قضايا وآراء

عندما يتأرجح "الكائن السيساوي" بين شماعة الإخوان وشماعة الإرهاب

محمد عماد صابر
1300x600
1300x600
إن من أشهر طبائع الاستبداد والفساد فكرة البحث عن شماعة لتبرير الفشل، والتي تعتبر إحدى الركائز الأساسية لمكونات النظم الاستبدادية الفاشلة، التي لا تعترف بالخطأ، وليس لديها استعداد للمساءلة والمحاكمة أو حتى الاعتذار.

وكعادة أبواق النظام السيساوي من المطبلين والهتيفة والمرقعين، يستمر الخوض في مستنقع التبرير لفشل النظام وخطاياه بحق الشعب المصري، فإذا ما أعياهم الأمر وفشلوا في إحداث قناعات بتبريراتهم لدى المجتمع، لا يجدون في مستنقعهم غير شماعة الإخوان أو شماعة الإرهاب فيُخرجون أيا منهما أو كليهما، ليلقوا بالتبعة على الآخرين ويحملونهم أسباب الفشل والخطيئة!! دون أن يحدثوننا عن نجاحات نظام السيسي في التعاطي مع قضايا وحاجات ومشكلات المجتمع المصري وما تحقق من إنجازات في هذا الشأن.

وعلى الرغم من أن هذه الشماعات صارت كما يقولون "موضة قديمة"، أضف إلى ذلك أن الشعب المصري ليس بذاك الغباء الذي يظنونه، إلا أنك تجد إصرارا عجيبا على استخدامها من قبل هذه الأبواق، ليدللوا على أن الرويبضة والفاشلين هم من يمسكون زمام الأمور ومقاليد السلطة في هذا الزمان!

الإخوان شماعة لكل فاشل:

إن العسكر يحكمون مصر منذ أكثر من ستين عاما، ثم تجد أن نكبات حكمهم وفكرهم تحسب على الإسلاميين، وبخاصة الإخوان منهم!! إنها قمة اللامعقولية واللامسؤولية.

فقد أصبح واضحا أن نظام السيسي كلما انتهت به مشاريعه وبرامجه وخططه للفشل، وكلما فشل في أداء مهمته أو عمله، سارع إلى إلقاء المسؤولية على الإخوان!! وذلك بهدف تشويه جماعة الإخوان المسلمين، أو من يدافع عنها أو يتعاطف معها، فيصير الإخوان سبب كل المشكلات والأزمات والمصائب والكوارث الكونية، مما يعطيه المبرر لعدم التحرك لعلاج أي من هذه الأمور!

لكن ما لا يعلمه أغبياء النظام وأبواقه وشلة الهتيفة، أن استخدام هذه الفكرة "الشماعة" مع استمرار الفشل وديمومته على كل صعيد، إضافة إلى تنوع الأخطاء، سيصرف المجتمع عن السماع لهم مع ازدياد قناعته بأنه تعرض للغش وللخداع.

ومع فشل النظام الانقلابي في السيطرة على وباء كورونا، وعجز وزارة الصحة بحكومة الانقلاب عن التعامل معه أو اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية، مما أدى إلى انتشاره بين الشعب المصري، كانت شماعة الإخوان (بديل شماعة الإرهاب) فرصة لهروب المقصرين عن مسؤوليتهم، واستحضار المعزوفة القديمة: (الكوارث والأزمات التي تمر بها مصر سببها الإخوان)!

هؤلاء لا يدركون أن هذه النغمة، لم تعد تنطلي على الشعب المصري، وأن رصيد النظام الانقلابي آخذ في التلاشي، بسبب الاستمرار في نفس سياسات عدم الاعتراف بالأخطاء، خاصة وأن الأمر يتعلق بأرواح المصريين.

إن استخدام نظام الانقلاب العسكري، وأبواقه شماعة الإخوان المسلمين لـتبرير فشلهم أمام جائحة كورونا، يمثل إفلاسا سياسيا ومحاولة مفضوحة لخداع الشعب المصري.

إن نظام العسكر (نظام الاستبداد والفساد والتبعية) أكبر تهديد لمصر، بل هو أكبر من تهديد وباء كورونا. فالسيسي ونظامه وأبواقه لا يأبهون بحياة المصريين، فلا "كورونا" ولا سواه سيلجمهم، بل سيواصلون عدوانهم على الناس، ما لم يمنعهم الشعب المصري.

لقد استثمر هذا النظام في صناعة الموت في سوريا وليبيا، واستثمر في مشاهد القتل والإبادة في سيناء، كما استثمر في القمع والتنكيل والاضطهاد والخداع والنهب بحق الشعب المصري أكثر مما استثمر في الحياة والصحة، فلم يدرك هذا النظام أن الطبيب والباحث والمعلم والفلاح والصانع.. هم جنود الوطن، بل سعى إلى تدميرهم طيلة سبعة عقود، فكانت النتيجة وقوف نظامه الصحي عاجزاً أمام فيروس كورونا.

ومع جائحة كورونا يصيبك ضحك كالبكاء، فها هو نظام الانقلاب يقوم بعملية استنفار أمني وعسكري ديكوري أكثر من الاستنفار الصحي، في مشهد عبثي ليضفي على منظومة العسكر وجوب الامتنان لها والتسبيح بحمدها، على الرغم من سعيها لسلب أموال المصريين من خلال بيع المستلزمات اللازمة لمكافحة الوباء للشعب وإجراء التحاليل بمقابل مادي يعجز عنه المصريون.

ويبقى السؤال: ماذا لو خُصصت أموال المهرجانات والترفيه والفن والرقص والمسلسلات... لصالح بناء منظومة صحية وتعليمية متكاملة؟! إن سلامة الإنسان جوهر الأمن القومي، لكن سرطان الاستبداد والفساد الذي يكمن في نظام العسكر، يحول دون الحفاظ عليها.

إن مما كشفه فيروس "كورونا" أن أسس النهضة والتنمية في مصر غير ممكنة في ظل النظام العسكري الاستبدادي الفاسد الذي صادر كل أسباب التنمية، وعلى رأسها البنية الصحية للفرد والمجتمع والدولة.

إن الحق والباطل كفلق الليل والنهار يتصارعان إلى يوم القيامة.

لكن الكاتب السيساوي ومن على شاكلته، لا يفقهون المآلات، ولا يعلمون أنهم مجرد أدوات، ولا يدركون أن الطغيان الذي ينصرونه سيتخلص منهم لاحقا.

إنهم يمثلون حالات مستعصية من السقوط بلا قاع، والعمى بعد عطب الضمير.

".. فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ".
التعليقات (2)
adem
الأربعاء، 01-04-2020 08:25 م
المشكل في المخلصين لدينهم و وطنهم و أمّتهم الذين يتعاملون مع الوضع الخطير بتردّد شديد تنقصهم الجرأة الشجاعة الحنكة ..... الانتقال إلى الفعل الخاطف المنظم المحكم لعملية جراحية عميقة دقيقة . أمّا أدوات النظام الإجرامي من أشباه القضاة و الإعلاميين و...... فيجب أن تقام في حقّهم محاكم ثورية فورية لينالوا جزاءهم ويكونوا عبرة للمعتبرين .
محمد حسن
الأربعاء، 01-04-2020 02:43 م
اعتقد ان الاهم من البحث عن فشل الانقلابيين و انصراف الناس عن اكاذيبهم, هو ماذا سيفعل المعارضون و كيف يستعيدون وحدة صفوفهم, و كيف سينقذون هذه الجموع الواقعة تحت تأثير اعلام الانقلاب و دعايته.....الكائن السيساوي الذي اشرت اليه هو مجرد اداة...انه حتى لا يستحق ان تكتب فيه هذا المقال ..و هناك في كل زمان و مكان كثيرون يقبلون بهذا الدور الخدمي....دعك من كل هؤلاء و لنجب على السؤال الاهم: ما الذي يجب على معارضي الانقلاب فعله