صحافة إسرائيلية

الاحتلال يربط فتح أذربيجان سفارتها لديه بحربها مع أرمينيا

يعكس قرار أذربيجان بفتح سفارة لها بدولة الاحتلال عمق علاقتهما الممتدة لقرابة ثلاثة عقود- الأناضول
يعكس قرار أذربيجان بفتح سفارة لها بدولة الاحتلال عمق علاقتهما الممتدة لقرابة ثلاثة عقود- الأناضول
اعتبرت أوساط سياسية ودبلوماسية إسرائيلية أن قرار أذربيجان بفتح سفارة في تل أبيب قد يشير إلى تجديد تحالف إقليمي ضد إيران، مع العلم أنه خلافا لدولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين اللتين فتحتا سفارات فيها في السنوات الأخيرة عقب اتفاقيات تطبيعية، فإن العلاقة بين تل أبيب وباكو، المجاورة لإيران قديمة ومميزة، وقد أقامتا علاقات مباشرة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وفي العقد الماضي أصبحتا أقرب من أي وقت مضى.

وقد قدمت الشركات الإسرائيلية أسلحة عالية الجودة إلى أذربيجان التي تعتبر المورد الرئيسي للطاقة لإسرائيل، حتى أن 40٪ من استهلاكها للنفط يتم توفيره منها، وقد سبق لرئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو أن زارها في 2016، ووقع سلسلة من الاتفاقيات معها، لكن الأذريين رفضوا فتح سفارة في تل أبيب رغم حملة إقناع واسعة النطاق، ووافقوا على الأكثر على فتح تمثيل تجاري في العام الماضي فقط، مما يطرح أسئلة حول موافقتهم هذه المرة على فتح السفارة، وما هي الظروف التي تغيرت، وتسببت بعودتهم؟

إيلي فارد حيزان السفير الدولي لحزب الليكود أشار إلى أنه من "أجل أن نفهم الإجابة يجب أن نفحص بعمق علاقات أذربيجان مع جارتها وعدوها المعلن أرمينيا، حتى في مرحلة ما قبل سقوط الاتحاد السوفيتي، حيث بدأت صراعات عنيفة بين الأذريين والأرمن في منطقة ناغورني كاراباخ، وفي نهاية حرب استمرت ست سنوات، انتصر الأرمن، وفي اشتباكات الذروة الأخيرة خريف 2020 تمكن الأذريون من هزيمة الأرمن بفضل حصولهم على أسلحة إسرائيلية وتركية عالية الجودة، مما لم يترك فرصة للأرمن الذين تلقوا مساعدة من روسيا واليونان".

وأضاف في مقال نشره موقع "ميدا"، وترجمته "عربي21" أنه "مع قرب بداية الصراع في أيلول/ سبتمبر 2020، فتحت أرمينيا سفارة في تل أبيب، لكنها أعادت السفير بعد أسبوعين فقط، وأدرك الأذريون أنهم لا يستطيعون البقاء في الخلف، لكنهم من ناحية أخرى ملتزمون بتركيا، فضلا عن التخوف من إيران، حيث يقيم 15 مليون أذري فيها، مع توتر كبير بينهما، وبالتزامن مع تحسن علاقات إسرائيل وتركيا في الآونة الأخيرة، فهناك كراهية متأصلة للأذريين تجاه النظام الإيراني".

وأوضح أنه "رغم أن أذربيجان وإيران دولتان شيعيتان، لكن الأخيرة تتهمها بالالتزام بأمن إسرائيل، وتحويل بلادها قاعدة أمامية لجهاز الموساد، مما يجعلها أول دولة إسلامية شيعية تفتح سفارة رسمية في تل أبيب، وهي تنضم للدول السنية التي سبقتها بالفعل، مثل مصر والأردن وألبانيا والإمارات العربية المتحدة والبحرين وكوسوفو، وإذا أراد أردوغان بالفعل ترقية العلاقات مع إسرائيل كما صرح، فعندئذٍ سنكون أمام تحالف إقليمي لافت، تقف فيه الأخيرة لاعبا أساسيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى".

يعكس قرار أذربيجان بفتح سفارة لها بدولة الاحتلال عمق علاقتهما الممتدة لقرابة ثلاثة عقود، وشملت المجالات السياسية والأمنية والعسكرية، ويكشف عن جزء من ملامح الاستراتيجية الدبلوماسية التي شرعت الأخيرة بتطبيقها في السنوات الأخيرة، وصلت ذروتها باتفاقيات التطبيع، مع العلم أن أذربيجان تصدرت قائمة الدول التي وضعها الاحتلال نصب عينيه، لاعتبارات عديدة، أولها موقعها الجيو-سياسي بالغ الأهمية الممتد فيما وراء القوقاز؛ مما جعلها "حديقة خلفية" لروسيا.

ثاني هذه الاعتبارات مجاورة إيران لأذربيجان جغرافيًا، وموقف الأخيرة من النزاع المسلح بين أذربيجان وأرمينيا، واعتبار ثالث يتعلق بأن أذربيجان سوق مهمة لصفقات الأسلحة المقدرة بمئات ملايين الدولارات؛ حيث وقعت عدة صفقات مع شركات صناعية عسكرية إسرائيلية، واعتبار رابع يرتبط بتعاونهما الاستخباراتي والأمني، وتبادل المعلومات السرية حول أعدائهما بشكل روتيني.


التعليقات (0)