مقالات مختارة

الشيخ محمد بن زايد وسوريا وإسرائيل واليمن وليبيا

محمد صالح المسفر
1300x600
1300x600

قرأت مقالا في صحيفة العربي الجديد في 29/3/2020 مؤداه أن الشيخ محمد بن زايد اجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس بشار الأسد الذي عضوية بلاده في جامعة الدول العربية معلقة منذ عشر سنوات، ومقاطعة سوريا الدولة طالما لم ينه حربه المفتوحة على الشعب السوري عامة المطالبين بالإصلاح والعدالة، وطالما لم يستجب للمناشدات الدولية التي وضعت قواعد الحل السياسي السلمي للمسألة السورية. كانت مناسبة اتصال الشيخ محمد بن زايد ببشار الأسد بسبب انتشار وباء " كورونا" الرهيب.


يقول الخبر أن الشيخ محمد والرئيس بشار بحثا مستجدات " فيروس كورونا والتدابير الاحترازية المتخذة في البلدين للتصدي له. وان بن زايد اعلن دعم بلاده لمساعدة الشعب السوري في هذه الظروف الصعبة.


(2)
ليس عندي اعتراض على الاتصال هذا والاهتمام بحال الشعب السوري الشقيق، لكن كان بودي أن يعلن الشيخ محمد بن زايد اعتراضه ورفضه لاستمرار الحرب ضد الشعب السوري التي يشنها النظام وحلفاؤه الروس والفرس والمليشيات الطائفية، والتي راح ضحيتها اكثر من مليون شهيد كما تقول المعلومات الموثقة واكثر من أربعة ملايين لاجي وملايين من النازحين والمهجرين في البراري والقفار السورية بحثا عن الأمان.


ويطلب من الأسد إنهاء هذه الحرب الملعونة. ويواجهه بالحقيقة بان نظام بشار الأسد لم يحقق انتصارا في كل المعارك ضد الشعب، فالمنتصر في هذه الحرب الفرس والروس، وان الخاسر الأكبر هو النظام لان هيبته سقطت ولم تعد سوريا الحبيبة دولة عربية ذات سيادة، فالسيادة السورية يتقاسمها الروس والفرس ومليشياتهم. إذا كان الشيخ محمد بن زايد حريصا على سلامة الشعب السوري من وباء "كورونا " فمن الأولى أن يكون حريصا عليه من البراميل المتفجرة التي يطلقها النظام من الجو على رؤوس الأبرياء والممتلكات، ومنع استخدام أسلحة الدمار الشامل المعدلة ضد الشعب السوري وإخراج جميع المليشيات الطائفية من سوريا وكذلك وقف جميع الغارات الجوية الروسية والسورية على الشعب. كنت أتمنى أن يمارس الشيخ محمد كل نفوذه المالي وعبقريته على بشار الأسد وإقناع الأخير بالوقف الفوري للحرب على الشعب والاستجابة لمطالب عباد الله السوريين.


( 3)
إذا كان سمو الشيخ محمد بن زايد حريصا على حياة ورفاهية الشعب السوري، فلما لا يكون حريصا على الشعب الليبي أيضا الذي تقول كل وكالات الأنباء العالمية أنكم السند والممول مالا وسلاحا وإعلاما للضابط المتقاعد خليفة حفتر ومليشياته والمرتزقة الذين جمعوا من كل مكان والذين يمطرون العاصمة طرابلس ليلا ونهارا وما جاورها بالصواريخ والقنابل المحرقة والمدفعية الثقيلة تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وهل هناك إرهاب اكثر مما يمارسه حفتر بدعمكم المادي والمعنوي.


ليبيا يا سمو الشيخ تقع في القارة الأفريقية ودولتكم تقع في غرب آسيا ولا يصلكم شر من الشعب الليبي، لان بين ليبيا والإمارات براري وبحورا وقفارا.


لنفترض أنكم استطعتم تنصيب حفتر على الشعب الليبي فهل تعتقدون دوام الحال وسيهنأ وانتم معه والمنافقون الذين يحيطون بكم بالسيطرة وإخضاع الشعب الليبي العظيم، كان العثمانيون قبلكم وكان الطليان من بعدهم ثم جاء الإنجليز والأمريكان وسقطوا جميعا وبقي الشعب الليبي الحر الذي لن يقبل هيمنة من يقتل ويدمر ليبيا شعبا وأرضا وحضارة وموارد.
أنكم ستتكبدون خسائر فادحة على كل الصعد اذا استمررتم على ما تفعلون اليوم في ليبيا.


(4)

قرأت في صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن في 28/3 الحالي خبرا مؤداه أيضا أن سمو الشيخ محمد بن زايد امر بتقديم دعم طبي غير مسبوق لدولة الاحتلال الصهيوني لمساعدتها في مواجهة وباء " كورونا " نقلا عن مصادر إسرائيلية موثوقة وتلك المساعدات تشمل 100 ألف جهاز للكشف عن فيروس كورونا، ونُقل الخبر عن مكتب نتنياهو قائلا " أن الموساد والوكالات الأخرى، المخابرات، جلبت المعدات الضرورية والمهمة للغاية من الخارج للمساعدة في مواجهة الأزمة المتعلقة بكورونا، وقد كشف جهاز الموساد أن تلك المعدات مصدرها دولة الإمارات من محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي. الأمر ليس مهما أن كانت تلك الأجهزة تبرعا أو بيعا قدمت لإسرائيل.


إن صدقت تلك المعلومات عن ( سوريا، وإسرائيل ) وعلاقة الخبرين بالشيخ محمد بن زايد فان الأمر يحتاج إلى مراجعة من قبل الأمانة العامة لمجلس التعاون، وجامعة الدول العربية ومنظمة العمل الإسلامي، ففي الأولى تكون الإمارات خرجت عن سبق إصرار عن ميثاق وقرارات مجلس التعاون، وفي الثانية خالفت قرار الجامعة العربية لعام 2011 بشأن مقاطعة النظام السوري حتى يستجيب لمطالب شعبه، والثالثة الأمر يتعلق بسكان المقدسات الإسلامية والمسلمين والمسيحيين العرب في فلسطين المحتلة.


كنت أتمنى لو أن محمد بن زايد طلب من الكيان الصهيوني بحكم العلاقات المتميزة مع ذلك الكيان أن يولي أهمية قصوى لحماية الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في إسرائيل من وباء " كورونا " وان يقدم العون الطبي والمعدات الطبية إلى غزة المحاصرة في مواجهة هذه الجائحة.


غزة في حاجة إلى العون والمساعدة وليس إسرائيل يا شيخ محمد والإسلام يقول " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " اذا كان الشيخ آل نهيان في عداء مع حركة حماس فان في غزة اكثر من مليوني نسمة ليس كلهم حماس، فلماذا لا تأخذك الحمية والغيرة على أهل غزة كما أخذتك على بني صهيون؟!


(5)
ماذا عن اليمن: وماذا قدمتم لهم غير الخراب والدمار والتجزئة والتفكيك وتأسيس مليشيات وتجنيد مرتزقة ؟ سمو الشيخ محمد أهل اليمن كلهم يعانون من ويلات الحرب وانتم أحد قادة تلك الحرب، فقواتكم شبعت قتلا وتدميرا في اليمن مع حلفائكم " التحالف " أليس أهل اليمن أولى واهم واكثر حاجة في أن تقدموا لهم الـ 100 جهاز للكشف عن وباء كورونا من بني صهيون ؟ أليسوا أحق بالشفعة والرحمة والتآزر والتعاون من بني صهيون ؟ آل نهيان ينسبون إلى الأزد، والأزد هم أهل اليمن، والصهاينة جنس آري بعيدون عنا حضارة وتاريخا. يا شيخ محمد آل نهيان لا تتعاونوا مع وباء كورونا ضد أهل اليمن فمن لم يقتل بأيدي مرتزقتكم ومليشياتكم يقتل بوباء كورونا.


آخر القول:
يا شيخ محمد بن زايد خافوا الله في أهل اليمن وليبيا أوقفوا حروبكم ضدهم، واعلم أن التاريخ سيذكرك لا محالة إما مدحا وإما قدحا، فاختر أن تكون ممدوحا من العامة والخاصة وليس مذموما والتاريخ لا يرحم.

عن صحيفة "الشرق" القطرية

2
التعليقات (2)
هو شيء من ذلك
الثلاثاء، 31-03-2020 04:57 م
يا شيخ الأنظمة العربية أنظمة منافقة فاسدة وسفاحة ومن ينجوا من كورونا عليه التخلص منها ان أفلتتها كورونا والا ينتظر بدوره سخط وغضب جديد
محمد قذيفه
الثلاثاء، 31-03-2020 10:08 ص
الله يحفظك ويوفقك الشيخ محمد صالح لو عندنا 100 في الوطن العربي مثلك لما وصلنا الى هذا الوحل الذي نعيشه ،لا حظ كم عالم وسياسي سيضمون أصواتهم معك ،لقد افقد ت بعضهم الصواب البروج العاجية العاجية ،خافوا على مكاسبهم ومناصبهم ولم يتفقوا ولو اتفقوا لما استطاع أحد التصدي لهم ولكنهم غائبون عن مآسي الأمة ومازالو يحكون على الزكاة والصيام وهم يعرفون جيدا فقه الأولويات

خبر عاجل