ملفات وتقارير

زيدان لـ"التايمز": على الغرب التدخل عسكريا بليبيا

زيدان فر من ليبيا بعد عزله من قبل البرلمان - الأناضول
زيدان فر من ليبيا بعد عزله من قبل البرلمان - الأناضول
حذر رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان من تحول ليبيا لبوتقة للإرهاب ودعا إلى قوة مراقبة دولية إن أوجدت القاعدة والجماعات الجهادية مركزا لها هناك.

وحث في مقابله أجرتها معه ديبرا هينز لصحيفة "التايمز" الغرب على التدخل بسرعة قبل أن تصبح ليبيا مثل أفغانستان تحت حكم طالبان.

وطالب أمريكا وبريطانيا وفرنسا التدخل لمنع ليبيا من السقوط في الهاوية بعد ما يقارب الثلاث سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي.  

وقال زيدان الذي فر إلى ألمانيا بعد أن حجب عنه البرلمان الثقة: "قد تصبح ليبيا منطلقا للقاعدة لمهاجمة إيطاليا، بريطانيا، فرنسا، إسبانيا، المغرب وكل مكان فالسلاح والعتاد موجود في كل مكان في ليبيا".

وأضاف إن ليبيا يصعب حكمها لدرجة أنه قد تدعى قوى دولية من الأمم المتحدة للتدخل وخاصة إذا استمرت الميليشيات المرتبطة بالقاعدة بتقوية نفسها.

وقال: "عندما نشعر أن ليبيا تحت خطر التقسيم أو خطر تحولها إلى مركز للإرهاب فهذا خط أحمر. وإن حصل فسنقبل بأي حل يعيد الاستقرار إلى ليبيا".

وخدم زيدان كرئيس وزراء لليبيا لمدة 15 شهرا واضطر على المغادرة في 11 آذار/ مارس بعد عدد من الأحداث المدمرة والتي أشارت إلى أن ليبيا خارجة عن السيطرة، وفشل في منع الثوار في شرق ليبيا من تصدير النفط بشكل غير قانوني وأفشلت العملية قوات الفقمات البحرية الأمريكية التي اعتلت السفينة التي ترفع العلم الكوري الشمالي وأعادتها إلى ليبيا، وعلق على الحدث قائلا إنه طلب التدخل من أمريكا لإيقاف السفينة.

وقال إنه "قاوم شن حرب كبيرة ضد الميليشيات التي تملك قوة في ليبيا وأن مجموعات مرتبطة بالقاعدة أو الإخوان المسلمين تريد ألا يتحقق الاستقرار في البلاد حتى يستطيعوا استغلال الفوضى".

واتهم زيدان الذي اختطفته أحد الفصائل لفترة قصيرة العام الماضي بالقول: "هؤلاء الناس لا يريدون لليبيا أن تصبح دولة مدنية ودولة قانون يريدونها كما كانت أفغانستان تحت حكم الملا عمر".

وأكد أنه يتجهز للعودة إلى ليبيا و"قد يكون ذلك قريبا" ليستمر في "نضاله من أجل إعادة الاستقرار للبلاد"، وهو "مستعد ليموت في سبيل تحقيق ذلك".

وكان زيدان قد فر من ليبيا بعد عزله وذهب إلى ألمانيا حيث كان يعيش في المنفى أيام معارضته لنظام القذافي.

وقال في حديثه مع التايمز من فندقه في لندن حيث كان ينتظر مقابلة بعض المسؤولين والأمنيين البريطانيين: "خطتي أن أناضل من أجل إصلاح الدولة وتحقيق الاستقرار وعدم السماح لأحد باستخدام الثورة لمصالحه. ويجب أن نحكم البلاد ديمقراطيا".

وحث زيدان بريطانيا على مضاعفه دعمها لليبيا والمساعدة في تدريب قوات الأمن الليبية الناشئة والمساعدة في الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، وقال: "نريد بريطانيا أن تستمر بدورها كشريك، وهذا مهم بالنسبة لنا".

وأضاف زيدان وهو سياسي مستقل أن المجلس الوطني العام الذي مدد فترة ولايته بداية العام "فقد شرعيته ويجب حله للسماح بانتخاب سلطة مؤقتة".تابع:  "يجب أن يغادروا وإلا عليهم أن يواجهوا الشعب ولن نسمح لهم بالاستمرار".

وقال إنه ترك ليبيا لأنه لم يرد أن يضطر حراسه للدفاع عنه من أي هجوم. "يجب علي أن أخدم بلدي وشعبي.. هل تظنين أن رئاسة الوزراء في ليبيا في هذا الوقت امتياز؟ إنها نوع من المعاناة كلفتني من تعب أعصاب وصحة خلال الأشهر الـ 15 الماضية كما لا يصدق".

وكانت ليبيا ثالث دول الربيع العربي التي أجريت فيها انتخابات بعد عقود من الحكم الديكتاتوري ولكن الاضطرابات التي عكرت الصفو منذ ذلك الحين لم تتوقف.

وقامت ميليشيات وفصائل قبلية مسلحة بأسلحة بملايين الدولارات نهبت من مخازن الجيش الليبي بالسيطرة على مناطق أنتاج نفط حساسة في شرق البلاد متحدية الدولة الليبية الهشة ومهددة إياها بتقسيم البلاد بناء على خطوط القبائل والمناطق.

وتملك ليبيا أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا ويقدر بـ 47 مليار برميل وتشكل بوابة للمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا بسبب شواطئها الطويلة على المتوسط. وقد تسرب عدم الاستقرار منها إلى دول مجاورة مثل مالي التي وقعت بأيدي مجموعات مرتبطة بالقاعدة وبأسلحة ليبية للإطاحة بالحكومة هناك مما دعى الفرنسيين للتدخل.
التعليقات (0)