ملفات وتقارير

هل ينجح نبيل بن عبد الله في إذابة جليد الخلافات بين بنكيران ولشكر؟

مصادر مغربية تتحدث عن وساطة نبيل بن عبد الله لإنهاء القطيعة بين عبد الإله بنكيران وادريس لشكر.. (فيسبوك)
مصادر مغربية تتحدث عن وساطة نبيل بن عبد الله لإنهاء القطيعة بين عبد الإله بنكيران وادريس لشكر.. (فيسبوك)
كشفت مصادر سياسية مغربية مطلعة النقاب عن أن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله يتجه لبناء جسر بين حزب العدالة والتنمية بزعامة عبد الإله بنكيران والاتحاد الاشتراكي بزعامة ادريس لشكر في أفق إعادة بناء معارضة قوية لحكومة عزيز أخنوش.

جاء ذلك في إطار التعليق على توقيع أميني التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر اليوم على ما سُمّي بـ "وثيقة التصريح السياسي المشترك بين الحزبين".

وأشارت المصادر السياسية المغربية التي تحدثت لـ "عربي21"، وطلبت الاحتفاظ باسمها، إلى أن تصريحات الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، التي أعرب فيها عن قلقه من استمرار النقد الموجه لحزبه من قيادات في العدالة والتنمية بينما هم ينسقون معهم سياسيا، معتبرا ذلك توجها غير سليم وطالب بإنهائه.

ورأت هذه المصادر أن تصريحات لشكر تشير إلى أنه يتطلع إلى إنهاء التلاسن بين حزبه والعدالة والتنمية في أفق التحالف لهذا التحالف الثلاثي في المعارضة.

ووقع حزبا "التقدم والاشتراكية" و"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" على بيان مشترك، عقب اللقاء التنسيقي الذي جمع قيادتهما ومكتبهما السياسي، اليوم الجمعة بالرباط، معتبرين أن التغوُّل العددي للحكومة وأغلبيتِها، أبان عن ضعفٍ سياسي، ومحدوديةٍ في الإنجاز، وعجزٍ في الإنصات والتواصل.

وأكد البيان أنه لمواجهة هذا الضعف، فإنَّ الحاجة صارت أكثر إلحاحاً لتشكيل جبهةٍ وطنية وانبثاقِ حركة اجتماعية مُواطِنة، لإبراز البديل عن الأوضاع الحالية، ولإعادة التوازن المؤسساتي في مواجهة هيمنة الحكومة وأغلبيتها.

واعتبر البيان أن الحاجة باتت ماسَّة، اليوم، إلى ضَخِّ نَفَسٍ جديد وقوي في الحياة السياسية، ارتكازاً على ضرورة التفعيل الكامل والأمثل لدستور 2011، من أجل إعادة المكانة للفعل السياسي والحزبي، ومُصالحة المواطنات والمواطنين مع الشأن العام، وإرجاع الثقة في العمل السياسي والمؤسساتي والانتخابي.



يذكر أن اليسار المغربي بكل مكوناته قد انضم إلى المعارضة عقب إجراء انتخابات 8 سبتمبر/أيلول 2021، التي تم الإعلان عقبها عن تشكيل تحالف الأغلبية من ثلاثة أحزاب، هي، "التجمع الوطني للأحرار" و"الأصالة والمعاصرة"، و"الاستقلال".

وتصدر "التجمع الوطني للأحرار" (يمين وسط/102 مقعدا) الانتخابات التشريعية والمحلية، التي أجريت في 8 سبتمبر/ أيلول 2021، متبوعا بحزب "الأصالة والمعاصرة" (يمين وسط/86 مقعدا) و"الاستقلال" (محافظ/81).

ويتزعم حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" الأحزاب اليسارية، لكن شعبيته ومكانته السياسية تراجعت كثيرا بعد الربيع العربي.

وجاء حزب الاتحاد الاشتراكي في المركز الرابع في انتخابات 2021 بـ (35 مقعدا من إجمالي 395)، وحل حزب التقدم والاشتراكية سادسا بحصده 21 مقعدا.

أما حزب العدالة والتنمية الذي كان مترئسا للحكومة في دورتين متتاليتين، فقد حاز على 13 مقعدا في نتيجة أذهلت كل المراقبين المحليين والأجانب.

ولم يتم بعد إذابة الجليد الذي علا بين زعيمي العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران والاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر، وهو جليد نشأ عقب انتخابات العام 2016 التي تصدرها حزب العدالة والتنمية يومها، ورفض بنكيران حينها قبول الاتحاد الاشتراكي فيها، بسبب تحالفه مع أحزاب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، وهو ما تسبب فيما يُعرف بـ "البلوكاج" الحكومي، الذي كان سببا في إعفاء بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة وتكليف نائبه سعد الدين العثماني بذلك، الذي نجح في ذلك بإعلانه عن انضمام لشكر إلى الحكومة.

ومن اللافت للانتباه أيضا، ولعلها من مفارقات السياسة، أن لشكر الذي انضم لحكومة العثماني بسبب تحالف مع أخنوش، يسعى لبناء جبهة وطنية معارضة لحكومة عزيز أخنوش، وربما أيضا بالتحالف مع حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران الذي كان سببا في إعفائه من تشكيل الحكومة.
التعليقات (0)