سياسة دولية

طهران ترفض إعاقة محادثات النووي وتطلب توضيحا روسيا

 أعلنت الخارجية الإيرانية، الاثنين، أنها لا تزال تنتظر من روسيا "تفاصيل" بشأن طلب موسكو ضمانات أمريكية- جيتي
أعلنت الخارجية الإيرانية، الاثنين، أنها لا تزال تنتظر من روسيا "تفاصيل" بشأن طلب موسكو ضمانات أمريكية- جيتي

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن طهران لن تسمح لأي طرف أجنبي بالمساس بمصالحها في المحادثات الجارية في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني، وفق وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "ارنا".

تصريحات عبد اللهيان جاءت خلال لقائه بعدد من نواب البرلمان، الاثنين، حيث قال إن "الجمهورية الإسلامية إذ ترحب بالتوصل إلى اتفاق جيد وقوي خلال المفاوضات، تؤكد على رعاية خطوطها الحمراء والحصول على ضمانات اقتصادية مؤثرة والدفاع عن مصالحها بأعلى مستوى".

وفي ذات السياق أعلنت الخارجية الإيرانية، الاثنين، أنها لا تزال تنتظر من روسيا "تفاصيل" بشأن طلب موسكو ضمانات أمريكية بعدم تأثير العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا، على تعاونها مع طهران في إطار الاتفاق النووي.

وترافق كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، عن طلب بلاده هذه الضمانات المكتوبة، مع مراحل حاسمة في مباحثات فيينا بين إيران والقوى الكبرى لإحياء اتفاق عام 2015 الذي انسحبت منه واشنطن أحاديا في 2018.

وأثار الموقف الروسي المستجد مخاوف من تعقّد إنجاز تفاهم سريعا في فيينا كما كانت ترغب الأطراف الغربية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي: "سمعنا ورأينا تصريحات السيد لافروف عبر وسائل الإعلام (...) نحن ننتظر التفاصيل عبر القناة الدبلوماسية".

وأكد خطيب زاده ضرورة ألا "يكون التعاون المدني السلمي لإيران مع دول أخرى، بما فيها روسيا، خاضعا لأي عقوبة، لا سيما في حال كانت هذه العقوبات مفروضة من قبل طرف بعينه" وليس من قبل الأمم المتحدة مباشرة.

من جهتها حذرت فرنسا، الاثنين، روسيا من اللجوء إلى الابتزاز في المساعي الرامية لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.

والسبت، وصف مسؤول إيراني رفيع في تصريحات لرويترز الخطوة الروسية بأنها غير بناءة.

 

اقرأ أيضا: انتقاد إيراني لطلب روسيا ضمانات قد تنسف "اتفاق النووي"

وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية للصحفيين مساء الأحد إن الدبلوماسيين يميلون للتعامل مع كل قضية حسب أهميتها دون خلط القضايا.

وأضاف للصحفيين: "لأن ما هو خلاف ذلك في الواقع ابتزاز وليس دبلوماسية".

ويقول مسؤولون غربيون إن هناك اهتماما مشتركا بتحاشي نشوب أزمة على صعيد الانتشار النووي وإنهم يحاولون التأكد مما إذا كانت مطالب روسيا متعلقة فقط بالتزاماتها بالاتفاق النووي الإيراني، وأشاروا إلى أن ذلك قد يكون ممكنا لكن ما هو أبعد من ذلك سيشكل معضلة.

وحث المسؤول في الرئاسة الفرنسية روسيا على تقييم ما هو على المحك في فيينا "ألا وهو عودة إيران لاحترام التزاماتها" بموجب الاتفاق النووي.

وعلى خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا اعتبارا من 24 شباط/فبراير، فرضت أطراف غربية عدة تتقدمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على روسيا.

وقال لافروف إن ذلك يسبّب "مشكلات" لروسيا، ما دفعها لتطلب من الأمريكيين "ضمانات مكتوبة (...) بأن العقوبات لن تؤثر على حقنا في التعاون الحر والكامل التجاري والاقتصادي والاستثماري والتقني العسكري مع إيران".

وتعليقا على هذه المطالب، نفى نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن أن يكون ثمة رابط بين العقوبات على روسيا وأي دور قد تؤديه في إطار الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي في حال تم تفعيله مجددا.

وقال لمحطة "سي بي أس" الأمريكية، الأحد: "لا رابط بين المسألتين بأي شكل من الأشكال"، معتبرا أن ذلك يجعل المطالب الروسية "خارج السياق".

وأضاف: "من مصلحة روسيا بغض النظر عن أي شيء آخر أن تكون إيران غير قادرة على امتلاك سلاح نووي أو ألا تمتلك القدرة على إنتاج سلاح بسرعة كبيرة"، وأن ذلك يبقى "ساريًا بغض النظر عن علاقتنا بروسيا منذ غزوها لأوكرانيا".

وأدت روسيا دورا أساسيا في التفاوض الذي أدى إلى إبرام اتفاق 2015، وأيضا في خطواته التطبيقية، خصوصا نقل كميات من اليورانيوم المخصّب من إيران إلى أراضيها، وتوفير دعم لطهران في برنامجها النووي المدني.

وخلال مباحثات فيينا التي بدأت قبل 11 شهرا، ساهمت موسكو في التوسط بين طهران وواشنطن اللتين لا تلتقيان مباشرة.

إلا أنّ دخول التفاوض مراحله الدقيقة، ترافق مع أزمة جيوسياسية دولية غير مسبوقة منذ عقود بين موسكو وواشنطن. وشدد خطيب زاده على أن "مقاربة روسيا كانت حتى الآن بنّاءة في سبيل التوصل إلى اتفاق جماعي في فيينا".

التعليقات (0)