صحافة إسرائيلية

خبير عسكري إسرائيلي يحذر من حرب أهلية وشيكة

الكاتب قال إن الكراهية تتعاظم بين المعسكرات السياسية والحزبية- موقع i24
الكاتب قال إن الكراهية تتعاظم بين المعسكرات السياسية والحزبية- موقع i24

حذر كاتب إسرائيلي من نشوب حرب أهلية في إسرائيل، بفعل تعاظم الكراهية المتناهية بين المعسكرات السياسية والحزبية.


وأضاف رون بن يشاي كبير الخبراء العسكريين الإسرائيليين في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "إسرائيل تواجه اليوم تحديين أساسيين خطيرين: وباء الكورونا من جهة، ومن جهة أخرى التشويش الحاصل في المنظومة السياسية والحكومية بسبب الانسداد القائم بدون أفق وشيك، ما يهدد إسرائيل بأزمة جديدة نابعة من التمترس الحزبي خلف مواقفهم المسبقة".


وأشار بن يشاي، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وغطى معظم الحروب الإسرائيلية في لبنان والأراضي الفلسطينية، إلى أن "هذا الانفجار الإسرائيلي الداخلي قد يحصل بسبب حالة الغضب والإحباط بين المتنافسين، ما أفقدهم أي مستوى من الثقة الذي يغشى نصف الجمهور الإسرائيلي تجاه الحكومة الحالية، ورئيسها بنيامين نتنياهو، أو بسبب حالة التطرف التي تحيط بالحلبة السياسية والحزبية".


وأوضح أنه "مع تزايد مستوى العداء بين معسكر اليمين- الحريديم، ومعسكر الوسط واليسار والعرب، تصبح الأوضاع مهيأة لانفجار "العبوات الناسفة" الاجتماعية، ويجد ترجمته مستقبلا بأعمال عنيفة، والحالة الأقل سوءا كفيلة بإحداث حالة من الفوضى، تترك آثارها على الوضع الاجتماعي بمستوى كبير جدا، وفي الحالة الأسوأ قد تندلع حرب أهلية، ولا يحتاج أحدنا إلى خيال جامح لتصور كيف سيكون هذا السيناريو على الأرض".


وأكد أن "هذا السيناريو المرعب بدأ عمليا بالمظاهرات السياسية لمعسكر الوسط-اليسار ضد السلوكيات السياسية لحزب الليكود وزعيمه نتنياهو، ولم يمض وقت طويل حتى خرج مؤيدوه للشوارع، واشتبكوا مع خصومهم، ومن خلال المواجهات سنكون شاهدين على عنف ميداني كبير قد يتطور إلى اشتباكات بالأيدي، وفي حال لم تنجح الشرطة بالسيطرة على هذه السلوكيات الميدانية فإن ذلك قد يتطور لاستخدام السلاحين الناري والأبيض".

 

اقرأ أيضا: تحذير من تفكك حزب "أزرق-أبيض" بسبب "ألاعيب" نتنياهو

وأشار إلى أن "الطريق تبدو أقصر مما نتصور إلى اندلاع الحرب الأهلية بين اليهود، وكل من يشكك بهذه الفرضية المرعبة سيتفاجأ بتحققها عما قريب على أرض الواقع، ما يتطلب منا أن نعود بالتاريخ إلى الوراء لنتذكر مقتل أحد عناصر حركة "السلام الآن" على أيدي ناشط يميني قبل 37 عاما، حين شارك في مظاهرة لليسار أمام مكاتب الحكومة في القدس في فبراير 1983".


وأوضح أن "المتظاهرين آنذاك طلبوا من رئيس الحكومة مناحيم بيغن تطبيق توصيات لجنة كاهان للتحقيق بأحداث مجزرة صبرا وشاتيلا التي نفذتها الكتائب اللبنانية المسيحية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت، ومدى التورط الإسرائيلي بها، وطالبت اللجنة بإقالة أريئيل شارون، المسؤول عن جزء أساسي من تلك الأحداث التي شهدتها حرب لبنان الأولى 1982".


وختم بالقول إنه "مقابل هذه التظاهرة، تجمهر عناصر اليمين الإسرائيلي، وهاجموا متظاهري اليسار، وحمل أحدهم قنبلة يدوية ألقاها باتجاه أحد اليساريين فقتله، مع أن تاريخ الحركة الصهيونية القصير فيه الكثير من الحوادث التي أشرفنا فيها على الحرب الأهلية، سواء في عهد الانتداب البريطاني، وبعد إقامة الدولة، وصولا لقتل إسحاق رابين في 1995، ما يتطلب من رئيس الحكومة نتنياهو أن يأخذ كل هذه الأحداث بعين الاعتبار".

التعليقات (0)