حول العالم

أزمة الكهرباء تعطل السياحة الداخلية بغزة

الأحداث في مصر أثرت بشكل كبير على الوضع الانساني في غزة - الأناضول
الأحداث في مصر أثرت بشكل كبير على الوضع الانساني في غزة - الأناضول
كمدينة أشباح تبدو مدينة شارم بارك الترفيهية بغزة هذه الأيام، إذ يلف السكون التام ألعابها المثيرة المتنوعة، فيما تخفت الأصوات المألوفة لشغب الصغار ومرتادي المنتجع السياحي.

وانخفض العمل في شارم بارك لأكثر من 50% كما يؤكد مدير العلاقات العامة في المدينة الترفيهية محمد العصار، والذي قال إن المنتجع السياحي يشهد ركودا غير مسبوق في الوقت الراهن عقب انقطاع التيار الكهربائي.

وأضاف أن كافة الألعاب في المدينة كالقطار، وسيارات التصادم وصالات الترفيه تحتاج إلى تيار دائم من الكهرباء وهو ما لم يعد متوفرا، مشيراً في ذات الوقت إلى صعوبة الاعتماد على الوقود الإسرائيلي نظرا لارتفاع تكلفته.

وألقت أزمة انقطاع التيار الكهربائي بغزة والمستمرة منذ أكثر من 4 أسابيع بظلالها على حركة السياحة الداخلية والتي كانت قد شهدت في الأشهر القليلة الماضية طفرة غير مسبوقة في الانتشار، وطرق الغزيين لأبوابها بحثا عن الترفيه المفقود.

ويقول العصار " الوضع الاقتصادي والإنساني تسبب في تعطل السياحة الداخلية بغزة".

 وتابع:" حتى لو تمكنت بعض المنتجعات بالعمل بنصف طاقتها، فإن أغلب العائلات في القطاع تعاني اليوم من أزمة مالية بسبب تردي الوضع الاقتصادي، وتعطل الآلاف من أرباب الأسر عن العمل."

ويستيقظ قرابة مليوني مواطن هذه الأيام على أزمات تطال كافة القطاعات الإنشائية، والزراعية والتعليمية والصحية، بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل للأسبوع الرابع على التوالي بعد نفاد الوقود اللازم لتشغيلها.

ويقف الوضع الاقتصادي الحالي عائقا أمام تنزه الغزيين وارتيادهم للمنتجعات، وبحسب أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة العمل المقالة فقد ارتفعت نسبة البطالة في قطاع غزة خلال الربع الثالث من العام 2013، من 27% إلى ما يقارب 33%، والنسبة مرشحة للزيادة، في وقت يعاني 40% من سكانه وعددهم 1.8 مليون نسمة من الفقر.

وتغيب السياحة عن منتجعات وفنادق غزة بشكل واضح وكبير عقب استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي، كما يؤكد فراس المصري مدير العلاقات العامة في فندق المشتل شمال غرب مدينة غزة.

وقال المصري في حديث لـ"الأناضول" إن القطاع السياحي بغزة تضرر بعد أحداث مصر الأخيرة والتي أدت إلى عزل الرئيس محمد مرسي.

وتابع:" حركة العمل لدينا كانت شبه متوقفة بعد تعطل دخول وفود التضامن الدولية والعربية إلى القطاع، واليوم ومع أزمة الكهرباء فإن كافة أشكال السياحة الداخلية باتت مهددة."

ويصل نشاط الفنادق والمنتجعات لأسوأ حالاته هذه الأيام، فمن بين 32 غرفة في فندق المتحف لا تعمل سوى أربع غرف فقط، كما يؤكد الهليس، والذي اعترف بصعوبة الاعتماد الدائم على السولار الإسرائيلي نظرا لارتفاع ثمنه مقارنة بالمصري المفقود.

وتدخل يوميا إلى القطاع كميات محدودة من الوقود الإسرائيلي عبر معبر كرم أبو سالم، ويتم ضخ هذه الكميات للقطاعين التجاري والخاص في غزة.

ويتم بيع لتر الوقود الإسرائيلي بسبعة شواكل، على عكس البنزين المصري الذي كان سعر اللتر الواحد منه يبلغ ثلاثة شواكل ( ما يعادل دولار واحد).

ونتيجة لحالة الركود التي تعيشها المنشآت السياحية سرح أصحاب المنتجعات والفنادق 50% من العاملين، وفق تأكيدات وزارة السياحة بغزة.

وشهدّ قطاع غزة في العامين الأخيرين نهضة عمرانية ملموسة، وتم تشييد عشرات المنتجعات الترفيهية على طول شاطئ بحر المدينة المحاصرة.

ويرى الغزيون في تلك المنتجعات متنفسا للهروب من لسعات الحصار، غير أن 120 منشأة سياحية تعمل في القطاع من بينها 18 فندقا باتت معطلّة عن العمل في الوقت الراهن، إذ تعتمد في عملها على التيار الكهربائي بصورة دائمة، ومستمرة.

ويشغل قطاع السياحة الداخلية بحسب إحصائيات لوزارة السياحة بغزة حوالي 1500عامل يعملون في الفنادق والمنتجعات والأماكن السياحية الأخرى.
التعليقات (1)
خليل
الأربعاء، 27-11-2013 04:15 م
لا حول ولا قوة إلا بالله