حقوق وحريات

أمهات ضحايا العنف "البوليسي" بتونس يطالبن بمحاسبة قتلة أبنائهن

كثيرة هي القضايا التي حصلت فيها حالات وفاة مسترابة بتونس- عربي21
كثيرة هي القضايا التي حصلت فيها حالات وفاة مسترابة بتونس- عربي21
طالبت أمهات، ما يوصف بـ"ضحايا العنف البوليسي"، في تونس، بضرورة محاسبة كل من تورط في وفاة أبنائهن، جرّاء الاحتفاظ أو المطاردات الأمنية أو التقصير.

ودعت الأمهات، وزيرة العدل، إلى "فتح جميع ملفات الموت، وكشف كل الحقائق، وتحميل المسؤوليات لكل من تورّط في هذه الجرائم"، فيما كشفن عن إمكانية اللجوء إلى المحاكم الدولية من أجل كشف حقيقة وفاة أبنائهن.

وقالت والدة الشاب عمر العبيدي، وهو مشجع النادي الإفريقي الذي توفي غرقا خلال عملية مطاردة أمنية بجهة رادس بعد انتهاء مقابلة كرة قدم: "ابني توفي وهو في عمر 19عاما إثر مطاردة أمنية، فمات غرقا في بحيرة ماء دون ارتكابه أي جريمة".

Image1_2202413182131219767282.jpg
وأضافت والدة الشاب المتوفّى العبيدي في تصريح لها لـ"عربي21": "ست سنوات وأنا أتابع قضيته، ولكن دائما يتم التأخير ولم تتم محاسبة عناصر الأمن الذين قتلوا ابني".

وتابعت: "أنا أموت كل يوم، أريد حق ابني ومحاسبة المتورّطين الذين ما زالوا يباشرون عملهم، ولم يتم سجنهم ولا محاسبتهم"؛ فيما توجّهت بالقول للرئيس، قيس سعيد: "أتمنى أن تسمعني وتأخذ لي حق ابني كاملا".

وتعود قضية المشجع عمر العبيدي إلى آذار/ مارس 2018 حيث حصلت مواجهات بين جماهير رياضية والأمن، وانتهت المطاردة بغرق عمر العبيدي في مياه وادي رادس مليان، لتتحول الحادثة التي أصبحت قضية رأي عام إلى حملة وطنية للاحتجاج على الممارسات الأمنية وأطلق عليها شعار "تعلم عوم".

اظهار أخبار متعلقة


من جهتها، قالت والدة طفل من سيدي حسين السيجومي بالعاصمة والذي تم سحله وتجريده من ملابسه واقتياده إلى سيارة أمنية عاريا في حزيران/ يونيو 2021، إن "ابني ما زال يعاني من الآثار النفسية للحادثة للحظة".

‌وأكدت الأم في حديثها لـ"عربي21" أن "ابني يشعر بالرّعب والخوف كلما شاهد سيارة أمن، الحادثة أثرت بشكل لافت على سلوكه ودراسته حتى أنه لا يفكر إلا بمغادرة البلاد".

‌وطالبت الأم بمحاسبة كل من تورّط في إلحاق الأذى بطفلها الذي كان وقتها في عمر 15 عاما، بالقول: "لا طلب لي إلا المحاسبة وتطبيق القانون، لا أريد أن يفلتوا من العقاب يجب محاسبتهم".

Image1_220241318228503909686.jpg
وتعود حادثة سحل الطفل واقتياده لسيارة أمنية عاريا أثناء مواجهات بين الأمن وعدد من سكان سيدي حسين، بالعاصمة، إثر وفاة مسترابة لشاب بمركز أمن بالجهة.

وكثيرة هي القضايا التي حصلت فيها حالات وفاة مسترابة بتونس، نتيجة العنف أو التقصير الأمني، من ذلك حادثة الشاب عبد السلام زيان من محافظة صفاقس جنوبا، والذي توفي بالإيقاف التحفظي لعدم حصوله على جرعة الأنسولين وهو مصاب بالسكري.

اظهار أخبار متعلقة


وقالت والدة عبد السلام زيان، في حديثها لـ"عربي21": "أطالب بحق ابني، يجب محاسبة كل من هو ضالع في وفاته".

وأضافت: "كلنا أمل أن يأخذ لنا القضاء حق أبنائنا، نرجو أن نلتقي الرئيس ويستمع لنا، ولكن نؤكد أننا لا نستسلم ومستعدون حتى للتوجه للقضاء الدولي" على حد تعبيرها.
التعليقات (0)