سياسة عربية

مخطط إسرائيلي لتهويد معالم القدس ومحيط الأقصى

يهود متدينون في حائط البراق - أرشيفية
يهود متدينون في حائط البراق - أرشيفية

حذر الوزير الفلسطيني لشؤون القدس عدنان الحسيني من خطورة مخطط صهيوني جديد لتهويد المعالم التاريخية والثقافية في القدس ووضع عراقيل جديدة أمام قدرة الفلسطينيين للوصول إلى المسجد الأقصى.

وفي تصريحات لـ "عربي 21"، قال الحسيني إن حكومة نتنياهو تعد العدة للقيام بتوسيعات كبيرة في منطقة ما يعرف بـ "حائط المبكى" بشكل يؤدي إلى إسدال الستار على أية إمكانية للوصول للمسجد الأقصى من زاوية "حارة المغاربة".

وأشار الحسيني إلى أن عمليات التوسعة ستكون مرتبطة بإتلاف الآثار والشواهد التاريخية التي تربط الفلسطينيين والعرب والمسلمين بالمسجد الأقصى والقدس، وفي الوقت ذاته "زرع" تاريخ جديد مصطنع.

وكانت "إسرائيل" قد زعمت أن الخطة تهدف إلى السماح لليهود المتدينين من التيارين الإصلاحي والمحافظ بالصلاة في "الحائط" بدون الاحتكاك مع اليهود الأرثوذكس، الذين يعارضون بشدة صلاة الإصلاحيين والمحافظين في المكان.

واستهجن الحسيني التسريبات "الإسرائيلية" التي أكدت أن حكومة نتنياهو وضعت الإدارة الأمريكية في صورة مخططاتها، مشدداً على أن "صاحب الحق الأصيل في البت بكل ما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى هم الفلسطينيون والعرب والمسلمون".

واستدرك قائلاً: "ندرك أن الولايات المتحدة التي تعي مدى خطورة المشروع الإسرائيلي، لا يمكن أن توافق عليه، على اعتبار أنها لا يمكن أن توافق على مخطط يمس باستقرار المنطقة والعالم".

وأكد الحسيني أن الفلسطينيين لا يمكن أن يسلموا بأي إجراء يهدف للمس بمقدساتهم الدينية وتراثهم الديني والتاريخي، داعيا المجتمع الدولي لمنع انفجار الأوضاع بسبب سلوك الحكومة الصهيونية.

وفي السياق ذاته، أوضح الحسيني أن بلدة سلوان التي تقع في محيط القدس باتت مهددة بشكل كبير بسبب المخططات "الإسرائيلية" لاستكمال تهويدها بالكامل.

وأضاف: "الأحزاب والتنظيمات اليهودية التي تسيطر على مقاليد الأمور في حكومة نتنياهو تنطلق من افتراض مفاده أن سلوان تمثل مدينة داود، بالتالي هم مصممون على استكمال تهويدها عبر بناء المزيد من النقاط الاستيطانية في قلب البلدة".

وأكد الحسيني أن أكثر المناطق تهديداً في البلدة هو حي "البستان"، الذي يدعي المتطرفون اليهود أنه كان يمثل حديقة داود، مشيراً إلى أنه من الملحوظ أن "إسرائيل" عاقدة العزم على تهويده بالكامل وضمن ذلك السيطرة على 88 بيتا فلسطينيا وطرد 1500 مواطن فلسطيني منها.

وشدد الحسيني على أن ما يحدث في سلوان "هو الجنون بعينه"، محذراً من أن "الإسرائيليين" عازمون على فعل أي شيء من أجل تزييف التاريخ.

ويذكر أن وزراء ونوابا في الحكومة والبرلمان "الإسرائيلي" يقومون بزيارات تضامنية مع المستوطنين الذين يستقرون في سلوان، في حين أن الجماعات المسؤولة عن عملية التهويد تحظى بدعم سخي من الائتلاف الحاكم.

ويشار إلى أن منظمة "عطيرات كوهنيم"، ذات الصلة بوزير الاقتصاد نفتالي بنيت، زعيم حزب "البيت اليهودي" هي التي تتولى المسؤولية عن عمليات التهويد، حيث تتلقى دعماً مالياً كبيراً من الملياردير اليهودي الأمريكي أورفينغ ميسكوفيتش، الذي يدير عدداً من كازينوهات القمار في أرجاء الولايات المتحدة.
التعليقات (0)