سياسة عربية

باحث فلسطيني يشكك في جدية توجه عباس إلى المصالحة

عباس - أرشيفية
عباس - أرشيفية
حذر مدير مركز الشؤون الفلسطينية في لندن، إبراهيم حمّامي مما أسماه بـ "الفخاخ" التي يتضمنها اتفاق المصالحة الموقع بين حركتي حماس وفتح، ورأى أنه مليء بالمطبات التي من شأنها عزل حماس ومعها المقاومة لصالح مشروع التسوية على ما فيه من نقائص.

وأشار حمامي في تصريح صحفي مكتوب الجمعة، وبمجرد تشكيل الحكومة المفترضة والتي تعارض حماس بعض الأمور فيها اليوم، "لن يصبح لاعتراضها أي قيمة مستقبلاً، وسيدير عبّاس ووزاراته وحكومته الفتحاوية الخالصة ظهره لهم".

وأضاف "تستطيع حماس وقتها أن تملأ الدنيا ضجيجاً لكن وعلى طريقة القضاء المصري الشامخ يبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للقضاء الشامخ جداً بدوره. وتستطيع "حماس" أن تصدر البيانات وأن تستنكر وتشجب وتدين وتندد، لكن على الأرض وأمام العالم عبّاس أبو الشرعيات وصاحب كل المناصب".

ورأى حمامي أن رهان حماس على جناحها العسكري لن يكون مجديا في الضفة وأمام العالم، وقال "سيقول قائلهم كتائب القسام ضمانتنا وقوتنا ودرعنا، صحيح في غزة هذا صحيح، في الضفة عليه العوض ومنه العوض، وسياسياً خسارة مطلقة. وإن تحركت كتائب القسام عدنا والعود أحمد لكن هذه المرة... حماس خارج الشرعية وسيكون انقلاباً مكتمل الأركان".

وأضاف "من يوافق على مبادئ اللعبة عليه أن يلتزم بها، ومن يعول على حسن نية عبّاس ومن معه فبالهناء والشفاء، صحتين... لن يبقى لحماس من شيء تفعله إلا قوة السلاح في غزة، لكن عندها سيكون كثيرون ضدها، بعد أن يدغدغهم عبّاس بالمال السياسي وبالرواتب والمشاريع. بعد أن يدجّن عبّاس من يصرخ اليوم أنت في الخارج واللي ايدو بالمي مش زي اللي ايدو بالنار، ويولول آخر اللي بياكل العصي مش زي اللي بيعدها. سيكون وقتها استسلاماً اقتصادياً لا سلاماً اقتصادياً، ستكون المقارنة وقتها بين "جنة" عبّاس و"جحيم" حماس في السنوات السبع العجاف! أليس هذا حال من يصرخون ويولولون اليوم؟ من لدغ من ذات الجحر أكثر من مرة لا يحق له بعد ذلك أن يشكو، ولن يبقى لحماس شيء... اللهم إلا من مكتب الشكاوى إياه في وزارة التنسيق الأمني المقدس أو وزارة الاعتقال السياسي، أو ما يتم استحداثه من وزارات تليق بالمصالحة العظيمة"!. 

وعدد حمامي عددا من المواقف والتصريحات المتباينة لقادة حماس وفتح مما يجعل من المصالحة بشروطها الحالية خيارا غير آمن، وقال "الزهار يقول في 16 أيار/ مايو الجاري "اتفاق المصالحة جرم التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي"، وعبّاس يعلن بعده في 28 أيار/ مايو الجاري "التنسيق الأمني مقدس وسنستمر سواء اختلفنا أو اتفقنا في السياسة". حماس تمتدح عرفات وترفض أي حديث عنه وتصفه بالزعيم والشهيد والقائد والرئيس، وعرفات سبق ووصف حماس في أكثر من مناسبة ومنها حديث مع  صحيفة كورييري ديلا سيرا الايطالية في 21 كانون أول/ديسمبر 2001 بأنها صنيعة إسرائيل .. وحماس تعلن التظاهرة تلو التظاهرة دعماً للأسرى ومشعل وهنية يؤكدان أن رسالة الأسرى وصلت وأن حماس تعمل لإطلاق سراحهم، وعبّاس يعرقل حكومة الوفاق المفترضة لأنه يريد الغاء وزارة الأسرى".

وأضاف حماس تقول إن الحكومة المفترضة لا برنامج لها ومهمتها هي تسيير الأمور اليومية والاعداد للانتخابات، وعباس وفتح كلها ومعها منظمة التحرير الفلسطينية تقول إن الحكومة برنامجها هو برنامج عباس وستعترف بـ "اسرائيل" وبالاتفاقات الموقعة معها. حماس تتحدث عن المصالحة المجتمعية وتبييض السجون وتطلق سراح حتى المجرمين كبادرة حسن نية، والاختطافات والاعتقالات في الضفة تتواصل وبحجة تطبيق القانون مع نفي وجود أي معتقل سياسي، وغير ذلك الكثير والكثير الذي عرفناه ونعرفه وما زلنا نتعرف عليه، والسؤال: أي مصالحة يتحدثون عنها؟ وما هي مرجعيتها؟ ومن يملك وقف جماح عباس بعد تجريد حماس من شرعيتها الانتخابية والحكومة إن قرر الغاء الوزارة أو أعلن ما يريد؟ من يضحك على من؟ من نصدق؟ هل ذاكرتنا قصيرة؟ أم أنها المصالح؟ أم هو "نبش في وجوههم وتلعنهم قلوبنا"؟"، على حد تعبيره. 
التعليقات (0)