صحافة دولية

"تلغراف" تروي قصة أخوين بريطانيين يقاتلان في سوريا

بريطاني يتبرأ من ولديه بعدما ظهرا في فيديو لداعش - (مواقع تواصل ووكالات غربية)
بريطاني يتبرأ من ولديه بعدما ظهرا في فيديو لداعش - (مواقع تواصل ووكالات غربية)
قالت صحيفة "صانداي تليغراف" البريطانية، في تقرير خاص الأحد، إن الشرطة البريطانية تقوم الآن بملاحقة ما أسمتها "العقول الجهادية المدبرة" لإقناع طلبة بريطانيين للسفر إلى سوريا للقتال هناك، بما في ذلك طالب يبلغ من العمر 17 عاما ويدعى أسيل مثنى، وهو أصغر بريطاني انضم مؤخرا إلى ما أسمتها الصحيفة "شبكات الإرهاب الإسلامية".

وفي تقرير مطول شارك فيه الصحفيون روبرت منديك وباتريك ساور وتيم روس، ألقت الصحيفة الضوء على أخوين بريطانيين، الأصغر يدعى أسيل مثنى (17 عاما)، والأكبر هو ناصر مثنى (20 عاما)، وقد ظهرا في أحد الفيديوهات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يوم الجمعة الماضي، قبل يومين من تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي حذر فيه من التهديد الذي يشكله البريطانيون العائدون من الجهاد في الخارج.

وفي تصريحات صحفية قال والدهما أحمد مثنى، إن نجليه طالبان متفوقان وكان بانتظارهما مستقبل عملي باهر، ولكنه تم غسل دماغيهما للذهاب إلى ساحة القتال في سوريا. وأصر مثنى على أن سفرهما إلى سوريا هو من تدبير "شبكات إرهابية تقوم بتجنيد الشباب".

وفي ضوء التخوفات البريطانية من عدد المواطنين الذين يتم تجنيدهم لأغراض جهادية، كشفت الصحيفة عن الحقائق التالية:

• الأخوان هم جزء من شبكة أوسع تشمل صديقين آخرين تم اعتقالهما لدى عودتهما من الشرق الأوسط منذ شهور.

• في الفيديو التابع لداعش، يظهر بريطاني آخر يدعى رياض خان (20 عاما)، درس مع ناصر مثنى في مدرسة كارديف الثانوية.

• ابن أحد مساعدي أسامة بن لادن، والمولود في لندن، يقيم الآن في "معسكر إرهابي" في سوريا، وهدد سابقا بتنفيذ عمليات تفجير وقطع رؤوس في بريطانيا

• من الجهاديين الذين ظهروا في الفيديو الخاص بتجنيد مقاتلي داعش مواطن أسترالي كان أحد المتهمين الرئيسين في مخطط تفجير ملعب الكريكت في ملبورن أثناء النهائيات الأسترالية.

• مقتل أول جهادي بريطاني في العراق.

• قامت الشرطة البريطانية الأسبوع الماضي بإغلاق اجتماع نظمه أنجم شوداري (محامي بريطاني من أصل باكستاني، معروف في بريطانيا بالتشدد ودعم القاعدة، أعلن مؤخرا أنه يفضل العيش في دولة داعش بعد أن تستقر الأمور).

• سوف يتم إغلاق المدارس إذا لم تكرس القيم البريطانية في المناهج التعليمية.

• انتقد اللورد كارلايل (مستشار الحكومة السابق في مجال مكافحة الإرهاب) الداخلية البريطانية، لإلغاء أوامر خاصة بالتعامل مع المشتبه بتورطهم في الارهاب.

وأوضح أحمد مثنى (57 عاما) أن سفر نجليه إلى الخارج قد تم تمويله وتنظيمه من قبل أجانب، لأنه لم يعط ابنه ناصر سوى 100 جنيه إسترليني للذهاب إلى ندوة إسلامية في مدينة شروزبري في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وناصر هو طالب متفوق وكان قد تم قبوله في إحدى كليات الطب في بريطانيا. ولكنه فضل أن يشق طريقا معقدا ومكلفا إلى سوريا، حيث ذهب في البداية من كارديف إلى كوفنتري بالقطار، ثم استقل قطارا آخر إلى مطار جاتويك، ثم سافر إلى إسطنبول على متن طائرة، ومن تركيا عبر برا إلى الأراضي السورية.

أما أخوه أسيل فقد ترك منزله في شباط/ فبراير، وأصدر جواز سفر ثانيا بعد أن أخفى والده جواز سفره، وطار إلى قبرص ثم انضم إلى أخيه في سوريا.

وقال الوالد في تصريحات صحفية السبت، نقلتها "ديلي تليجراف": "من وراء ذلك؟ من يدفع المال لأبنائي ليذهبوا ويخاطروا بحياتهم ويشاركوا في حرب ليس لهم علاقة بها؟ المتطرفون الإسلاميين هم من يقفون وراء ذلك، هم من يؤثرون على عقول الشباب. من يقوم بذلك ليست الجالية اليمنية في كارديف، أنا متأكد أن من يساعدونهم هم أجانب، وهناك من يقنعهم، ويغسل عقولهم، ويساعدهم على السفر، ويشتري لهم تذاكر السفر".

وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة البريطانية داهمت منزل الأسرة وصادرت أجهزة الحاسب الآلي والتليفونات المحمولة، في إطار محاولتها العثور على أعضاء آخرين في "الخلية".

وتم اعتقال صديقين لناصر (يعتقد أنهما سافرا معه) منذ بضعة أشهر لدى عودتهما من سوريا، للاشتباه بانضمامهما إلى "معسكر لتدريب الإرهابيين". وتم إطلاق سراحهما (وهما يبلغان من العمر 19 و23 عاما)، حيث قال والد أحدهما إن ابنه كان قد سافر إلى سوريا مع جمعية خيرية للاجئين، وإنه بريء ولم يفعل أي شيء خاطئ.

وتقول الصحيفة إن أحد المقاتلين الذين ظهروا مع ناصر مثنى في الفيديو هو زكريا رعد، وهو مواطن أسترالي تمت إدانته في سيدني العام الماضي بعدما قام بمعاقبة أحد المسلمين بـ 40 جلدة لشربه الخمر. وكان بعض أقارب رعد كذلك متورطين في مخطط لتفجير ملعب الكريكت في ملبورن.

ووفقا للسير بيتر فاهي، وهو من كبار المسؤولين عن ملف مكافحة الإرهاب في الداخلية البريطانية، يقدر عدد البريطانيين الذين سافروا للجهاد في سوريا والعراق 500 مواطن، وهو رقم أعلى بنسبة 20 بالمائة من الرقم الذي صرح به وزير الخارجية البريطاني وليام هيج.

وأوضح السير بيتر أن هناك جهودا ضخمة يتم بذلها للتعرف على هوية الأشخاص الذين يسافرون للجهاد، وأن السلطات تتابع تحركات المشتبه بهم كي يتم التأكد من اعتقالهم فور عودتهم.

وفي حملة أمنية ضد الدعاة المتشددين قامت الشرطة البريطانية الأسبوع الماضي بوقف اجتماع نظمه أنجم شودري الذي تصفه الصحيفة بأنه "رجل الدين المثير للجدل" وأنه "متهم بتلقين الإرهابيين".

وقال شودري إنه يعرف بعض الوجوه التي تظهر في فيديو داعش، ولكنه لم يكن متأكدا من الظروف التي تعرف فيها عليهم.

وتابعت الصحيفة بأن الحملة الأمنية ضد شودري قد تزامنت مع إجراءات جديدة تم الإعلان عنها اليوم (الأحد) لمحاربة التطرف في المدارس، حيث سيتم مطالبة 20 ألف مدرسة في بريطانيا بالتدخل في حالة رصد أي دعم للممارسات الإسلامية المتشددة في المدارس، سواء من قبل الطلبة أو آبائهم أو المعلمين. وإنه إذا لم تلتزم المدارس بتلك التعليمات فسيتم إقالة المسؤولين أو غلق المدرسة.
التعليقات (0)