ملفات وتقارير

شهداء "مقابر الأرقام" .. عودة من في القبور (صور)

تشيع جثمان فلسطيني احتجزته إسرائيل 12 عاما - عربي 21
تشيع جثمان فلسطيني احتجزته إسرائيل 12 عاما - عربي 21
بعد مرور نحو 12 عاما على احتجاز الاحتلال الإسرائيلي لجثمان الشهيد مجدي خنفر من بلدة سيلة الظهر في جنين في ما يسمى بمقبرة الأرقام حتى خرج باستقباله مئات المواطنين رغم أن الكثير منهم لا يعرف خنفر، فهنا في مقبرة بلدته الوادعة تجد الاطفال والشباب وكبار السن، جميعهم اتوا لتشييعه.

تشييع خنفر يفتح مجددا جرحا يتجدد عند أهالي شهداء "مقابر الأرقام"، حيث كان أول رفاة من الدفعة الثانية التي تضم 36 شهيدا، وذلك في إطار "مبادرات حسن النية" التي تقوم بها حكومة الاحتلال في ظل المفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين برعاية أمريكية.

وذكرت (حملة استرداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين) في بيان لها إلى أنه سيجري استرداد باقي رفاة الشهداء الذين تم فحص الحمض النووي لهم ولعائلاتهم تباعاً في الأيام والأسابيع القادمة بعد التأكد من نتائج الفحوص ومطابقتها.

وأعلنت الحملة الوطنية، أنه سيتم تسليم جثماني الشهيدين فتحي جهاد عميرة من مدينة نابلس، وعطا ابراهيم سمحان سماحنة من بلدة النصارية بمحافظة طوباس، عند الساعة الثامنة من مساء يوم الثلاثاء المقبل، عند معبر الطيبة قرب مدينة طولكرم.

دموع لم تجف

الاستقبال الرسمي والشعبي للشهيد خنفر اخرجه من كونه رقما عند الاحتلال ليكون استقباله بالنسبة لمن شيعه من الفلسطينيين احتفالا، فموكب التشييع الذي انطلق صباح اليوم من مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في جنين إلى مسقط رأسه بمشهد جنائزي عسكري حيث تم نقله إلى منزل عائلته لإلقاء نظرة الوداع على رفاته لتستقبله عائلته وسط دموع ملأت عيونهم وزغاريد فلسطينية بعودة الميت الغائب, نقل بعدها جثمانه ملفوفاً بالعلم الفلسطيني لإقامة حفل استقباله وإلقاء العديد من الكلمات.

والد خنفر، الذي بدأ متماسكا وجه رسالة الى ولده في حفل تأبين ابنه قال فيها: "ولدي الحبيب مجدي أحييك تحية الشهداء والأسرى والجرحى وأقول لك أيها القمر المعلق فينا أنت الحي بإذن الله عند رب العالمين, ولدي الحبيب وقرّة عيني يا حبيب كل من عرفك إننا نفخر بأن تكون بقربنا ولكن هذا قدر الله فأنت في قلوبنا الآن وعند ربّك,لا يوجد أي كلمة يا ولدي تفيك حقك وقد سماك الله شهيداً, إني أذكرك يا ولدي في كل طفولتك وشبابك وكيف كنت تحب وطنك, كلنا نشتاق لك يا ولدي مجدي وأخيرا جاء موعد اللقاء الذي انتظرناه منذ 12 عاما".

وطغت المشاعر التي إختلطت بالفرح والحزن على ذوي الشهيد، وعبر والده عن امتزاج مشاعر فرحه وحزنه: الفرح لوقوف أبناء شعبه معه وإستقبال ولده استقبال الأبطال، مما خفّف عنه وعلى عائلته حزناً عميقاً، والحُزن لغيابه وإحتجازه لمدة (12 عاما) من قبل الإحتلال الإسرائيلي، معرباً عن تمنياته أن يُكرم الله بقية أهالي الشُهداء بتسلّم أبناءهم.

وأثناء نقل رفات الشهيد إلى مواراة الثرى في المقبرة قامت نساء البلدة من أسطح المنازل بإلقاء الورود على المشيعين للشهيد فرحاً بعودة جثمانه ومعانقتها لروح شهداء البلدة.

والشهيد مجدي خنفر، من مواليد سيلة الظهر بمحافظة جنين بتاريخ 19/1/1981، استشهد في ذكرى يوم الأرض بتاريخ 30/3/2002، أثناء تنفيذه عملية استشهادية شاركه فيها الشهيد فتحي جهاد عميره من مدينة نابلس والمحتجز جثمانه أيضاً وهو على موعد بالإفراج عن جثمانه ضمن الجثامين الأخرى.

ويستذكره صديقه رائد حنتولي بحديثه لـ(عربي21): "اذكره منذ الصف العاشر إعدادي, كان محبوباً من قبل الجميع وبشوش الوجه وضحوكا, ومن كثر طيبته كان يرافق الجميع في المدرسة وكان عنيداً وصلباً, وأتذكر حبه العميق للوطن حينما كان يغلق الطريق أمام المدرسة لمنع الجيش من المرور ويقف بالعلم الفلسطيني أمام سيارات الجيش لمنعها من المرور, وحينما لم يجد شيئا يغلق به الطريق لمنع الجيش من المرور قام بوضع مقعد مدرسي حتى يمنعهم".

ويستكمل الحنتولي "بعد الصف الحادي عشر الإعدادي ترك مجدي المدرسة ليعمل في التجارة وبيع الخضار, وكانت بلادنا تزف كل يوم شهيد حتى أن هذه الأحداث أثرّت فيه، ولم يتوقع أحداً استشهاده ولم يشعر أحد أن مجدي سيكون استشهادياً, وعندما وصل الخبر للبلدة أنه نفّذ عملية استشهادية صدمنا, ولم نتوقع ذلك منه".

تعذيب نفسي للأهل

وقال الباحث في شؤون الأسرى فؤاد الخفش لـ(عربي21) أن الاحتلال يتعمد احتجاز جثامين الشهداء كنوع من العقاب لهم وتعذيبا نفسيا لذويهم؛ ف"الاحتلال يعلم أهمية الجثمان والدفن للمسلمين وهو يريد عقاب الفلسطينيين من خلال احتجاز جثمانيهم وتعذيب اسرهم وعقابهم على دورهم الوطني".

وأضاف، الاحتلال الذي يحتجز جثامين الشهداء سنوات طويلة يعبر عن حقد وعقاب، وليفاوض على جثامينهم، وهذا يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وكرامته".

و"مقابر الارقام" عبارة عن جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب التي ما زالت تحتجزها قوات الاحتلال منذ سنوات طويلة، ولا يوجد على أي من قبورها سوى أرقام يعرف الإسرائيليون من خلالها أصحاب هذه القبور، ومن هنا جاءت تسمية هذا النوع من المقابر بهذا الاسم.

































التعليقات (0)