيم في العراق وفي اليمن وسوريا وليبيا كمرحلة أولى، والهدف هو تجزيء المجزء أصلا، على أساس هويات "عرق - لغة - مذهب".

- لا يجب أيضا التعويل على الإصلاح أو العمل أو التمسك بأشكال الدولة العربية الحالية، فالنظم السياسية العربية في طريقها للانهيار، وهذا مرده إلى عوامل التغيرات العالمية والإقليمية وأيضا تحولات "الطاقة - الاقتصاد"، فالنفط العربي سيصبح غير ذي أولوية مستقبلا بعد اكتشاف النفط الصخري الأمريكي، وكذلك أزمات الاقتصاد ستفكك البنى الاجتماعية للدولة المهترئة أصلا، كذلك أزمة مستقبل "الحكم" في الأسر المالكة وبالأخص في السعودية التي ستواجه معركة داخلية على العرش، بينما هي أيضا متورطة في صراعات كبرى خارج حدودها تستنزفها أيما استزاف. 

- كذلك تسعى الأقليات الشيعية لاكتساب مزيد من الثقل في "البحرين - السعودية - الكويت - الإمارات - اليمن"، عقب نجاح إيران في نزع اعتراف دولي بها وبدورها الإقليمي، وبالتالي سيزيد ذلك من نزاعات داخلية سياسية، واشتباكات طائفية مجتمعية داخل الدول المذكورة، ما يؤدي لحالة انشغال بالداخل وإضعاف للمنظومات السياسية الحاكمة في هذه الدول. 

- وعليه ستتزايد الفراغات ومناطق الفجوات داخل المنطفة، وتكثر نتيجة النظام الإقليمي الجديد، وعمليات التقسيم الجغرافي الممتدة شرقا وغربا وجنوبا، ما سيزيد مساحات "التوحش - الفوضى"، وهذه الفراغات لن تستطيع الدول ملأها لانشغالها بتعقيدات المشاكل فيها ومع جيرانها.

- ولأجل كل ما سبق، يجب أن يتهيأ الإسلاميون ويستعدوا لمستقبل منطقة هذا هو شكلها وطبيعتها، فمحاور الاقتصاد الإقليمي المتمثل في الطاقة سيبدأ في التراجع، والنظم الحاكمة ستواجهة موجات الضغف والاضطراب الاقتصادي والسياسي، بإخراج كامل عتادها وسلاحها لمواجهة الشعوب.

- وحالة السيولة وتقسيم المقسم وتجزيء المجزء، لن يجمعه إلا هويات متجاوزة كبيرة تستطيع أن تجمع فتات الجغرافيا تحت لواء هوية كبرى، وتوظف كل هذه الأزمات في صالح التحرك في فراغات يعجز النظام العالمي عن ملئها!

- إنهم الآن يحاولون احكام السيطرة على المنطقة، ودفن كل المشاريع المناوءة لهم أو تدجينها، ولكن في الحقيقة إنه كتاب نهايتهم بدأت سطوره تبرز للنور ولأصحاب البصيرة، و لهذا فلعبتهم أصبحت مكشوفة ويجب علينا نحن أن ننشيء لعبتنا الخاصة، لا أن نندمج معهم.

- إن المعركة كبرى.. والتحولات أكبر.. والزمن يدهشنا بتحولاته، فلا تستسلموا لشبح الواقع، فلقد رأينا كيف أنه مجرد سراب نقدسه ثم ينهار أمام تحولات غير محسوبة أو مرصودة بعقولنا المستسلمة للواقع دون تبصر لمستقبل أصبح الجميع يتفق على محدداته.
التعليقات (1)
LALA
الثلاثاء، 24-06-2014 04:27 ص
انت اجمد حد انا بقراله وفى الغالب كلامك بيطلع صح بس ياريت الحل بالمرة