تواصل دول العالم تقديم المساعدات اللوجستية والإنسانية لسوريا وتركيا في أعقاب
الزلزال العنيف الذي ضرب البلدين الاثنين، مخلفا آلاف القتلى والجرحى والمشردين.
يأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه عمال الإنقاذ في
سوريا وتركيا بأيديهم العارية، ووسط برد قارس، عمليات البحث عن ناجين بين أنقاض آلاف المباني التي انهارت جراء سلسلة زلازل عنيفة هزت البلدين.
وفي آخر حصيلة لأعداد الضحايا، أعلنت إدارة الطوارئ والكوارث التركية "آفاد" أن حصيلة ضحايا الزلزال في
تركيا بلغت 5434 قتيلا، أما في أنحاء سوريا، فقد قُتل 1833 شخصًا على الأقل، بحسب وزارة الصحة وفرق إغاثة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للقتلى في تركيا وسوريا إلى 7234، وسط ترجيح بارتفاع العدد بفعل وجود مئات المحاصرين تحت الأنقاض.
وهز الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة، تركيا وسوريا، الاثنين في الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي (01:17 ت.غ.) فأسقط مجمعات سكنية بأكملها ودمر مستشفيات وخلف آلاف المصابين والمشردين.
ومنذ الساعات الأولى لوقوع الزلزال، تهافتت الدول على إعلان تضامنها مع البلدين، واستعدادها لإرسال طواقم طبية وفرق إنقاذ إلى هناك، فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن 45 دولة عرضت إرسال مساعدات موجهة بشكل أساسي إلى بلاده.
دول الخليج
أعلنت قطر إنشاء "مستشفى ميداني" وإرسال "فرق بحث وإنقاذ" إلى تركيا، وهو الأمر ذاته للإمارات التي أرسلت فريقًا مماثلاً و"مساعدات طارئة" إلى سوريا، معلنة تخصيص مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار مناصفة بين سوريا وتركيا.
اظهار أخبار متعلقة
من جانبها، أعلنت السعودية التي لا تقيم علاقات مع نظام بشار الأسد منذ 2012، "تسيير جسر جوي وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين السوري والتركي".
ووصلت طائرتان عراقيتان إلى دمشق تحمل كل منهما 70 طناً من المواد الغذائية والبطانيات والإمدادات الطبية ، من بين أشياء أخرى ، بحسب وكالة سانا السورية الرسمية.
كما فتحت بغداد ممرا جويا مخصص للمساعدات الإنسانية وسترسل الوقود الأربعاء، بحسب مسؤول في الخارجية العراقية.
الأردن
جهزت عمان أولى طائرات الإنقاذ التابعة للقوات الجوية الأردنية محملة بالمعدات الطبية واللوجستية، بالإضافة إلى فريق يضم 99 من عمال الإنقاذ وخمسة أطباء من الخدمات الطبية الملكية، بحسب صحيفة الوطن السورية.
لبنان
فتحت بيروت أجواءها وموانئها مع إعفاء شركات النقل الجوي والبحري الوافدة لأغراض إنسانية من الرسوم والضرائب، بحسب وزير الأشغال العامة اللبناني.
من المقرر أن يتوجه فوج من الجيش اللبناني وفرق إنقاذ، خاصة من لجنة الصليب الأحمر اللبناني إلى سوريا.
دول المغرب العربي
تحركت دول المغرب لتقديم المساعدة. وأرسلت الجزائر 17 طنا من معدات التدخل فضلا عن "مجموعة أولى من 89 عميلا متخصصا في إدارة المخاطر الكبرى" إلى تركيا الاثنين، وفقا للعقيد في الحماية المدنية فاروق عاشور.
اظهار أخبار متعلقة
كما أرسلت الجزائر ليل الاثنين إلى الثلاثاء 115 طنا من المنتجات الصيدلانية والغذائية والخيام إلى سوريا التي توجه إليها ليلا فريق حماية مدنية جزائري مكون من 86 منقذا، حسبما نقلت وسائل الإعلام عن وزير الداخلية الجزائري إبراهيم مراد .
وقدمت تونس 14 طنا من البطانيات والمنتجات الغذائية، بينها حليب للأطفال، بينما أمر رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة بالإرسال "الفوري" لفريق بحث وإنقاذ مكون من 55 منقذًا تابعين للحماية المدنية والهندسة العسكرية وخمسة كلاب.
الاتحاد الأوروبي
في أعقاب إعلان الاتحاد الأوروبي تفعيل آلية الحماية المدنية، أعلن بالاز أوجفاري، أحد المتحدثين باسم المفوضية الأوروبية لشؤون المساعدات الإنسانية، الثلاثاء، أن الاتحاد الأوروبي قام " بتعبئة أكثر من 30 فريق بحث وإنقاذ وطبي، بشكل جماعي من 21 دولة أوروبية".
وأوضح أن ذلك "يشمل 19 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي والجبل الأسود وألبانيا. من حيث الأفراد، يمثل هذا أكثر من 1200 من رجال الإنقاذ وأكثر من 70 كلبًا استكشافياً. وصل 11 فريقًا بالفعل وسيصل الآخرون تباعاً".
وفيما يتعلق بسوريا، أشار أوجفاري إلى "أن الاتحاد الأوروبي بالطبع هو المانح الإنساني الرئيسي فيها" والمنظمات الشريكة له "تساهم أيضًا في جهود الإنقاذ"، مضيفا: "بالطبع، نحن على استعداد لتقديم المزيد من المساعدات وسنواصل العمل على مدار الساعة في الأسابيع والأيام القادمة".
كما قدمت كل من اليونان والسويد اللتين تربطهما علاقات متوترة مع أنقرة، المساعدات لها. أعلنت السويد التي ترأس الاتحاد الأوروبي منذ كانون الأول/ديسمبر، التبرع بحوالي 650 ألف دولار للجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر مخصصة لتركيا وسوريا.
بدورها، أعلنت ألمانيا الثلاثاء أن فريق بحث وإنقاذ من الوكالة الفدرالية الألمانية للإغاثة الفنية غادر إلى أضنة التركية، مكون من 50 رجل إنقاذ ومعدات.
وفي فرنسا، من المقرر أن يتوجه 139 من عمال الإنقاذ التابعين للأمن المدني إلى تركيا، وخصوصا إلى محافظة كهرمان مرعش حيث مركز الزلزال. ولاحقًا، أعلن جهاز الإطفاء في منطقة غار جنوبي فرنسا إرسال مستشفى ميدانيًا و83 عامل إنقاذ إضافيًا إلى تركيا.
اظهار أخبار متعلقة
كما حطّت طائرتان إسبانيتان على متنهما 91 مسعفًا الثلاثاء في قاعدة إنجرليك الجوية قرب أضنة، فيما تنوي إيطاليا والمجر وبولندا وإسبانيا وضع فرق إنقاذ في التصرف، وأعلنت الأخيرة إرسال "أفراد ومسيرات" متوجهة إلى ملاطيا التركية حيث يقع مركز المساعدة الدولية.
الولايات المتحدة
أعلن البيت الأبيض إرسال فرقتين تتألف كل واحدة من 79 مسعفًا إلى تركيا، بعد أن قال الرئيس الأميركي على حسابه الرسمي على تويتر إنه طلب من أجهزته "تقديم كل المساعدة الضرورية أيّا كانت".
ولاحقًا، قالت واشنطن إنها تعمل مع شركاء لها في سوريا لتقديم المساعدة للمنكوبين جراء الزلزال، على الرغم من أنها لا تعترف بالحكومة السورية، بدون ذكر أسماء المنظمات غير الحكومية العاملة معها. وأوضحت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو أس أيد) أنها جهودها تساهم في عمليات الإنقاذ وتقدم احتياجات عاجلة أخرى بما في ذلك توفير المأوى والطعام.
الصين
أعلنت بكين الثلاثاء إرسال مساعدات بقيمة 5,9 مليون دولار، بما في ذلك رجال إنقاذ متخصصون في المناطق الحضرية وفرق طبية ومعدات طوارئ، بحسب وسائل الإعلام الرسمية.
كندا
قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن "بعد الزلزالين المدمّرين أمس، نقدّم مساعدة فورية بقيمة 10 ملايين دولار" كندي (7,4 مليون دولار أميركي) إلى تركيا و"سنواصل مساعدتهم" بناء على تطوّر الوضع.
المملكة المتحدة
أعلن وزير الخارجية جيمس كليفرلي البريطاني الاثنين "مساعدة فورية" مع إرسال 76 من رجال الإنقاذ والمعدات والكلاب إلى تركيا، فيما تعهدت إيرلندا بتقديم مساعدات إنسانية قيمتها مليوني يورو.
أوكرانيا
أعلنت أوكرانيا الثلاثاء إرسال 87 من عمال الإنقاذ إلى تركيا للمساعدة للتعامل مع عواقب الزلزال المدمر، من ضمنهم 10 طيارين وسائقي مركبات.
روسيا
بدوره، أشار الرئيس فلاديمير بوتين إلى أن بلاده "أرسلت عمال إنقاذ" إلى سوريا وتركيا. وفي سوريا، أكثر من 300 جندي روسي ينتشرون في البلاد باشروا الاثنين المساعدة في رفع الأنقاض، بحسب ما أعلن عنه الجيش الروسي.
إيران
أرسلت طهران الاثنين طائرة إلى دمشق تحمل 45 طنا من المساعدات، من بينها بطانيات وخيام وأدوية وأغذية، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
أذربيجان
أعلنت وزارة الطوارئ الأذربيجانية إرسال فريق بحث وإنقاذ مكون من 370 عنصرا إلى تركيا للمساهمة في مواجهة آثار الزلزال، مؤكدة أن الفريق سيشارك في عمليات الإنقاذ من تحت الأنقاض التي خلفها الزلزال، بتعليمات من الرئيس إلهام علييف.
الهند
كما قررت الهند إرسال "فرق بحث وإنقاذ وطبية على الفور إلى جانب معدات الإغاثة" على ما أعلنت السلطات.
اليابان
وسترسل اليابان "فريق إغاثة لحالات الكوارث ...استجابة للاحتياجات الإنسانية"، وفقًا لبيان رسمي صادر عن طوكيو.
الاحتلال الإسرائيلي
ذكر بيان أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو أمر "جميع السلطات بالاستعداد الفوري لتقديم مساعدة طبية وإغاثية".
كما خصّصت الأمم المتحدة 25 مليون دولار لتقديم المساعدات للمنكوبين في تركيا وسوريا، فيما سينُشر في تركيا أكثر من 1400 عنصر من أجهزة طوارئ أكثر من عشرين دولة شريكة في حلف شمال الأطلسي بينها فنلندا والسويد.
في المقابل، أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن نقل المساعدات من تركيا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا من خلال نقطة العبور الوحيدة المسموحة تأثرت جراء الزلزال الذي ضرب البلدين.
اظهار أخبار متعلقة
وصرح المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركي في مؤتمر صحفي في جنيف أن "العملية عبر الحدود نفسها تأثرت".
في نيويورك قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن معبر باب الهوى نفسه لم يتضرر، فيما صرح ستيفان دوجاريك للصحفيين: "نواصل استخدام معبر باب الهوى لأن منصة إعادة الشحن في الواقع سليمة".