حقوق وحريات

الأمن يفض مظاهرات "البدون" في الكويت

إحدى تظاهرات البدون في الكويت - أرشيفية
إحدى تظاهرات البدون في الكويت - أرشيفية
فضت قوات الأمن الكويتية - ولليوم الخامس على التوالي - مظاهرة لـ "البدون" مساء السبت، في ساحة الحرية بمنطقة تيماء بمحافظة الجهراء شمالي الكويت، مستخدمة الغاز المسيل للدموع والقنابل الدخانية.

وقالت مصادر أمنية، إن "قوات الأمن استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع، والقنابل الدخانية، لتفريق المتظاهرين" الذين كانوا يطالبون بالإفراج عن الناشط عبدالله عطاالله، وهو من البدون"، دون أن توضح المصادر ما إذا كانت عملية الفض كانت قد أسفرت عن سقوط مصابين .

وقال أحد المتظاهرين إن قوات الأمن ضاعفت السبت أعدادها منتشرة على طول وعرض ساحة الحرية.

وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض الناشط عبد عطاالله في الثامن عشر من الشهر الجاري بتهمة "الإساءة للذات الأميرية ولوزراء الداخلية المتعاقبين ورئيس جهاز البدون صالح الفضالة"، وذلك بعد "تزعمه لمظاهرة" الثلاثاء الماضي.

مجلس الوزراء الكويتي قال بدوره إنه سيناقش خلال اجتماعه الأسبوعي الأحد، الكيفية التي تم بموجبها فض التجمعات التي قام بها "البدون" في منطقة تيماء الأيام الماضية، في الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الداخلية لأولياء أمور الشباب "البدون" أمرًا بضرورة الالتزام بالنظام العام، وإلزام أبنائهم بعدم الخروج بالمظاهرات، وأن عقوبات ستطال "أسرهم جميعا" في حال عدم الالتزام بذلك.

و"البدون" أو  غير محددي الجنسية أو المقيمون بصورة غير شرعية، هم فئة سكانية تعيش في الكويت ولا تمتلك الجنسية الكويتية، حيث يعود السبب الرئيس في تسمية فئة "البدون" إلى ما بين عامي 1950 و1979، وتدرج مسماهم في الوثائق الرسمية من "غير كويتي"، ثم "بدون جنسية"، ثم "مقيم بصورة غير شرعية"، وتعود نسبتهم إلى أصول بدو رحل من بادية الكويت سكنوا شبه الجزيرة العربية قبل سنوات طويلة.

ويطالب "البدون" بوضع حل لمشكلاتهم عبر منحهم الجنسية الكويتية، في الوقت الذي أنشات فيه الحكومة الكويتية الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع "البدون" ليضع حلولا لمشكلتهم منذ عام 2013، كما أقرّ البرلمان الكويتي في 20 آذار/ مارس الماضي مشروع قانون لمنح الجنسية الكويتية لنحو أربعة آلاف شخص من "البدون" في البلاد.

بينما تقول السلطات الكويتية إن نحو 34 ألفاً من أصل 106 آلاف شخص من "البدون" على أرضها يستحقون الجنسية، في  الوقت الذي تتهم فيه الحكومة البقية بأنهم يحملون جنسيات دول أخرى وقاموا بإخفاء أو بإتلاف أوراقهم الثبوتية من بلادهم الأصلية، للاستفادة مما تقدمه الدولة الكويتية الغنية من رعاية لمواطنيها.

أي أن نسبة من حصل من البدون على الجنسية لا يتجاوز 0.11 % ممن تقول السلطات إنهم يستحقون، بينما لا يتجاوزون  0.03 % من مجموع البدون في الكويت.

وكانت مظلة العمل الكويتي -معك- قد عبّرت عن قلقها من "تصاعد العنف لقضية البدون نتيجة تصاعد استخدام العنف كحل لها والتراخي بل الابتعاد أكثر عن الحلول الإنسانية والحقوقية والسليمة لمعالجتها"، كما طالبت بحلّ جذري للقضية التي استهلكت المجتمع الكويتي سنوات طوال وكلفته الكثير، منتقدة استمرار المحاولات العقيمة والمعالجات الأمنية لقضية إنسانية، ومحذرة من أن ذلك لن يأتي بنتيجة.
التعليقات (0)

خبر عاجل