صحافة إسرائيلية

جنود إسرائيليون يستعيدون ضراوة القتال ضد المقاومة بالضفة

كان مخيم جنين مسرحا لقتال عنيف بين المقاومة وجنود الاحتلال في عام 2002
كان مخيم جنين مسرحا لقتال عنيف بين المقاومة وجنود الاحتلال في عام 2002
يحيي الإسرائيليون في هذه الأيام مرور عشرين عاما على اندلاع عملية "السور الواقي" التي نفذت فيها دولة الاحتلال عدوانا شاملا على الضفة الغربية، واجتاحتها بصورة كاملة، وأسفرت عن استشهاد مئات الفلسطينيين، وإصابة واعتقال الآلاف، مقابل مقتل عشرات الجنود والمستوطنين، وخاض المقاومون فيها معارك في مخيمات اللاجئين، خاصة في بلاطة وجنين وحي القصبة.

آلون ناعيم مراسل موقع "ويللا" التقى بعدد من الجنود الذين شاركوا في معركة جنين، من خلال حوار ترجمته "عربي21" ذكروا فيه أنهم "انطلقوا في هذه العملية عقب ما شهده شهر آذار/ مارس الأسود عام 2002 من هجمات فلسطينية دامية بلغت ذروتها بهجوم شديد على فندق بارك في نتانيا، حيث واجهنا في مخيم جنين للاجئين كمينًا، تحول إلى معركة صعبة قتل خلالها 13 جنديًا إسرائيليًا".

وأضافوا أن "الطريق للعملية في مخيم جنين لم يكن سهلاً، حيث تم تنفيذ جزء منها بطريقة الدخول عبر مركبات عسكرية، والجزء الآخر سيرًا على الأقدام، وكان الأمر الذي تلقيناه هو تطويق المخيم، هاجمنا المسلحون الفلسطينيون منذ اليوم الأول، انتقلنا من منزل لآخر، وكل شيء محاصر بالقنابل والمتفجرات في كل مكان، حيث انفتحت النار نحونا، وأحيانا كنا نغادر القتال لحضور جنازات رفاقنا الذين قتلوا في المعارك".

كثير من التفاصيل يذكرها الجنود الإسرائيليون بعد عشرين عاما على اندلاع تلك العملية، ومنها وجود مظاهر من الفوضى في أوساطهم، وتجاوز عدد الجنود لكمية المعدات القتالية، لكن القرار كان تطويق مخيم جنين أمام المقاومين الذين ينتظرونهم، ولذلك بدأ نوع من القتال البطيء للغاية داخل المخيم، كل شيء مزدحم للغاية، خاصة إطلاق النار على جنود الاحتلال، استمر القتال قرابة أسبوع، حتى استخدم جيش الاحتلال آلته التدميرية القاتلة ضد الفلسطينيين المدنيين، وهدم منازلهم فوق رؤوسهم.

داني كوشمارو مراسل "القناة 12"، ذكر في تقرير تلفزيوني مصور ترجمته "عربي21" أن "عشرين سنة مرت بالضبط منذ ما وصفها "المسيرة السوداء"، وهي أكثر الشهور دموية في الهجمات المسلحة التي شهدتها إسرائيل على الإطلاق، حيث امتلأت الأخبار بهجمات انتحارية، أحيانًا يومًا بعد يوم، وأحيانًا عدة عمليات في نفس اليوم، وكان السؤال الشائع بين الإسرائيليين حينها: كم عدد القتلى هذه المرة، وصولا إلى عملية تفجير فندق بارك بمدينة نتانيا، أكثر العمليات دموية في تاريخ إسرائيل".

وأضاف أن "عملية الفندق التي أسفرت عن قتل 30 يهودياً، وإصابة 160 آخرين، شكلت بداية تنفيذ عملية السور الواقي في الضفة الغربية، مع أن الجيش نفذ قبل أسابيع قليلة عملية أسماها "رياح الخريف" في جنين، حيث أطلق عدد من المسلحين الفلسطينيين النار على الجنود، الذين لم يتمكنوا من التقدم في المخيم، لأنهم لم يقاتلوا أمام جنود نظاميين، هؤلاء مسلحون يطلقون النار ببنادق كلاشينكوف من النافذة، وينسحبون، ويقنصون الجنود، لا سيما في العنق، ليس لديك معركة منظمة".

0
التعليقات (0)