المرأة والأسرة

فقدان شريك الحياة يمكن أن يؤدي إلى سرعة التدهور العقلي

وجد الباحثون أن الأرامل لديهن مستويات عالية من ألواح "بيتا أميلويد" وهي السمة المميزة لمرض ألزهايمر
وجد الباحثون أن الأرامل لديهن مستويات عالية من ألواح "بيتا أميلويد" وهي السمة المميزة لمرض ألزهايمر
كشفت دراسة حديثة أنه يمكن أن يكون لفقدان شريك الحياة أثر كبير على القلب، بل وقد يمتد أثره حتى إلى المخ.

ووجدت دراسة أنه عند وفاة الزوج أو الزوجة يمكن أن تبدأ حدة العقل بالتراجع لدى الشخص المفجوع، بحسب موقع "webmd" الأمريكي.

وأضاف الباحثون أنهم وجدوا أن الأرامل لديهن مستويات عالية من ألواح "بيتا أميلويد"، وهي السمة المميزة لمرض ألزهايمر، ويعانين من التدهور المعرفي بمقدار ثلاثة أضعاف الأشخاص الذين لم يفقدوا أحد الزوجين.

وأوضحت الدكتورة نانسي دونوفان، كبيرة الباحثين في قسم الأمراض النفسية في طب الشيخوخة في بريغهام، أن "العلاقة بين الترمل و"الأميلويد" تضاعفت وبشكل غير طبيعي، ما يشير إلى أن الترمل عامل خطر للتراجع المعرفي الذي يسبب مرض ألزهايمر".

وجمعت دونوفان وزملاؤها بيانات حول 260 شخصا من كبار السن، وتم تحديد مستويات "بيتا اميلويد" في المخ لجميع المشاركين، وراقب الباحثون الأداء المعرفي للمشاركين كل عام ولمدة أربع سنوات، ووجدوا أن الأداء المعرفي انخفض بشكل ملحوظ بين أولئك الذين ترملوا، في حين لم يلاحظوا أي فروق بين الأشخاص المتزوجين أو غير المتزوجين.

وقالت دونفان إن الآلية "غير معروفة، وتشير بعض الدراسات إلى أن وجود علاقات وثيقة، مثل الأخوة أو الأبناء، يساعد على الحماية من التدهور المعرفي بين الأرامل، رغم أننا لم نجد ذلك في دراستنا".

وقالت إنه على الأغلب فإن للزواج آثارا مفيدة جدا، من خلال توفير الدعم العاطفي اليومي، وتحفيز الرفقة، وتعزيز السلوكيات الصحية الجيدة والعلاقات الاجتماعية.

وتوصي دونوفان بقولها: "بشكل عام، فإننا ننصح كبار السن بالتمارين الرياضية، والمشاركة الاجتماعية، والأنشطة المحفزة إدراكيا، واتباع نظام غذائي صحي، والتقليل من التعرض للتوتر والعوامل المؤثرة على القلب".

وعلقت ريبيكا إديلميار، مديرة المشاركة العلمية في جمعية ألزهايمر، على النتائج، وقالت إن هذه الدراسة الصغيرة لا يمكن أن تثبت قطعا أن الترمل يسبب التدهور الإدراكي، لكنه عامل جيد يمكن تسليط الضوء عليه.

أما الطبيبة مارزينا جينيوس، طبيبة الشيخوخة، فتقول إنها كثيرا ما ترى التدهور الإدراكي في الأزواج الباقين على قيد الحياة من خلال عملها.

وقالت: "أعتقد أن الزواج يشكل عاملا وقائيا، يختفي عندما يتوفى أحد الزوجين".

وقالت جينيوس، التي لم تشارك في الدراسة، إنه من المحتمل أن بدايات التدهور المعرفي تكون موجودة بالفعل لدى الشخص قبل وفاة شريك حياته، لكنها مخفية، ويؤدي موت الزوج إلى كشف الضعف الإدراكي وملاحظته.

 وأضافت: "يصبح الناس أكثر عزلة عندما يتوفى أحد الزوجين، وهذا من شأنه أن يساهم في عملية التراجع المعرفي".

0
التعليقات (0)