اقتصاد عربي

بضائع بالمليارات يديرها طلبة جامعات على أرصفة القاهرة

باعة متجولون يجنون ثروات على الأرصفة - أرشيفية
باعة متجولون يجنون ثروات على الأرصفة - أرشيفية
لا تتعجب حينما تسير في القاهرة وتشاهد بائعا متجولا ينادي بأعلى صوته: "الحق اشتري منتجات أديداس وكونكريت ولا كوست وبيير كردان وتيد لابيدوس وتيد لابوم"..

فرغم أنه يحمل مؤهلا جامعيا، إلا إنه يفترش الرصيف ببضائعه، ويحاول قدر الإمكان أن يبعد عنها الأتربة، لكنه لا يتردد في أن ينادي ليعلن أن بضائعه تحمل أسماء ماركات عالمية، وسرعان ما يلتف حوله المارة ليبدأ مرحلة البيع وتسويق منتجاته التي لا تمت بأي صلة للماركات العالمية أو المحلية.

هذه الظاهرة كانت منتشرة في منطقة العتبة بالقاهرة، ولكنها امتدت إلى الشوارع المجاورة لتصل إلى مناطق التحرير ووسط القاهرة وشارع طلعت حرب الذي سيطر عليه الباعة الجائلون، ويعرضون بضائعهم في منتصف الشارع بشكل لا يسمح إلا بمرور المشاة.

وكان تقرير لاتحاد الغرف التجارية واتحاد الصناعات بمصر قد أكد أن تجارة الرصيف تشهد رواجا غير مسبوق خلال الفترة الأخيرة، لانخفاض أسعار المنتجات التي تباع على الأرصفة بنسبة كبيرة عن أسعارها في المحلات التجارية التي تشهد ارتفاعا جنونيا في الأسعار.

وأكد التقرير أن حجم تجارة الرصيف في مصر تجاوزت نحو 75 مليار جنيه وهي تمثل 45% من حجم التجارة الرسمية.

يقول عاطف جابر، الحاصل على ليسانس الآداب وأحد الباعة على الأرصفة بمنطقة التحرير، إن أغلب الأسر المصرية تعتمد على المنتجات التي تباع على الأرصفة وليس الملابس فقط، وهناك منتجات جيدة وتباع بأسعار أعلى من أسعار المحال التجارية، وبعضها يكون فعلا يحمل اسم ماركة عالمية مثل أديداس، ولكنه تصفيات المحال الكبرى ويشتريها بعض التجار أو الباعة الجائلون وبالتالي تشاهدها في الشارع.

وأوضح أن هذا لا ينفي أن 80% من البضائع والمنتجات التي تباع على الأرصفة من إنتاج مصانع "بير سلم"، ولكن الظروف الاقتصادية التي يمر بها الشباب وبعض الأسر المصرية تجعلهم يلجأون إلى تجار الأرصفة لشراء مستلزماتهم التي لا تتعلق بالملابس فقط، بل الملابس والأحذية والمفروشات والعطور والأجهزة المنزلية والأجهزة الكهربائية وأحيانا المواد الغذائية.

وأوضح صلاح فوزي، الحاصل على ليسانس الحقوق ويعمل بائع أحذية، أن هناك باعة يعتمدون على تصفيات المحال الكبرى والماركات العالمية، وبالفعل يحصلون على هذه التصفيات بأسعار أقل من الأسعار التي كانت تباع في المحال الكبيرة بأكثر من 70%، وبالتالي تباع على الأرصفة بأسعار متدنية في متناول الأسر البسيطة.

وأشار إلى أن هذه المهنة حلت أزمة البطالة لكثير من الشباب، وهناك من حقق منها ثروات طائلة، خاصة وأنه في بعض الأحيان نحصل على بضائع بكميات كبيرة وبأسعار متدنية جدا وتباع في وقت قصير.
التعليقات (0)