سياسة دولية

مقتل أكثر من 30 انفصاليا بسلافيانسك في أوكرانيا

شاحنة محترقة بسلافيانسك جراء القتال بين القوات الحكومية والانفصاليين - أ ف ب
شاحنة محترقة بسلافيانسك جراء القتال بين القوات الحكومية والانفصاليين - أ ف ب

أعلن وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف أن أكثر من 30 انفصاليا موالين لروسيا قتلوا وأصيب العشرات بجروح في الهجوم العسكري على سلافيانسك بشرق أوكرانيا، الذي بدأ الاثنين وقتل فيه أربعة عسكريين أيضا.


وقال أفاكوف "قتل أربعة من عسكريينا وأصيب 20 أخرون بجروح. وبحسب تقديراتنا قتل 30 إرهابيا وأصيب العشرات بجروح"، مستخدما التعبير الذي تلجأ اليه كييف للإشارة إلى الانفصاليين المسيطرين على المدينة.

واشتعلت المعارك من جديد في شرق أوكرانيا موقعة عددا من القتلى والجرحى مع تخوف من سيناريو حرب أهلية، في وقت يعقد البرلمان الثلاثاء جلسة مغلقة في كييف فيما سينعقد في فيينا اجتماع يتمحور حول الأزمة الأوكرانية.

وينتظر كذلك وصول وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في المساء إلى العاصمة الأوكرانية لإجراء محادثات مع كبار مسؤولي البلاد.

وقبل زيارته إلى أوكرانيا سيتوجه وزير الخارجية البريطاني إلى فيينا ليبحث الأزمة الأوكرانية مع نحو ثلاثين وزيرا بينهم الروسي سيرغيلافروف والأوكراني أندري دشتشيتسا في إطار اجتماع للجنة الوزارية لمجلس أوروبا.

من جهة أخرى نقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله الثلاثاء، إن روسيا ستعزز أسطولها في البحر الأسود بغواصات وسفن جديدة وذلك بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم إلى أراضيها.

ونقلت الوكالة عن شويجو قوله "ستنضم غواصات جديدة إلى أسطول البحر الأسود هذا العام بالإضافة إلى جيل جديد من السفن الحربية. كل هذا يتطلب اهتماما كبيرا منا".

ويتمركز جزء من الأسطول في القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا إلى أراضيها في آذار/ مارس.

وكان تبادل إطلاق نار كثيف قد وقع، الاثنين، استمر ساعات في محيط سلافيانسك معقل الناشطين الموالين للروس.

واسفرت المعارك عن سقوط أربعة قتلى ونحو ثلاثين جريحا في صفوف قوات الأمن الأوكرانية على ما أعلنت وزارة الداخلية، مؤكدة أن المتمردين يستخدمون السكان "دروعا بشرية" وأضرموا النار في منازل ما أوقع ضحايا.

وأشارت الإدارة المحلية في دونيتسك إلى سقوط قتيل مدني و15 جريحا بالرصاص في سلافيانسك.

كما أسقطت مروحية للجيش من طراز ام آي-24 بالسلاح الثقيل قرب سلافيانسك.

ولاحقا، سمع إطلاق نار من أسلحة رشاشة للمرة الأولى قرب وسط سلافيانسك، ما يدل على أن الجيش يحقق مكاسب على الأرض.

وكان وزير الداخلية الأوكراني أرسيني أفاكوف الذي كان متواجدا عند نقطة تفتيش على مقربة من مكان المعارك، قال إن "مهمتي هي إزالة الإرهابيين"، مضيفا أن "التكتيك الوحيد هو التقدم رويدا رويدا نحو وسط" سلافيانسك.

من جهته، قال رئيس الحرس الوطني ستيبان بولتوراك الموجود أيضا على مقربة من المعارك، إن "خصومنا مدربون بشكل جيد ومجهزون بشكل جيد".

وأضاف "يبذلون كل ما في وسعهم لإجبارنا على استخدام أسلحة ثقيلة، لكننا لن نقوم بذلك لتجنيب السكان المدنيين".

بدوره أكد القيادي الانفصالي فاديم أوريل أن الجيش الأوكراني أطلق عليهم النيران من طوافة كما استخدم القذائف المدفعية بالقرب من مدينة أخرى على بعد خمسة كيلومترات من سلافيانسك.

وقد حذرت روسيا التي يتهمها الغرب وكييف منذ أشهر بالوقوف وراء الاضطرابات في شرق البلاد وجنوبها، الاثنين من "كارثة إنسانية" في مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك المجاورة الخاضعتين حاليا لحصار الجيش.

وقالت وزارة الخارجية الروسية "نلاحظ نقصا في الأدوية كما بدأت شحنات المواد الغذائية بالتوقف".

كذلك لاحظ مراسل فرانس برس في سلافيانسك ظهور مشاكل في التموين.

وفي "كتاب أبيض" نشر الاثنين، اعتبرت موسكو أن الأزمة قد تهدد الاستقرار والسلام في أوروبا في غياب أي رد مناسب من المجتمع الدولي.

وأشار هذا التقرير الذي نشرته وزارة الخارجية الروسية إلى أن "قوات قومية من المتطرفين والنازيين الجدد" تنشط في أوكرانيا حيث ترتكب انتهاكات "كثيفة" لحقوق الإنسان.

وكان الرئيس الانتقالي الأوكراني أولكسندر تورتشينوف حذر في وقت سابق الاثنين، من أن "هناك حربا بالفعل تشن ضدنا"، بعد الحوادث الدموية في أوديسا الجمعة، والتي أسفرت عن مقتل حوالى 40 شخصا.

ووفق تورتشينوف، فإن "هدف (الانفصاليين الموالين لروسيا) هو الإطاحة بالحكومة في كييف"، حيث أن الاستفزازت والحوادث قد تمتد إلى كافة الأراضي الأوكرانية، خاصة في التاسع من أيار/ مايو وهو يوم عطلة في أوكرانيا وروسيا حيث يحتفل بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية.

من جهته اعتبر قائد قوات الحلف الأطلسي في أوروبا الجنرال فيليب بريدلاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قادر على تحقيق أهدافه في شرق أوكرانيا بدون عبور حدودها.

فبعد أن كان مقتنعا قبل بضعة أيام بأن سيناريو تدخل القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا أمر مرجح، قال الجنرال بريدلاف في تصريحات نقلها تلفزيون سي بي اس الاثنين إنه "يعتقد الآن أن بوتين قادر على تحقيق أهدافه في شرق أوكرانيا.

واعتبر الجنرال أن السيناريو "الأكثر ترجيحا هو أنه (بوتين) سيستمر في ما يفعله أي النيل من مصداقية الحكومة وإثارة الفوضى ومحاولة تحضير الأرضية لتحرك انفصالي" في شرق أوكرانيا.

وفي ظل تدهور الوضع، عرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التوسط لإنهاء الأزمة.

وقال في أبوظبي "إنني مستعد للعب دور إن اقتضت الضرورة".

ويصل رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ديدييه بوركالتر الأربعاء إلى موسكو حيث سيبحث الملف الأوكراني مع الرئيس فلاديمير بوتين.

وسيبحث بوركالتر وبوتين بحسب برلين "تنظيم طاولات مستديرة برعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من شأنها تسهيل حوار وطني قبل الانتخابات الرئاسية" المقررة في أوكرانيا في 25 أيار/ مايو.

وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير دعا الأحد، إلى عقد مؤتمر جنيف ثان لبحث الوضع في أوكرانيا، برغم غياب أي نتائج على أرض الواقع للمؤتمر الأول الذي انعقد في منتصف نيسان/ أبريل.

في موازاة يواصل الغربيون انتهاج سياسة فرض العقوبات على روسيا.

وسيتوجه وزير الخزانة الأميركي المكلف العقوبات ديفيد كوهين إلى فرنسا والمانيا وبريطانيا من السادس إلى التاسع من أيار/ مايو لتنسيق "تطبيق العقوبات ردا على التحركات غير المشروعة التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا" كما جاء في بيان لوزارة الخزانة.
التعليقات (0)