ملفات وتقارير

الخان الأحمر.. البوابة الشرقية للقدس مهددة بالهدم ورفض كبير

الجهالين: من القدس إلى البحر الميت لا توجد على طول هذه المنطقة أي قرية أو مخيم فلسطيني إلا الخان الأحمر- عربي21
الجهالين: من القدس إلى البحر الميت لا توجد على طول هذه المنطقة أي قرية أو مخيم فلسطيني إلا الخان الأحمر- عربي21

أكد مسؤولان من قرية الخان الأحمر الفلسطينية، رفض السكان القاطع لأي مخطط لحكومة الاحتلال الإسرائيلي ينتقص من حقهم في أرضهم وقراهم، ولو كان نقل منازلهم مسافة متر واحد فقط.

وكشفت "القناة 12" الإسرائيلية في تقرير لها نشر مساء الثلاثاء الماضي، عن مخطط إسرائيلي جديد يهدف إلى إخلاء قرية الخان الأحمر شرقي مدينة القدس المحتلة وطرد سكانها.

وأكدت القناة أن "أحد الخيارات التي تدرسها الحكومة في قضية الخان الأحمر، هو إخلاء القرية وإعادة اقامتها على بُعد 300 متر من المكان الأصلي على أراضي دولة بعيدا عن الطريق القريب"، زاعمة أن "المخطط التفصيلي سيحل التعقيد أمام المحكمة العليا في إسرائيل".

"المخطط لن يمر"

وعن موقف سكان الخان الأحمر من المخطط الإسرائيلي، أكد رئيس مجلس قروي عرب الجهالين، داود الجهالين، أن "أي مقترح من الإدارة المدنية للاحتلال، مرفوض جملة وتفصيلا".

وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "رسالتنا واضحة؛ إما البناء وتطوير وتثبيت السكان في أماكن إقامتهم بأراضيهم بدون نقل أي منزل من مكانه ولو لمسافة متر واحد، أو العودة إلى النقب في منطقة "عراد" التي هجرنا منها عام 1948، وهي أرض الآباء والأجداد".

وأوضح الجهالين أن "التعامل اليوم هو مع حكومات يمينية متطرفة بحتة، أفلست في السنوات الماضية في إخلاء الخان الأحمر، وهي تسعى إلى إرضاء اليمين الإسرائيلي بفعل شيء ما وقامت بنقل السكان ولو لمسافة 300 متر، وكل هذه فقاعات إعلامية".

ونبه إلى أنه "في حال ذهبت الحكومة بشكل جدي لتنفيذ هذا المخطط، فإننا ومعنا أبناء شعبنا الفلسطيني والمتضامون معنا سنواجهه بقوة ولن نسمح بتمرير أي مخطط لنقل السكان من أماكن سكناهم الحالي".

بدوره، أكد رئيس مجلس قروي الخان الأحمر، عيد الجهالين، أن "قوات الاحتلال تريد فلسطين كاملة من البحر إلى النهر بدون أي فلسطيني وليس فقط الخان الأحمر، ولإثبات ذلك، فما عليك سوى النظر لما يجري في النقب وغيرها من المدن الفلسطينية، وكل هذا يأتي في إطار قانون القومية الإسرائيلي الذي أقر قبل نحو عام".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "سلطات الاحتلال لم تأت للتفاوض مع سكان الخان الأحمر، ولم نسمع عن هذا المخطط إلا من خلال وسائل الإعلام".

وأكد الجهالين، أن "سكان القرية يرفضون المشاريع الإسرائيلية، وسبق أيضا أن رفض السكان مشاريع إسرائيلية سابقة قبل 10 سنوات وآخر في 2018 لنقل السكان في منطقة "أبو ديس" بالقرب من مكب النفايات، وهذا المشروع ستتم مواجهته من قبل السكان"، مشددا على أن "السكان يرفضون التحرك من أرضهم لأي مسافة؛ لا 300 متر ولا غيرها".

 



حزام استيطاني

وعن السبب الحقيقي الذي يقف خلف إصرار الاحتلال على هدم قرية الخان الأحمر، أوضح رئيس المجلس القروي أن "لدى الاحتلال مشروعا ضخما؛ فمن القدس المحتلة وحتى البحر الميت لا يوجد على طول هذه المنطقة أي قرية أو مخيم فلسطيني إلا قرية الخان الأحمر".

وأشار إلى أن "الاحتلال أغلق مدينة القدس بحزام من المستوطنات من الغرب والشمال والجنوب، ولم يبق للعرب والفلسطينيين إلا البوابة الشرقية، حتى إن للاحتلال عدة مستوطنات من الشرق، هي "معاليه أدوميم" و"كفار أدوميم" و"ألون" و"ميشور أدوميم"، وكل هذه المستوطنات هي عبارة عن حزام (استيطاني أمني) للواجهة والبوابة الشرقية للقدس".

وأضاف: "هنا تظهر أهمية قرية الخان الأحمر؛ التي تقف أمام إغلاق واكتمال هذا الحزام وتمدد هذه المستوطنات، هم يريدون اقتلاع هذه القرية لاكتمال الحزام على القدس من الجهة الشرقية وهذا أولا، أيضا يسعى الاحتلال إلى أن تكون حدود بلدية القدس حتى البحر الميت، والذي يعيق هذا المشروع الإسرائيلي هو قرية الخان الأحمر".

ونبه الجهالين إلى أنه "في حال تم اقتلاع قرية الخان الأحمر التي يسكنها حاليا نحو 200 نسمة، فستكون حدود بلدية القدس البحر الميت، وعندها سيكون سكان محافظة بيت لحم بحاجة إلى تصريح عندما يريدون الذهاب إلى رام الله، وسيحتاجون إلى تصريح إسرائيلي لدخول القدس، وبالتالي قطع الضفة الغربية المحتلة شمالا وجنوبا، فالمشروع الإسرائيلي أكبر من قرية ومدرسة..".

ولفت إلى أنه من شرق منطقة العيزرية بالقدس المحتلة وحتى حدود "النبي موسى" هناك 26 تجمعا سكانيا لبدو من قبيلة الجهالين، تضم نحو 3000 نسمة في إحصائية لـ"أوتشا" (مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنساني) صدرت قبل 5 سنوات.

وذكرت "القناة 12" في تقريرها أنه "بعد تأجيلات متكررة على مر السنين، فإنه سيتم أخيرا إخلاء الخان الأحمر الواقع بالقرب من الطريق السريع "1"، وذلك وفقا لحل صاغته المؤسسة العسكرية ومجلس الأمن القومي استعدادا لجلسة استماع حاسمة في المحكمة العليا في أوائل آذار/ مارس القادم".

واعتبرت أن قرية الخان الأحمر الفلسطينية التي تقع بين مستوطنات "كفار أدوميم" و"ميشور أدوميم"، تقف مثل "شوكة في حلق الحكومات الأخيرة".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي الرسمي "كان"، أنه منذ الكشف عن المخطط الجديد فإن الأوضاع في اليمين الإسرائيلي "هائجة مائجة".

وقال رئيس "الصهيونية المتدينة" بتسالئيل سموتريتش: "ما من خط أحمر لن تتجاوزه حكومة "بينيت شاكيد عباس" من أجل بقائها السياسي"، معتبرا أن ما تخطط له هو "عمل غبي من النواحي القومية والصهيونية والأمنية والاستراتيجية".

 

اقرأ أيضا: مخطط إسرائيلي جديد لإخلاء قرية الخان الأحمر


التعليقات (0)