سياسة عربية

الخليل تشيّع شهداءها الذين اغتالهم الاحتلال أمس

أهالي الخليل يشيعون جثامين الشهداء الثلاث بعد صلاة الظهر - ا ف ب
أهالي الخليل يشيعون جثامين الشهداء الثلاث بعد صلاة الظهر - ا ف ب
شيّع المئات من أهالي محافظة الخليل بعد صلاة الظهر الأربعاء، جثامين الشهداء الثلاثة الذين اغتالتهم قوات الكيان الإسرائيلي مساء الثلاثاء.

وبدأ تشييع الشهيدين محمود النجار، وموسى فنشة في مدينة يطان، بعد إلقاء الأهالي نظرة الوداع عليهما.

كما انطلقت جنازة الشهيد محمد نيروخ من مسجد الأنصار إلى مقبرة الشهداء بمدينة الخليل، وسط موكب حضره الأهالي من مختلف المناطق.

اعتقالات

 وشنت قوات الكيان الإسرائيلي حملة واسعة من الاعتقالات في يطا جنوب الخليل عقب عملية اغتيال الشهداء الثلاثة، طالت المواطن خليل أبو عرّام ونجله محمد ، وهو صاحب المنزل الذي كان يستأجره الشهداء.

كما اعتقلت قوات الاحتلال 4 أشقاء، وهم من عائلة الشهيد موسى مخامرة، بالإضافة إلى اعتقالها طفلا فلسطينيا، تم إطلاق سراحه مؤخرًا، بعد ساعات من التعذيب مارسها جنود الكيان الإسرائيلي بحقه أثناء وبعد اعتقاله.

وحسب الطفل يحيى الرجبي (13 عاما) من البلدة القديمة في مدينة الخليل، قال أنه تم وضعه في زنزانة في معتقل "عتصيون" لما يقارب 18 ساعة دون ماء أو طعام.

وكانت قوات الكيان الإسرائيلي اغتالت ليل الثلاثاء الأربعاء، ثلاثة ناشطين فلسطينيين قرب بلدة يطا جنوب الخليل في الضفة الغربية، وفق تقارير فلسطينية.

نفي

 ومن جهتها نفت السلطة الفلسطينية رواية الكيان بشأن انتساب المجموعة الفلسطينية التي استشهدت في بلدة يطا بالضفة إلى تنظيم القاعدة.

وقالت وزارة الإعلام في الحكومة الفلسطينية حول تصفية الفلسطينيين الثلاث وما أعقبها، في بيان لها نشرته وكالة "معا" الفلسطينية إنها "خلط للأوراق، تأتي للتغطية على إرهاب الكيان المتصاعد بحق أبناء شعبنا".

وأكدت الوزارة أن ربط دوائر الاحتلال بين تصفية الشهداء الثلاثة، والإدعاء بأنهم أعضاء ما أسمتها "شبكة سلفيةأو القاعدة" خططت لتنفيذ سلسلة من العمليات ضد "أهداف إسرائيلية" وأخرى تابعة للسلطة الوطنية، بأنه "يجافي الحقيقة، ومحاولة مريضة لإشعال فتنة داخلية، وتسميم نسيج العلاقات بين أبناء شعبنا".

وتعتبر الوزارة مزاعم الكيان حول الشهداء، والزج بالسلطة وأجهزتنا الأمنية في جريمة نكراء، "مسألة مكشوفة، ولن تجد من يُصدقها".

من جهة أخرى ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت أن الشهداء الثلاث "من كبار المطلوبين بالخليل وخططوا لشن هجوم داخل الكيان الإسرائيلي خلال الفترة القريبة المقبلة".

تنديد

 ومن جهتها أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الجريمة الجديدة، وطالبت السلطة الفلسطينية بوقف مسلسل التنازلات المتمثل في استمرار المفاوضات، التي تشكل غطاءً لجرائم الاحتلال المتواصلة.

ورأت الجبهة الشعبية في هذه العملية "استمراراً وتصعيداً لجرائم الحرب التي تقترف ضد الأرض والإنسان والمقدسات في فلسطين، دون رادع أو حسيب أو رقيب"، ودعت إلى نقل الملف الفلسطيني إلى الأمم المتحدة ومنظماتها، "لوضع الاحتلال وقادته في موقع المساءلة والعقاب". 

ومن جهتها نعت القوى السياسية الوطنية والإسلامية في محافظة الخليل، الشهداء الثلاثة، الذين سقطوا برصاص الاحتلال الاسرائيلي مساء الثلاثاء في منطقة "زيف" جنوب المحافظة.

كما أعلنت عن رفضها لحملات الملاحقة والاعتقال التي يشنها الكيان في محافظة الخليل، مؤكدة أن الاحتلال يحاول تبرير جرائمه وإرهابه.

و نعت لجان المقاومة الشهداء الذين سقطوا في عملية اغتيال، ووصفتها بالجبانة متوعدة بأن "دماء هؤلاء الشهداء لن تذهب هدرا"، وأضافت أنه "على كل المجاهدين والشرفاء الرد على هذه الجريمة الجبانة".

وأكد لجان المقاومة "على حق فصائل المقاومة في الرد على جريمة الاغتيال ليعلم العدو الصهيوني أن دماء الشهداء غالية ولن نتركها سدى وأن المجاهدون لن يقفوا متفرجين ومكتوفي الأيدي أمام جرائم الكيان الاسرائيلي المتكررة بحق أبناء شعبنا".

وفي نفس السياق، قال عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إن جريمة الكيان الإسرائيلي في يطا "يجب ألا تمر دون حساب". 

ووصف زكي ما جرى في يطا بـ"الجريمة البشعة التي تعكس مدى دموية حكومة نتنياهو، التي تستبيح الدم الفلسطيني وتستخف بأرواح الشعب الفلسطيني".

وأضاف زكي أن محافظة الخليل تتعرض لهجمة غير مسبوقة وعدوان ممنهج، مؤكدا أن كل جرائم الاحتلال لن تكسر إرادة أبنائها.
التعليقات (0)