ملفات وتقارير

نيويورك تايمز: تصاعد أحداث العنف ضد مسلمي بريطانيا

2.6 مليون مسلم يقيمون في بريطانيا - أرشيفية
2.6 مليون مسلم يقيمون في بريطانيا - أرشيفية
يعيش المسلمون في مدينة بيرمنجهام وضعا صعبا حيث تتزايد ضدهم جرائم الكراهية، ما جعلهم أكثر انغلاقا على أنفسهم. 

في "ألوم روك"، و"وشوود هيث" و"سباربروك" التي تنتشر فيها المحلات والوجوه الآسيوية، يعاني المسلمون من تداعيات مقتل جندي الاحتياط البريطاني لي ريغبي، على يد متشددين في لندن أيار/ مايو العام الماضي، وتضاف إلى ذلك المخاوف من تدفق المقاتلين من بريطانيا إلى سورية، ومعها اللهجة المعادية للمهاجرين التي تتميز أحيانا بها تصريحات القادة السياسيين في بريطانيا.

كل ذلك خلق وضعا غير مريح للمسلمين الذين يشكلون نسبة 20% من سكان المدينة. وخلقت بالتالي وعيا جديدا لدى المسلمين.

يقول صدر الدين علي (31 عاما): "أصبحت بريطانيا بلدا غير مريح كما كانت في السابق". وبحسب منظمات مدافعة عن قضايا المسلمين تحدثت إليها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ازدادت جرائم الكراهية ضد المسلمين، ونتيجة لذلك يقول المسلمون إنهم أصبحوا أكثر ترددا نحو ترك مناطقهم في المدن الكبيرة حيث يعيشون بين أبناء ملتهم.

وينظر المسلمون وغير المسلمين لهذه التطورات بعين الخوف، خاصة أن بريطانيا كان يُنظر إليها كبلد متسامح في طريقه للانتخابات العام المقبل.

فحزب المحافظين المنقسم على نفسه يواجه على يمينه حزبا معاديا للمهاجرين وبأجندة شعبوية، هو حزب بريطانيا المستقلة، وحتى المعارضة المتمثلة بحزب العمال تدعم وضع قيود على تقديم المساعدات للمهاجرين. ويقول علي "هناك عداء متزايد وعدوانية متصاعدة".

وتحدث علي عن قنابل المولوتوف التي انفجرت في المسجد القريب بعد مقتل لي ريغبي، وكذا طعن العجوز محمد سليم (82 عاما) عندما كان في طريقه من المسجد إلى بيته، حين هاجمه مهاجر أوكراني لم يمض على قدومه إلى بريطانيا سوى أشهر، وفي حزيران/ يونيو تم طعن ثلاثة مسلمين خارج مسجد آخر في مدينة بيرمنجهام.

ويقول علي إنه يشعر بالخوف في المناطق الأخرى من بريطانيا، "ولكي أكون صادقا لا أشعر بالترحاب".
 
وعندما يسافر عادة ما يتم سحبه جانبا في المطار للتحقيق معه، وحدث ذلك "حتى عندما كنت حليق الوجه".

ويعبر مدير المسجد المركزي في بيرمنجهام محمد نسيم، والذي يعتبر من أكبر مساجد المدينة، عن تفهمه للسبب الذي يجعل المسلمين دفاعيين ويشعرون بعدم الاستقرار.

نسيم عمره 89 عاما وولد أثناء الحكم الاستعماري البريطاني للهند، وعمل طبيبا في الجيش البريطاني، وهاجر إلى بريطانيا عام 1956.

ويقول "عندما تخرج خارج حدودك فأنت لست متأكدا أين تقف". ويقول إنه يتعامل مع انتشار الحجاب واللباس الإسلامي على أنه ردة فعل على الضغوط الخارجية أكثر من كونه تدينا "فعندما يتم الحط من شأنك وتهديدك"، "فالأمر الطبيعي أن ترد وتقول هذه هي هويتي". 

وفي لندن ارتفعت نسبة جرائم الكراهية ضد المسلمين من 318 عام 2011 إلى 336 عام 2012 إلى 5000 العام الماضي، وذلك حسب تقارير الشرطة.

فيما سجلت شرطة مانشتسر 130 هجوما عام 2013 مقارنة مع 75 عام 2012 . أما شرطة ويست ميدلاندز، والتي تضم بيرمنجهام، فقد قالت إنها سجلت 26 هجوما ضد المسلمين في عام 2011 و 21 عام 2012 و29 حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2013.

وتقول المنظمة التي تسجل جرائم الكراهية "تيل ماما" (وتعني قياس هجمات الكراهية ضد المسلمين) إن الهجمات تضاعفت في عام واحد، وازدادت بعد مقتل ريغبي، حيث وصلت في كل أنحاء بريطانيا إلى 1000 حالة، لكن المنظمة لا تفرق بين هجمات الكراهية على الإنترنت وبين الاعتداء الجسدي.
 ولا يعرف أين ستقود الموجة الجديدة ومدى تأثيرها على العلاقات العرقية.

ويشير المحللون إلى أُثر النقاش داخل الاتحاد الأوروبي حول الهجرة. وتنقل عن أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة رويال هولوي، هومايان أنصاري، قوله "تتصاعد الإسلاموفوبيا بعد أحداث كبيرة مثل 11 أيلول/ سبتمبر و7 تموز/ يوليو (هجمات لندن عام 2005). وبعد جريمة مقتل لي ريغبي وأمثالها تتصاعد جرائم الكراهية ضد المسلمين، ثم تتراجع وتتلاشى بوتيرة أقل".

 ولكن شبانا مثل سميرة حسين (19 عاما) وهي طالبة ترتدي الحجاب تقول إنها تخشى أحيانا من السفر خارج حيها المسلم، لأنها تتعرض لهجمات لفظية مثل "سنخلع حجابك ونلفه حول عنقك"، أما محمد وقاص (18 عاما) فيشعر أن الشرطة تعامله بطريقة مختلفة، عندما توقف الشرطة المسلمين الذين يقودون سيارة "جميلة" أكثر من الآخرين، حيث تفترض أن المسلمين اشتروا السيارات من أموال المخدرات.

 وتقول سمية الشرياتي التي انتقلت إلى منطقة يسكنها البيض، وكيف تعرضت للسباب بسبب نقابها "كنت هدفا سهلا".

وتم رميها بالحجارة والاعتداء على عائلتها وبيتها. وتقول إن مجموعة من الفتيات هاجمنها وحاولن فك نقابها، فيما أفلتت واحدة أخرى كلبها عليها، وقالت "أنت والكلب من جنس واحد".

وتضيف أنها شعرت بالصدمة والخوف وتوقفت عن ارتداء النقاب، وقررت بعد عام الانتقال إلى سكن آخر شرق لندن.
التعليقات (0)