حقوق وحريات

أطفال فلسطين يحتفلون بيومهم و"عربي21" تسألهم عن آمالهم

أوقفت مراكز الطفولة الفلسطينية جميع أنشطتها لهذا العام بسبب فيروس كورونا- عربي21
أوقفت مراكز الطفولة الفلسطينية جميع أنشطتها لهذا العام بسبب فيروس كورونا- عربي21

ما زال الطفل الفلسطيني في يومه، يعيش ظروفا صعبة ومريرة للغاية بسبب الاحتلال الإسرائيلي، الذي فاقم من معاناة هذه الفئة، التي تحلم بغد أفضل.


ويحتفل الشعب الفلسطيني بكافة مؤسساته الرسمية والمجتمعية في 5 من نيسان/ أبريل من كل عام بيوم الطفل الفلسطيني، الذي أعلن عنه في ذات اليوم من عام 1995، الرئيس الراحل ياسر عرفات، ولكن مع تفشي وباء كورونا هذا العام، جمدت الفعاليات، وأعلن عن بعضها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.


الطفل موسى محمد حلس (13 عاما) الذي يلتزم بمنزله في مدينة غزة، ذكر أنه يحاول أن يستغل وجوده بالبيت، في اللعب الهادف بلعبة "السلم والحية" التي تشير إلى العديد من النصائح في التعامل مع وباء كورونا، موضحا أنه يقوم في بعض الأوقات، بصناعة طائرات ورقية بالتعاون مع إخوانه، واللعب سويا، إضافة إلى محاولة تعلم العزف على البيانو.


ولفت في حديثه لـ"عربي21" إلى أنه يقوم بمساعدة والدته في أعمال البيت المختلفة، معربا عن أمله في مستقبل أفضل له ولجميع أطفال فلسطين، وأن يتمكن من الالتحاق بالجامعة ودراسة الطب البشري.


الطفل حلس لم تغب عن باله اعتداءات الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وخاصة فئة الأطفال، رأى أنه من الضروري أن "يوقف الاحتلال هذه الاعتداءات، وأن يلتزم بما جاء في اتفاقيات حقوق الطفل العالمية".


واقع مرير


بدورها، أوضحت مديرة مركز إسعاد الطفولة التابع لبلدية غزة، فريـال حلس، أن "المركز أوقف جميع الأنشطة الخاصة به بسبب فيروس كورونا، من أجل حماية ووقاية الأطفال من هذا المرض".


وأكدت في حديثها لـ"عربي21"، أن "الطفل الفلسطيني في ظل الحصار، يعيش في واقع مرير، يحرمه من أدنى حقوقه المتمثلة، بالتعليم واللعب؛ وهي من أهم جوانب النمو الصحي للإنسان في مرحلة الطفولة"، منوهة إلى أن "كافة المؤسسات المهتمة بالطفل في الجانب الترفيهي والداعمة للتعليم، متوقفة عن العمل منذ 50 يوما؛ بسبب فيروس كورونا".

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يواصل اعتقال 200 طفل عشية يومهم الفلسطيني


وفي ظل هذا "الواقع المرير"، دعت حلس كافة المؤسسات إلى التعاون وتكاتف الجهود، من أجل إنقاذ الطفولة الفلسطينية، التي تزخر بالعقول المبدعة، رغم الحصار وقلة الإمكانيات".


ولفتت إلى أن المركز "على تواصل مستمر مع الأهالي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفحته على "فيسبوك"، ويتم نشر العديد من المنشورات للتوعية من خطورة هذا المرض وطرق الوقاية، ويقدم برنامجا إرشاديا وأنشطة يومية للطفل والأهل معا".


وذكرت أن مركز إسعاد الطفولة، أعلن السبت عن مسابقة رسم عبر الصفحة للأطفال في بيوتهم، من أجل "التعبير عن غد ومستقبل مشرقين بعد زوال هذا الخطر المتمثل في كورونا".


الطفل الأسير

 
وحول واقع الطفل الفلسطيني الأسير في سجون الاحتلال، أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، أن "أطفال فلسطين على دوام كانوا في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، ولكن في آخر 4 سنوات، كان الاستهداف جليا، وتناول كافة جوانب حياتهم؛ عطلت دراستهم، واستنزفت طاقاتهم الذهنية والعصبية".


وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21": "الطفل الفلسطيني لوحق وسجن وعذب من قبل الاحتلال، وفرض على بعضهم الحبس المنزلي، وتم اعتقال بعضهم"، منوها أن عدد الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال "بلغ اليوم 180 طفلا فلسطينيا، موزعين على 3 سجون، هي مجدو ودامون وهشارون".


وأوضح فارس، أن "وضع الأطفال الأسرى كما باقي الأسرى، وضع مزر، ورغم النداءات والانتقادات المتعددة من جهات دولية كثيرة وجهت لإسرائيل، إلا أنها مستمرة في سياساتها القمعية في مسعى حثيث لاستهداف الأجيال القادمة، وخلق جيل مشوه مرعوب من الاحتلال، ولكن المعطيات العملية تشير إلى أن إسرائيل لم تحقق ما تهدف إليه".


ونوه إلى أن "سلطات الاحتلال تتصرف في بعض الأحيان من واقع إحباطها، لأنها لم تحقق حالة الردع التي ترجوها، وعندما تشعر أنها لم تحقق أهدافها ترفع من وتيرة القمع، حتى وصلت لمستوى وحشي وعنصري، بما لا يحترم أدنى المعايير الدولية".


ونبه رئيس نادي الأسير، أن المطلوب إزاء هذا الواقع المرير، من كافة المؤسسات الدولية والفلسطينية الرسمية والمجتمعية، هو "الخروج عن الطريقة النمطية في التعامل مع هذا الملف، كما أن الخطاب المعتمد لدى المنظمات الدولية، لم يعد مجديا، ولا يغطي الحاجة، وعليهم رفع الوتيرة كي يتحول إلى ممارسة الضغط على إسرائيل".

التعليقات (0)