صحافة دولية

"خجلا من وجودهم".. هكذا تخفي الهند فقراءها عن أعين زعماء مجموعة العشرين

"رفعت السلطات سواتر خضراء حول أحد الأحياء الفقيرة في دلهي لحجبها عن أعين القادة"- الأناضول
"رفعت السلطات سواتر خضراء حول أحد الأحياء الفقيرة في دلهي لحجبها عن أعين القادة"- الأناضول
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحفيين عكاش حسن، وهنا إليس بيترسن، من دلهي قالا فيه إن أول مرة سمعت فيها سارواج ديفي عن مجموعة العشرين كانت عندما بدئ برفع سواتر خضراء عالية حول الحي الفقير الذي تعيش فيه.

وسرعان ما أدركت أن السواتر الجديدة كانت تهدف إلى إخفاء منازلهم الفقيرة عن الزعماء وكبار الشخصيات الأجنبية الذين يصلون إلى العاصمة الهندية لحضور قمة مجموعة العشرين؛ كجزء من عملية تجميل بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني شهدت خضوع دلهي لعملية تحديث لامعة. في حين تم إخفاء مجتمعاتها الفقيرة عن الأنظار وتم تدمير العديد من الأحياء الفقيرة.

وقالت ديفي البالغة من العمر 50 عاما: "لقد قاموا بتغطية منطقتنا حتى لا يشاهد الأشخاص الذين يصلون من الخارج الفقر والفقراء مثلنا في البلاد. وعندما يحين وقت الانتخابات، يأتي كل سياسي لرؤيتنا. يأكلون معنا ويقدمون الوعود. لكنهم اليوم يخجلون من وجودنا".

وعلى الجانب الخارجي من اللوحات التي تحيط الآن بالأحياء الفقيرة، تم وضع ملصقات كبيرة تحمل وجه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ترحب بضيوف قمة مجموعة العشرين الذين من المرجح أن يمروا بها.

بالنسبة لديفي وآخرين يعيشون في مخيم كولي في جنوب دلهي، فإن القمة السياسية ستوجه ضربة ليس لكرامتهم فحسب، بل لسبل عيشهم أيضا. وفي محاولة لضبط الإجراءات الأمنية المشددة والحفاظ على الطرق فارغة مع وصول أمثال جو بايدن وريشي سوناك وأولاف شولتز، تم فرض إغلاق شامل على 32 مليون شخص يعيشون في دلهي.

فصدرت أوامر بإغلاق جميع المدارس والمكاتب وأماكن العمل والأسواق والمطاعم والمتاجر غير الغذائية لمدة ثلاثة أيام، وسيتم تقييد الحركة على الطرق، وتم حظر جميع توصيلات الطعام وأوصي الناس بالبقاء في منازلهم.

اظهار أخبار متعلقة


وبينما أدلت شرطة دلهي بعدة تصريحات لطمأنة الناس إلى أن هذا "ليس إغلاقا"، فإن السكان الفقراء والذين يعملون بالأجر اليومي في المدينة، الذين يعيش الكثير منهم على الكفاف ولا يستطيعون تحمل خسارة يوم واحد من العمل، يقولون إن التأثير سيكون مدمرا.

وذكرت ديفي، التي تعمل عاملة نظافة وتتقاضى 3000 روبية (28 جنيها إسترلينيا) في الشهر: "أليس علينا الذهاب إلى العمل لنكسب لقمة عيشنا؟ هل يجب أن نموت لأننا فقراء؟"، لكنها ستضطر الآن إلى تحمل الحسم من أجرها وهو ما لا تستطيع تحمله.

وأضافت: "أنا لا أضيع يوما واحدا من أيام العمل، حتى عندما أكون مريضة، فقط لأنني لا أستطيع تحمل خسارة أي قدر من أجرتي. ولكن ماذا يمكن للفقراء مثلي أن يفعلوا في هذه المواقف؟ الفقراء مثلنا سيقومون فقط بلعن هذا المؤتمر لأننا سنعاني ونبيت جائعين".

وقال فينيت سينغ، 35 عاما، الذي يدير متجرا صغيرا للبقالة في الحي الفقير، إن الحواجز أخفت عمله عن الأنظار، وكان عليه أن يقطع فجوة فيه حتى يتمكن العملاء من الدخول. وكانت أرباحه قد انخفضت بالفعل من 1000 روبية (10 جنيهات إسترلينية) في اليوم إلى بضع مئات من الروبيات فقط. وتابع: "لدي عائلة يجب أن أطعمها. من الذي سيعوض خسائري؟".

وفي حي حافظ نجار، وهو حي فقير يقع قبالة مركز المؤتمرات الجديد حيث ستعقد القمة يومي السبت والأحد، يقول السكان إن الشرطة منعتهم من الخروج لعدة أيام.

ويقول محمد عمران (45 عاما) إنه لم يتمكن من العمل منذ عدة أيام: "نحن نعامل مثل الحشرات، وليس البشر".

وفي الأيام الأخيرة، تم نقل أكثر من 4000 شخص بلا مأوى، كانوا يعيشون تحت الجسور وعلى الطرق، إلى ملاجئ في ضواحي دلهي.

يقول هارش ماندر، ناشط المجتمع المدني في دلهي، إنه كان هناك "نوع من المحاولات المحمومة لطرد الفقراء من المدينة أو محوهم من المشهد العام".

اظهار أخبار متعلقة


ويقول ماندر: "نحن خامس أكبر اقتصاد في العالم، ولكن الحقيقة هي أن لدينا أيضا أكبر عدد من السكان في العالم ممن يعيشون في فقر. إن إخفاء هذه الكتلة الكبيرة من الفقراء عن الأنظار هو محاولة لإلقاء حجاب على هذا الجانب الآخر من الرخاء الاقتصادي، والذي يعكس عدم المساواة الشديد".

وبالنسبة للبائعين على جانب الطريق، الذين سيتحملون خسائر لمدة ثلاثة أيام، كان الإغلاق أيضا مزعجا بشكل خاص. في وقت سابق، أمرتهم حكومة دلهي بإصلاح وتجديد متاجرهم من أجل قمة مجموعة العشرين على نفقتهم الخاصة، لكنهم الآن غير قادرين على فتح تلك المتاجر.

قال سونيل شارما، 39 عاما، الذي يدير مقهى بالقرب من محطة مترو دلهي، إنه اضطر إلى الحصول على قرض بقيمة 50 ألف روبية (500 جنيه إسترليني) لإعادة الطلاء والتجديد بعد أن طُلب منه طلاء متجره بالزعفران.

وأضاف: "تريد السلطات أن تبدو هذه المدينة أفضل من خلال جعلنا نعاني. لم أقم بعد بسداد هذا القرض. تبدو الأمور أفضل من الخارج الآن، لكن الحياة أصبحت أكثر صعوبة بالنسبة لنا".
التعليقات (1)
غزوان
السبت، 09-09-2023 06:58 ص
هذا هو الفرق بين الصين و الهند فالصين لم تخجل من فقرها بل حاولت الارتقاء به و الاستفاده منه فأصبحت الصين تناطح الامريكان بل تتفوق عليهم و هذا بفضل عالم الاقتصاد العراقي ألياس كوركيس الذي لجأت له الصين لتطوير اقتصادها في نهايه السبعينات و الذي كان يعمل بجامعه أكسفورد حيث سلم له الصينيون كل الصلاحيات بأمر من الرئيس الصيني فوضع خطه من اربع نقاط طبقت بحذافيرها يلمس نجاحها اليوم . اما الهند فبعد خروج المستعمر الانكليزي تكونت طبقه من الهنود شغلت مكان الانكليز بالسيطره على رأس المال و السياسه و هذه الطبقه تأثرت بالانكليز الى اقصى درجه ربوا اولادهم في بريطانيا و شروا القصور فيها وأصبحت علاقتهم بالهند مجرده من الحس بالانتماء هؤلاء نشروا الفساد الاقتصادي و السياسي و نموا الطبقيه بين شرائح المجتمع الهندي و التي تطورت حتى اصبحت عنصريه اباده ضد المسلمين في عهد رئيس الوزراء الحالي بلد مث هذا لا يمكن ان يكون كبيرا على لو بلغ عدد سكانه مليارين و حتى لو ارسل مركبات لاقصى الفضاء لأن النجاح الحقيقي في بناء المجتمع و اشاعه العداله و الرخاء بين افراده و هذا ما فشلت به الهند .