فنون منوعة

مغنية راب مصرية تتحدى ثقافة التحرش الجنسي في مصر

ميام محمود - فنانة الراب المصرية - الصورة من النت
ميام محمود - فنانة الراب المصرية - الصورة من النت
نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرا حول شابة مصرية تغني الراب لمكافحة ظاهرة التحرش في مصر، وللدفاع عن المرأة المصرية في مواجهة بعض الظواهر الاجتماعية السائدة.
وتقول الصحيفة أن الشابة "مايام محمود" أصبحت صوتا لحقوق النساء في مصر، عبر التصدي من خلال شعرها الغنائي لظاهرة التحرش الجنسي المنتشرة بشكل مرضي في البلد.

مايام محمود، إبنة الثمانية عشر ربيعا، و طالبة الاقتصاد قفزت إلى عالم الشهرة عندما وصلت إلى شبه النهائي في المسابقة التلفزيونية آراب غوت تالينت (موهوب العرب) الذي يجري التصفية النهائية اليوم.

الفنانة الشابة التي بدأت تكتب الشعر الغنائي في سن الثامنة اختارت موضوع الاعتداء الجنسي لإبراز مشكلة الإغتصاب والتحرش الجنسي المتنامية والتي تواجه النساء في مصر. وبحسب تقرير حديث للأمم المتحدة فإن 99.3% من النساء المصريات عانين من التحرش الجنسي.

"كيف ستحكمون علي؟ على شعري أو على رأيي" ؟! .. تقول في أغنية الراب التي قدمتها أمام ملايين المشاهدين في البرنامج الذي يبث من بيروت على مستوى المنطقة.

وأضافت في أغنيتها "التحرش يكون بالكلمات، يكون باليد .. وحتى بالكلمات فهو تحرش وليس غزلا."

كلماتها تصل إلى لب المشكلة، ففي مصر هناك خلط بين التحرش والمعاكسة والتي تعني التغزل؛ وذلك لتزيين الظاهرة والإيحاء بأن الإعتداء ليس إعتداء بل يتم عن تراض.

 تقول الآنسة محمود: "لا تزال النساء يحاربن هذا الإلتباس فأنا أريد أن تفهم الفتيات أن التحرش الجنسي خطأ حتى لو مارسه وتقبله المجتمع كافة." وأضافت أنه يجب علاج نظام التعليم والعائلات والإعلام.

وقالت الآنسة محمود أنها اختارت لون الراب لأنها تجد أن إيقاع الشعر التقليدي بطيء جدا، وبدأت مدرسة خاصة بها في الراب لأنها حسب قولها تعتبر المجتمع المصري بدائيا وكارها للنساء.

وقد ألهمت الآنسة مايام محمود لاختيار موضوع التحرش بعد سماع نساء أخريات في المنطقة؛ "في فلسطين ولبنان يغنين الراب عن الإعتداءات المستمرة التي نتعرض لها."

وقد نشأت الآنسة محمود في منطقة إمبابة بالقاهرة، وهي من أكثر المناطق المصرية كثافة سكانية وتعتبر بوتقة تنصهر فيها الطبقة العاملة مع الطبقة المتوسطة. كما أنها منطقة توتر طائفي حيث يوجد بها أحياء كاثوليكية. ومن الصعب في هذه المنطقة أن يسمح بالنجاح لفتاة تدعو لتحرر المرأة. وعن هذا تقول الآنسة محمود "كنت أعرف أنني لن أقبل في منطقتي ولكني كنت أعرف أيضا أن بإمكاني فعل ما أريد - فوالديّ قدما لي الدعم." وبالفعل فقد شجعها والدها على أن تتقدم للمسابقة التلفزيونية "موهوب العرب"، كما أن أمها عرفتها على الشعر الذي ألهم قريحتها لتكتب كلمات لأغانيها.

وقد انجذبت إلى إسلوب الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم الذي مات الأسبوع الماضي عن عمر يناهز 84 عاما، وهو الشاعر الذي كان قد سجن بسبب شعره اللاذع ضد دكتاتوريي مصر، وألهمها استخدامه العامية المصرية في أشعاره.

ولكي لا تتأثر بالغرب، بدأت الفتاة بالبحث على الإنترنت عن فنانات راب عربيات، وقد فازت إحدى أوائل أغنياتها التي سجلتها وهي في الخامسة عشرة من عمرها على جهازها الجوال وحمّلتها على موقع اليو تيوب بألف مؤيد في الأسبوع الأول من تحميلها.

 ومع أنها اكتسبت قاعدة عريضة من المعجبين بعد ظهورها على التلفاز فإن من بين ما اتهمت به: الكفر والسعي للشهرة وجلب العار لعائلتها.

التعليقات (0)