ملفات وتقارير

ستيفن كوك: لماذا يرشح عنان نفسه لرئاسة الجمهورية؟

سامي عنان - ا ف ب (أرشيفية)
سامي عنان - ا ف ب (أرشيفية)
ذكر الباحث ستيفن كوك، في مدونته الأخيرة بالموقع الإلكتروني لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أربعة أسباب ربما تفسر ترشح سامي عنان لرئاسة جمهورية مصر العربية.

رأى الباحث في أول سبب، أن ما دفع سامي عنان إلى الترشح، ربما كان شعوره بأن ذلك نابع من وطنيته ورغبته في تلبية نداء الواجب الوطني. فهو ربما تكون لديه نفس الدوافع التي شجعته على دخول الأكاديمية الحربية في عام 1967 لقضاء عمره في الدفاع عن الوطن من خلال الخدمة في الجيش. 

ونبه كوك إلى أن هذا التفسير ربما لا يلقى قبولا في مصر، ولكنه وارد حيث يشعر قادة الجيش في مصر بأنهم يفعلون ما هو في صالح الوطن.

والاحتمال الثاني من وجهة نظر كوك، أن عنان ترشح لكي يعطي ترشح السيسي مصداقية. ويرى أن هذا الاحتمال وارد، وقد حدث قبل ذلك على سبيل المثال أنه عندما أعلن عمر سليمان ترشحه في ربيع 2012، ثم تم إعلان عدم أهليته للترشح، فإن ترشحه – بحسب كوك- كان حيلة وكان من المؤكد أنه سيخرج من السباق. وهذه الحيلة من وجهة نظر كوك، كانت مرتبطة بإعلان خيرت الشاطر وحازم أبو إسماعيل ترشحهما، حيث أرادت الحكومة في ذلك الوقت أن لا تظهر بشكل منحاز عند إخراج الشاطر وأبو إسماعيل من السباق.
  
وأشار كوك إلى أن ترشح عنان إلى جانب السيسي سوف يعطي السباق الرئاسي قدرا من المصداقية، وسوف يظهر الانقلاب على أنه ليس انقلابا لأنه لم يعد مرتبطا بتزكية السيسي للترشح وأن هناك أكثر من مرشح عسكري.

ويعتقد الباحث أن التحليل الثالث لترشح عنان هو رغبته في تشجيع السيسي على التراجع، أو ربما يكون مقصودا لتدمير فرص ترشح السيسي. ويوضح قائلا أن الفرق العمري بين الاثنين هو ثمانية أعوام، وهما ينتميان إلى دفعات عسكرية مختلفة، ولديهما شبكات عسكرية مختلفة. ويرى كوك أن قادة الجيش المصري لديهم آراء مختلفة حول الشأن العام، وأن ترشح السيسي ربما يكون مثيرا للجدل لأنه يقلب ثوابت الجيش المصري رأسا على عقب. وبالتالي فترشح عنان ربما يكون المقصود منه دفع السيسي لإعادة النظر في مسألة ترشحه وثنيه عن ارتكاب خطيئة ستسيء للجيش كمؤسسة.

ولفت كوك إلى أنه من المحتمل أن يكون عنان راغبا في تعقيد عملية ترشح السيسي. فربما يدفع إلى ذلك رغبته في رد الإهانة التي تعرض لها عندما قام السيسي بإنهاء خدمة عنان العسكرية بشكل مهين. فترشح عنان برأي الباحث، يلقى الضوء على التأييد النسبي الذي يحظى به داخل الجيش ويقضي على فكرة أن السيسي لا بديل عنه كمرشح عسكري. 

وفي الاحتمال الرابع، يرى الباحث أنه من التحليلات المقنعة أن السيسي وعنان "متورطان في عملية كبيرة تهدف إلى حماية الجيش ومصالحه". وهذه العملية هي من وجهة نظر كوك ربما تكون أن السيسي سوف ينسحب من السباق الرئاسي، مدعيا أنه يترك المجال لشخص أكبر منه في العمر والخبرة، ثم يستمر السيسي في منصبه كوزير للدفاع كي يظل الرجل الأقوى في مصر. 

وهذا السيناريو الأخير، من وجهة نظر كوك، له فوائد جمة للجيش وللسيسي. فهو سيشكل عودة إلى الصلة المؤسسية غير الرسمية بين الرئاسة وقيادة الجيش، من خلال تولي شخص مقرب منصب رئيس الجمهورية مثلما كان الحال في عهد مبارك، بدون الظهور في مظهر انقلابي. وفي الوقت نفسه، سيضمن أن رئيس الجمهورية سوف يعمل لمصلحة الجيش بدون أن يكون الجيش في صدارة المشهد.
التعليقات (0)

خبر عاجل