صحافة دولية

الأحزاب الليبرالية تعتمد على الجيش ولم تستثمر غياب الإخوان

السيد البدوي
السيد البدوي
تشير معظم الدلائل لفشل الأحزاب العلمانية المصرية التي دعمت الإنقلاب العسكري في تموز/يوليو وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي  من استثمار الوضع السياسي فيما بعد الإخوان. فعلى الرغم من دعمها للاجراءات العسكرية ضد الجماعة، ووقوف أكثرها مع الإجراءات القمعية التي قام بها الجيش لتفكيك وشل قدرة الإخوان المسلمين على التنظيم وتهليل قادتها لقتل أكثر من ألف من مؤيدي محمد مرسي،  إلا ان هذه الأحزاب العلمانية لا تزال تفتقد الشعبية، وتعاني من الإنقسامات وغياب القاعدة الشعبية إضافة لسوء التنظيم والايديولوجيات المتصارعة. فلم يؤد غياب المنافس القوي وهم الأخوان إلى رفع أسهم هذه الجماعات، ومع اقتراب موعد الإنتخابات  في العام المقبل لا تزال الجماعات غير الإسلامية تفتقد البوصلة. 
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" أن بعض هذه الجماعات تقوم بالأعتماد على العسكر أو على تأجيج المشاعر المعادية للإسلاميين من أجل البقاء، بعد أن فشلت في تقديم رسالة واضحة وبناء قاعدة شعبية صلبة لها. وأشارت الصحيفة إلى حمدين الصباحي  وزعيم حزب الوفد سيد البدوي اللذان قالت أنهما آخر الرموز الليبرالية التي تقوم بالتعبير عن دعمهما لترشح وزير الدفاع المصري ومهندس الإنقلاب الفريق أول عبدالفتاح السيسي في حالة قرر الأخير النزول في الإنتخابات العام المقبل. وكان البدوي والصباحي قد قادا جبهة الإنقاذ التي انشئت لمواجهة الرئيس المعزول مرسي، حيث قال السيد البدوي ان الجبهة ستدعم السيسي حالة اتخذ قراره.  
ونقلت الصحيفة عن باسم صبري، الصحافي الذي كتب بشكل موسع عن الأحزاب السياسية المصرية "يجب عليهما توضيح موقفهما" مضيفاً أن دعمهما للسيسي يظهر  "موقفهما الضعيف وقلقهما من فقدان التأثير في ظل تحول المزاج الشعبي العام، وهما بحاجة لتحسين خطابهما، والذي يعتبر  عقبة كبيرة أمامهما". 
ويشير التقرير إلى خارطة الأحزاب السياسية وعددها الكبير حيث ظهر أكثرها بعد  ثورة كانون الثاني/يناير 2011.  ولا يتجاوز عدد أعضاء بعض هذه الأحزابعدد أصابع اليد، فيما يعبر بعضها عن نفس الأيديولوجية وتتداخل أهدافها وتتمبيز بالغموض في غالب الأحيان. ويشمل  منظور الأحزاب السياسية غير الإسلامية قطاعا واسعاً يتراوح من الأحزاب العلمانية إلى اليسارية والثورية والقومية المتطرفة، لكن عدم نضج الكثير منها أدى لتعزيز مشهد سياسي فوضوي.
 وعادة ما تعاني هذه الأحزاب من انشقاقات أو دمج بين حزب وآخر. فقد ترك خالد علي المرشح الرئاسي  حزب "التحالف الاشتراكي الشعبي" بعد انتقاده لضعف القيادة. فيما استقالت عدة شخصيات بارزة في حزب "الدستور" الذي انشأه الحائز على جائزة نوبل للسلام، محمد البرادعي. 
وينسبرئيس حزب التجمع الذي قالت أنه  كان منشغلا بالخلافات مع أعضاء "جبهة  الإنقاذ" أن ضعف القاعدة الشعبية لحزبه لها علاقة بالتأخر في صياغة الجزء الخاص بالإنتخابات في الدستور مضيفاً "كيف يمكننا التحضير للإنتخابات؟ ولا نعرف ماذا سيحدث. وقال "كل ما أعرفه أن كل واحد منشغل بالتحضير لمصالحه". 
ويقول محللون أن  المماحكات وغياب القرار السياسي يثير إحباط المصريين الذين دعموا عزل مرسي وعارضوا الإخوان المسلمون ولا يرون بديلا. ونقلت عن بائع سجاد قوله أن الأحزاب الليبرالية تعاني من الإنقسامات "وهناك صفقات، ويتجادلون حول من سيترشح في قائمة الإنتخابات"، ومع أنه فرح لخروج مرسي من السلطة إلا أن الأحزاب غير الإسلامية "لا تعمل ما نريده منها، ولا تستطيع تحشيد الناس على الأرض" حسب قوله، مضيفا أنها ضعيفة "وليست لدينا رؤية عن من سيقود البلد".  
 ويقول التقرير أن جماعة الإخوان كانت قبل الإنقلاب تملك سلسلة من الفروع في كل أنحاء البلاد وتدير شبكة من الخدمات الإجتماعية  والعيادات الطبية، البنى التحتية التي يحتاجها السكان، مما أعطاها القدرة على التنظيم والتحشيد وهو ما تفتقده الجماعات الليبرالية. ويرى صبري أن القوى غير الإسلامية بحاجة للخروج من التجمعات المدنية والوصول إلى الأرياف، وكلما تأخرت بالقيام بهذا فإنها ستصبح بلا أهمية. ويقول حسام الخولي، مساعد عام سكرتير حزب الوفد أن لا يوجد وقت للذهاب وزيارة كل مصر، ويؤكد ان نسبة 80 بالمئة من الحملات الإنتخابية تجري عبر التلفاز. مشيراً أن الحملات الإنتخابية تعني بالنسبة للأرياف تقديم خدمات، وهو ما لا تستطيع الأحزاب الليبرالية القيام به. ويؤكد الخولي أن حزبه الذي يعتبر من أقدم الأحزاب في مصر سيؤكد في الحملة الإنتخابية على فكرة "مصر الحديثة" والتي "لا يخلط فيها الدين بالسياسة"في محاولة للعلب على المشاعر الشعبية المعارضة للأخوان. 
وفي الوقت الذي نقلت فيه عن أحد المواطنين قوله "لو نزل الأخوان في الإنتخابات فسننتخب أي حزب غيرهم، نريد حزبا ليبراليا" لكنه فشل في ذكر إسم واحد منها ولكنه. مما يلخص ضعف تواجدها، ولكنه مع ذلك تذكر إسم السيسي "أي واحد مع السيسي، فالسيسي يقوده".
0
التعليقات (0)