سياسة عربية

الرئيس اللبناني يتنصل من تصريحات المشنوق بشأن إيران

تمام سلام  (يسار) مستقبلا السفير الإيراني في لبنان - (أرشيفية)
تمام سلام (يسار) مستقبلا السفير الإيراني في لبنان - (أرشيفية)
قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان، الجمعة، إن تصريحات وزير الداخلية نهاد المشنوق في اجتماع وزراء الداخلية العرب في المغرب والتي حمّل فيها طهران مسؤولية العنف في لبنان واحتجت عليها إيران، "لا تعكس الموقف الرسمي اللبناني".

وأشار بيان صادر عن القصر الجمهوري أن سليمان أكّد لسفير إيران غضنفر ركن أبادي الذي قدّم احتجاجا رسميا إلى وزارة الخارجية اللبنانية على مداخلة لبنان في اجتماع وزراء الداخلية العرب في المغرب، أن هذه المواقف "لا تعبر عن رأي الدولة اللبنانية".

وشدّد على أن "لبنان حريص على إقامة أفضل العلاقات مع إيران على قاعدة المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولتين"، لافتا إلى أن قنوات الاتصال الثنائي كفيلة بمعالجة الاشكالات في حال حصولها.

وأشار أبادي في مؤتمر صحافي من السراي الحكومي في وسط بيروت إلى أنّه احتج رسميا لرئيس الحكومة تمام سلام على تصريحات المشنوق، لافتا إلى أن سلام أكّد له أن موقف وزير الداخلية "السلبي تجاه إيران المتخذ في اجتماع مراكش لا يعّبر عن رأي الحكومة اللبنانية التي تحرص على أفضل العلاقات مع إيران".

وأشار إلى أن رئيس الحكومة اللبناني "أعرب عن أسفه لهذا الموقف".

وكان المشنوق قد حمّل إيران مسؤولية العنف الذي يعصف بلبنان خلال كلمة في اجتماع وزراء الداخلية العرب الذي انعقد في مراكش مطلع هذا الأسبوع، وقال:"ظواهر العنف في لبنان أسبابها السياسية والاستراتيجية ناجمة عن التدخل الإيراني، والتدخل السوري في الداخل اللبناني، وليس منذ الآن، بل منذ ثلاثة عقود وأكثر".

واعتبر المشنوق أن السؤال العربي الكبير الذي يُطرح "هل لنا شريك في ايران؟"، واجاب:" يعتمد هذا على الإيرانيين بقدر اعتمادها علينا. يدنا في لبنان ممدودة إن وجدنا يدا صادقة تقابلها، ولكن دائما تحت عنوان تحرير الدولة من الشراكات الغامضة التي تضع الأصابع والأيدي في صلب القرارات السيادية بما يعطل النظام السياسي وينهك الحياة الوطنية ويرفع منسوب الخصوبة في لبنان لأن يزدهر الإرهاب بكافة أشكاله".

وكانت تنظيمات "جبهة النصرة في لبنان" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) وكتائب "عبدالله عزام" تبنت عدة تفجيرات انتحارية استهدفت السفارة والمستشارية الإيرانية في بيروت، ومعاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينة الهرمل شرق لبنان منذ الصيف الماضي.

وتتعرض عدة بلدات وقرى لبنانية شرق البلاد لقصف بالصواريخ بصورة متكررة، بعد أن أعلن حزب الله عن دخوله رسميا بالحرب السورية الى جانب قوات النظام مطلع العام الماضي.

وكان السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي قدم، الجمعة، احتجاجا رسميا إلى رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام على تصريحات وزير الداخلية نهاد المشنوق خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب في المغرب .

وأبلغ ركن أبادي الصحافيين بعد لقائه سلام، أنه قدم احتجاجا رسميا إلى الرئيس سلام على تصريحات وزير الداخلية نهاد المشنوق في المغرب خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب، قبل أيام .

وكان المشنوق قال في كلمته أمام مجلس وزراء الداخلية العرب في مراكش أن ازدهار الإرهاب في لبنان يعود إلى التدخل الإيراني والسوري في بلاده.

وأضاف "أعتقد أن هذا «الازدهار» للإرهاب، ليس أمرا عاديا يمكن معالجته بالقوى الأمنية والعسكرية. لقد عجزنا نحن في لبنان عن ذلك رغم الفاعلية البارزة للجيش والقوى الأمنية في السنوات الأخيرة. نحن نعرف أن لظواهر العنف هذه أسبابها السياسية والإستراتيجية الناجمة عن التدخل الإيراني، والتدخل السوري في الداخل اللبناني، وليس منذ الآن، بل منذ ثلاثة عقود وأكثر".
التعليقات (0)