اقتصاد دولي

ارتفاع أسعار الغذاء العالمية إلى أعلى مستوى في التاريخ

أسعار الغذاء قفزت في فبراير بنسبة 20.7 بالمئة على أساس سنوي- جيتي
أسعار الغذاء قفزت في فبراير بنسبة 20.7 بالمئة على أساس سنوي- جيتي

سجلت أسعار الغذاء العالمية ارتفاعا قياسيا جديدا، وصعدت بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" إلى أعلى مستوى في التاريخ.

 

وقالت المنظمة، في بيان، الجمعة، إن أسعار الغذاء على مستوى العالم سجلت ارتفاعا قياسيا في شباط/فبراير، وقفزت بنسبة 20.7 بالمئة على أساس سنوي، وفي مقدمتها الزيوت النباتية ومنتجات الألبان.

 

وبلغ مؤشر "فاو" لأسعار الغذاء، الذي يتتبع السلع الغذائية الأكثر تداولا على مستوى العالم، ما متوسطه 140.7 نقطة في شباط/فبراير مقابل 135.4 في كانون الثاني/يناير، وهو أعلى مستوى للمؤشر على الإطلاق، وفقا لـ"سي أن أن".

وساهم ارتفاع أسعار المواد الغذائية في زيادة التضخم مع تعافي الاقتصادات من أزمة فيروس كورونا، فيما تحذر المنظمة من أن ارتفاع التكاليف قد يعرض السكان الأشد فقرا للخطر في الدول التي تعتمد على الواردات.

كما أصدرت المنظمة التي مقرها في روما أول توقعاتها لإنتاج الحبوب في 2022، وترى أن إنتاج القمح العالمي سيرتفع إلى 790 مليون طن من 775.4 مليونا في 2021.

 

وأضافت: "قاد مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية هذه الزيادة، إذ ارتفع بنسبة 8.5 في المائة عن الشهر الماضي ليصل إلى مستوى قياسي جديد، مدفوعًا في الغالب بزيادة أسعار زيوت النخيل وفول الصويا ودوّار الشمس".

 

وتابعت: "كانت الزيادة الحادة في مؤشر أسعار الخضروات مدفوعة بشكل أساسي بالطلب العالمي المستدام على الواردات، والتي تزامنت مع بعض العوامل على جانب العرض، بما في ذلك انخفاض توافر الكميات المتاحة للتصدير من زيت النخيل من إندونيسيا، وهي المصدّر الأكبر في العالم، وانخفاض توقعات إنتاج فول الصويا في أمريكا الجنوبية، والشواغل بشأن انخفاض صادرات زيت دوّار الشمس بسبب الاضطرابات في منطقة البحر الأسود".

وأردفت: "كان متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان أعلى بنسبة 6.4 في المائة في فبراير/شباط مقارنة بيناير/كانون الثاني، مدعومًا بانخفاض أكثر من المتوقع في إمدادات الحليب في أوروبا الغربية وأوسيانيا، فضلا عن الطلب المستمر على الواردات، خاصة من شمال آسيا والشرق الأوسط".

وقالت المنظمة: "ارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب بنسبة 3.0 في المائة عن الشهر الماضي، مدفوعا بارتفاع عروض أسعار الحبوب الخشنة، مع ارتفاع الأسعار الدولية للذرة بنسبة 5.1 في المائة، وذلك بسبب مجموعة من الشواغل المستمرة بشأن ظروف المحاصيل في أمريكا الجنوبية، وحالة عدم اليقين بشأن صادرات الذرة من أوكرانيا، وارتفاع أسعار تصدير القمح. وقد ارتفعت الأسعار العالمية للقمح بنسبة 2.1 في المائة، وهو ما يعكس إلى حد كبير حالة عدم اليقين بشأن تدفقات الإمدادات العالمية من موانئ البحر الأسود".

وأضافت: "ارتفعت الأسعار الدولية للأرزّ بنسبة 1.1 في المائة، مدعومة بالطلب القوي على الأرز العطري من المشترين الآسيويين في الشرق الأدنى، وارتفاع قيمة عملات بعض المصدرين مقابل الدولار الأمريكي".

وأردفت: "ارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم بنسبة 1.1 في المائة عن شهر يناير/كانون الثاني، إذ بلغت الأسعار الدولية للحوم الأبقار مستوى قياسيًا جديدًا وسط طلب عالمي قوي على الواردات وانكماش إمدادات الماشية الجاهزة للذبح في البرازيل وارتفاع الطلب على إعادة تكوين القطعان في أستراليا. وفي مقابل ارتفاع أسعار لحوم الخنزير، انخفضت أسعار لحوم الغنم والدواجن، ويرجع ذلك جزئيًا، على التوالي، إلى ارتفاع إمدادات التصدير في أوسيانيا وانخفاض واردات الصين بعد نهاية مهرجان الربيع".

وتراجع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر بنسبة 1.9 في المائة وسط توقعات الإنتاج المواتية في البلدان المصدرة الرئيسية مثل الهند وتايلند، فضلًا عن تحسّن ظروف الزراعة في البرازيل.

 

 

التعليقات (1)
كاظم صابر
الأحد، 06-03-2022 02:43 م
لا شك أن العرب قديماً كانوا أرقى من عرب اليوم من حيث فهم الوقائع الجارية و الاستعداد للمستقبل . الشاعر المخضرم عمرو بن معدي كرب له قصيدة رائعة علمونا إياها في المدارس ثم جرى حذفها من منهج اللغة العربية ، لمن جاء بعدنا ، مع أنها ليست ضد أمريكا و أتباعها . مطلع القصيدة (ليس الجمالُ بمئزرٍ ** فاعلم وإن رُدِّيتَ بُردا) أي أنه ليس معيار الجمال بما نلبسه من ثياب و إنما معيار الجمال في شيء آخر يقوله في البيت الثاني . تمضي القصيدة إلى الأبيات الثلاثة المتتابعة ( أَعددتُ للحَدَثانِ سا ** بغةً وَعَدَّاءً عَلَندى . نَهداً وذا شُطَبٍ يَقُدُّ ** البَيضَ والأبدانَ قَدَّا . وعلمتُ أنّي يومَ ذا ** كَ مُنازِلٌ كعباً وَنَهدا ) . هذه الأبيات تعني الإعداد لحوادث الزمان باقتناء درع واسعة و فرس كثيرة الجري ضخمة غليظة و سيف يمزق الحديد و الأبدان ، و كل ذلك لمنازلة قبيلتين . الشاهد في الموضوع أن هذا الفارس اليماني كان يتحدث عن الاستعداد بوسائل حربية لمجابهة الأخطار ، لكن بما أن "السلام صار خيارنا الاستراتيجي" حسب وصفة أنظمتنا الحكيييمة ، ننتقل للاستعداد لمجابهة خطر ارتفاع أسعار الغذاء المستورد بما أننا كعرب حائزين على بطولة العالم في الاستيراد حيث ربما يأتي زمان لا يتوفر فيه ما نستورده أو لا يتيسر وصوله إلينا . أين زراعة القمح في مصر و حوران (بلاد الشام) و السعودية ؟ أين الوعود التي كانت بتحويل السودان إلى سلة غذاء العرب ؟ أين زراعة الفواكه و الخضروات فيما كان يسمى الهلال الخصيب ؟ لماذا كانت سوريا قبل عام 1963 فيها اكتفاء ذاتي من حيث الأغذية و صارت الآن عاجزة عن توفير أرغفة الخبز للشعب ؟ أين الأمن الغذائي ؟ هل بالفعل توجد سياسة استعمارية مفروضة تمنع إنتاج السلع الغذائية ؟ يا خيبة أمة لا تأكل مما تزرع و لا تلبس مما تصنع .