كتاب عربي 21

إخوان ليبيا.. قلة في العدد والعدة

عبد العزيز آل محمود
1300x600
1300x600
في لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية بث على موقع التليفزيون الألماني dw.de بتاريخ 20 مايو 2014 قال المراقب العام للإخوان المسلمين في ليبيا الشيخ بشير الكبتي، إنه وجماعته تحت مظلة القانون، نافيا اتهامات الإرهاب التي يوجهها لهم اللواء العسكري المتقاعد خليفة حفتر ... 

وقال: إن حفتر بقراره تجميد عمل المؤتمر الوطني يحاول أن ينسخ شيئا مماثلا لما حدث بمصر في ليبيا .

لكنه شدد على استحالة مرور مثل هذا الأمر، وقال: لقد قلت من قبل إن هذا مستحيل أن يحدث في ليبيا ، لأن الشعب الليبي كله مسلح... فلا يخلو بيت من وجود مسدس أو رشاش أو آر بي جي .... كل أنواع الأسلحة موجودة في الشارع ... نحن نتكلم عن 22 إلى 25 مليون قطعة سلاح منتشرة .

ثم قال: نحن جزء من الشعب الليبي ، وإذا كان هناك قانون في البلاد وثبت على أي شخص من الإخوان أو من غيرهم أنه مارس الإرهاب فليقدم الدليل على ذلك وليقبض عليه، نحن ليس لدينا مشكلة في ذلك .

وتابع المراقب العام للإخوان المسلمين في ليبيا: نحن تحت القانون ولسنا فوقه... إذا كانت هناك أدلة فلتقدم، بلا شك نحن نتطلع لإقامة دولة القانون .

حاولت أن أحصل على معلومات عن الإخوان المسلمين في ليبيا ، فتصفحت موقع الإخوان المسلمين الرسمي فوجدت أن آخر تحديث لصفحة إخوان ليبيا كان في 31 مايو 2010 ، أي منذ أربع سنوات بالضبط .

بحثت عن مواقع أخرى، فوجدت عدة صفحات في الفيس بوك، كان بعضها من معجبين أو مؤيدين أو أعداء ، ولكن الصفحة الرسمية التي تحوي أخبار الجماعة وتصريحاتهم لها حوالي 13 ألف معجب، وبها وصلات تحمل إلى موقع Almanaralink.com وقد يكون هو الموقع الرسمي للجماعة في ليبيا، لأني وجدت ذات اللقاء الذي عملته وكالة الأنباء الألمانية مع المراقب منشورا فيه ، وتكتب به شخصيات أعرف أنها إما تنتمي للجماعة أو أنها متعاطفة معها.

من الواضح أن الدور قد جاء على إخوان ليبيا الذين تعرضوا لضربات قاصمة طوال سنوات حكم القذافي، فأعدم الكثير منهم في معتقلاته وفي الملاعب الرياضية أمام طلبة الجامعات كما يحب أن يفعل حين يريد أن يعدم بدافع الانتقام، ولذلك لم يكن لإخوان ليبيا بعد عددي واجتماعي كما هو الحال مع إخوان مصر، فمن استطاع منهم أن يهرب إلى الخارج "نفد بجلده" ، ومن بقي واحتسب عانى من السجون والاعتقال والتعذيب .

لم يسمع الناس عن إخوان ليبيا من قبل ، ولم يظهر دورهم الدعوي والخدمي للعلن طوال العقود الماضية، فلعلها فرصة في أن يظهروا للعالم الآن معلنين عن وجودهم في جو استقطابي حاد أو عدائي يقودهم حفتر ومجموعة من المعادين لكل أشكال التدين.

أعتقد أن الوقت قد حان لإخوان ليبيا لأن يعيدوا حساباتهم، ويخرجوا من قوقعتهم التي عاشوا فيها محاولين حماية أنفسهم تحت حكم القذافي البشع إلى مرحلة ما بعد الثورة التي تحتاج إلى سلاح الإعلام والإعلان عن الذات والبرنامج في مواجهة من أعلن الحرب عليهم بقوة السلاح .
التعليقات (0)