صحافة إسرائيلية

اتفاق النووي: صحف إسرائيلية تطالب نتنياهو بالتعقل

اتهامات لـ "نتنياهو" بأنّه غير الخطوط الهيكلية لسياسة إسرائيل- (أرشيفية)
اتهامات لـ "نتنياهو" بأنّه غير الخطوط الهيكلية لسياسة إسرائيل- (أرشيفية)
رغم الصراخ الذي أطلقه نتنياهو وعدد من أعضاء حكومته ضد اتفاق النووي، إلا أن آراء أخرى ما لبثت أن أطلت برأسها في الساحة الإسرائيلية، ليس في أوساط المعارضة كما هو حال حركة ميرتس وسواها، بل في افتتاحيات صحف إسرائيلية كبيرة مثل "هآرتس"، ويديعوت أحرونوت.

"هآرتس" أشادت في افتتاحيتها بمساهمة "إسرائيل" في التوصل للاتفاق، والتي وصفتها بأنها "هامة وجوهرية"، إذ نجح "نتنياهو في السنوات الأخيرة في إقناع معظم دول العالم بأن التهديد حقيقي، وان قنبلة إيرانية ستهدد ليس فقط "إسرائيل"، بل وكل المنطقة، وفي الحقيقة العالم بأسره".

وانتقدت الصحيفة ما وصفته "بـ"الرد المتسرع" لنتنياهو على الاتفاق، واعتبرته "ردا ضارا"، لأن "الاعتراض التلقائي، الذي يترافق وتهديدات ورؤى أخروية، يعزل "إسرائيل"، بل يضعها في موقع إشكالي حيال حليفتها الولايات المتحدة". وتضيف الصحيفة أن مثل هذا الرد سيقلص من قوة تأثير "إسرائيل" "على الاتفاقات المستقبلية مع إيران، والتي ستكون أهميتها أعظم من أهمية الاتفاق الحالي".

وتخلص الصحيفة إلى أن نتنياهو سيفعل "خيرا" إذا ما " أعطى فرصة للحل الوسط المتحقق، في ظل فحص دقيق للطريقة التي سيطبق من خلالها على الأرض".

بدورها كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت افتتاحيتها بقلم المحلل السياسي في الصحيفة "شمعون شيفر"، والذي بدأه بالقول إنهم "في البيت الابيض يعرفون أنه ما كان يمكن لأي اتفاق، غير الاستسلام التام من جانب الإيرانيين، أن يرضي" نتنياهو، لكنها تضيف قائلة إنه "لا ينبغي لإسرائيل أن تتمترس في يأسها: ففي الأشهر القريبة القادمة، كما يمكن أن نتوقع، سيجري حوار حميم بينها وبين الولايات المتحدة بهدف تحسين الاتفاق الدائم الذي سيعيد إلى الوراء البرنامج النووي الإيراني".

ويكشف "شيفر" حقيقة أن الأمريكان "لم يفاجئوا إسرائيل بسلوكهم. فمنذ أكثر من سنة وهم يقيمون قنوات حوار سرية، مع مسؤولين كبار من إيران". وفي نقد مباشر لسلوك نتنياهو قال شيفر إنه "منذ بداية الألفية الجديدة تحدد مبدأ أعلى لعمل رؤساء الوزراء في إسرائيل"، خلاصته أن "النووي الإيراني يجب أن يُعالج من طرف الأسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة. وقد تمسك شارون وأولمرت بهذا المفهوم، وذلك لأنه محظور بأي شكل من الأشكال وضع إسرائيل كدولة تتصدر الصراع".

وتضيف أن نتنياهو "ولشدة الأسف"، هو الذي "غير الخطوط الهيكلية لسياسة إسرائيل. ووضع إسرائيل مقابل إيران، رأسا برأس. هدد بالهجوم وحده"، وفي النهاية تبين "فجر أمس أن هذا الرهان كان خطأ".
التعليقات (0)