صحافة دولية

ما هي سمات الذين يستفيدون من الدراما للعب دور "المضحّي"؟

بينت المجلة أن هناك ثقافات أو أسرا أو مجموعات اجتماعية يشجع فيها الأفراد على لعب دور المضحي- rinconpsicologia
بينت المجلة أن هناك ثقافات أو أسرا أو مجموعات اجتماعية يشجع فيها الأفراد على لعب دور المضحي- rinconpsicologia
نشرت مجلة "بسيكولخيا إي منتي" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الأشخاص الذين يختارون، بوعي أو دون وعي منهم، أن يصبحوا ضحايا ويلفتون الانتباه باستمرار إلى معاناتهم ويولدّون لدى الآخرين انطباعا بكونهم يسعون إلى كسب تعاطفهم.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا النوع من الأشخاص يبحث عن الألم والمعاناة من خلال آليات مختلفة لتحقيق الشعور بالرضا عن النفس. إنه نمط من سلوك التدمير الذاتي الذي يدفع الشخص إلى بذل كل ما بوسعه لإيجاد المواقف التي يمكن أن تسبب له الضيق والمعاناة. وعادة ما يضحي الأشخاص الذين يلعبون دور المضحّي بأنفسهم باسم الحب أو الواجب أو أي قيمة أخرى لأن ذلك يلبي احتياجاتهم النفسية. ونتيجة لذلك، يعانون دون داع بينما يتجاهلون احتياجاتهم الخاصة.

لماذا يريد الشخص أن يكون مضحيا؟
بينت المجلة أن هناك ثقافات أو أسرا أو مجموعات اجتماعية يشجع فيها الأفراد على لعب دور المضحي، حيث ينظر إلى الأشخاص الذين يرغبون في التضحية والمعاناة بشكل مختلف. إنها الرسالة الأساسية لأديان مثل المسيحية، حيث يُتوقع أن يعيش "الأشخاص الطيبون" حياة تتسم بالزهد والتكفير عن الذنب.

في بعض الثقافات، يُتوقع من النساء، على سبيل المثال، تولي دور المضحّي والتضحية بأنفسهن من أجل أسرهن. وتعتبر النساء اللواتي يتخلين عن آمالهم وأحلامهن من أجل الآخرين نساء صالحات لابد من الاقتداء بهن. وعلى الرغم من أننا قادرون على مكافحة وحتى رفض هذه الأفكار، إلا أنها لا تزال راسخة في الخيال الشعبي.

وأضافت المجلة أن الشخص المضحي يتحمل في أعماقه دور الضحية لتحسين الصورة التي لديه عن نفسه. ويعتقد هذا الشخص أنه لا قيمة له إلا إذا كان يرضي رغبات الآخرين واحتياجاتهم. يشعر هؤلاء أنهم لا يستحقون أن يكونوا محبوبين، لذلك يحاولون التكفير عن ذلك من خلال المعاناة والعقوبات التي يفرضونها على أنفسهم. إنهم يسعون إلى تخليص ذواتهم من خلال تحمل الأعباء الثقيلة التي تتجاوز قدراتهم.

بشكل عام، إن هذا النوع من الأشخاص افترضوا، بسبب مسار حياتهم، أن مشاعرهم وعواطفهم وأفكارهم واحتياجاتهم وحتى آلامهم ليست مهمة، لذلك يكتمونها باستمرار. إنهم يعتقدون أنهم مسؤولون عن سعادة الآخرين ورفاههم، بما يتجاوز مبادئ المنطق السليم.


المضحي المتلاعب
نوهت المجلة بأنه في بعض الحالات يستفيد الشخص المضحي من موقفه للتلاعب بالآخرين، ويستخدم الصعوبات التي يواجهها في الحياة لتحقيق رغباته ويقدم نفسه أيضا كضحية عاجزة تحتاج إلى المساعدة. وغالبا ما يتخلص هذا النوع من الأشخاص من جميع أنواع المسؤولية في حياتهم ويثقلون بها كاهل الآخرين.


ومن خلال اكتساب عقلية الضحية وإلقاء اللوم على الجميع ما عدا نفسه، فإنه يعرض إخفاقاته وخيبة أمله على الآخرين ويأمل أن يساعدوه. وإذا لم يفعل الناس ذلك، فلن يتردد هؤلاء الأشخاص عن اللجوء إلى قائمتهم الطويلة من التضحيات والمعاناة لتوليد شعور بالذنب وتحقيق أهدافهم.

خصائص الأشخاص الذين يلعبون دور المضحي
أشارت المجلة إلى أن هؤلاء الأشخاص يقتدون بشخصيات عظيمة في التاريخ ضحت من أجل الآخرين. وهم يعتبرون أنفسهم أشخاصا صالحين أو أبطالا معتبرين أن بقية العالم أناني وغير حساس، ويبالغون أيضا في مستوى معاناتهم وحرمانهم وإساءة معاملتهم ليبدو وكأنهم ضحية مضحية. علاوة على ذلك، يبحث هؤلاء بنشاط عن التقدير والاعتراف والاهتمام من خلال "الدراما" التي يمرون بها.

وأضافت المجلة أن هذا النوع من الأشخاص يعاني من تدني احترام الذات ولا يعتقدون أنهم محبوبون. وعادة ما يلومون الآخرين على مشاكلهم ويرفضون تحمل مسؤولية القرارات التي تسببت لهم في الألم أو المعاناة. كما يجدون صعوبة في قول "لا" ووضع حدود، لذلك يميلون إلى الوقوع في علاقات مسيئة أو يصبحون أشخاصا متلاعبين. فضلا عن ذلك، لا يبادر هذا النوع من الأشخاص بحل مشاكلهم، بل يفرحون لحدوثها، وعندما تختفي يبحثون عن مشاكل جديدة ليلوموا أنفسهم عليها.

كيف تتعامل مع الشخص الذي يلعب دور المضحي؟
أشارت المجلة إلى ضرورة التوقف عن قبول المعروف الذي يقدمه هذا الشخص   تجاهك. دائما ما يبحث الشخص الذي يعاني من عقدة المضحي عن طرق يثبت بها أنه صالح، وفي الوقت ذاته، سيخلق مواقف تجعلك تشعر بالسوء. لوضع حد لهذا السيناريو، من المهم أن تتوقف عن قبول تعبيراته عن الجهد أو التضحيات لأنه كلما ابتعدت عنه، زادت توقعاته منك، وعلى الأرجح سيشعر بالاستياء ويخلق دراما في المستقبل.

بالطبع، لا يتعلق الأمر برفض كل ما يقدمه لك هذا الشخص لأنه سيشعر بالرفض بهذه الطريقة، لكن يجب عليك التأكد من أن هذه المساعدة لا تنطوي على تضحية للشخص ويجب أن تعمل على أن تكون مكتفيا ذاتيا قدر الإمكان.

وأوضحت المجلة أنه يستحسن قبول هذا النوع من الأشخاص دون تلبية حاجته إلى التعاطف معه، لأنه إذا شعرت بالأسف عليه، ستغذي الدراما التي يمر بها وتعزز دور الضحية الذي يلعبه. إذا أخبرك هذا الشخص بمشاكله بنية أن تشعر بالأسى عليه، يمكنك مساعدته على رؤية الموقف من منظور أكثر موضوعية. في المقابل، ركز على النتائج الإيجابية التي حققتها. عندما لا تشعر بالأسى تجاهه أو بنوع من التعاطف الذي يبحث عنه، سيفهم أنك لا تتأثر به وستتوقف بذلك عن تغذية سلوكه المدمر للذات.

وأبرزت المجلة أن التحدث إلى شخص يعاني من عقدة "المضحي" غالبا ما يكون أمرا صعبا، لكنه يكون الخيار الوحيد للحفاظ على علاقة ناضجة. من المحتمل أن يكون رد فعله الأول هو الغضب أو إنكار كل شيء أو الشعور بالإهانة. في هذه الحالة، من المهم ألا تلجأ إلى الاتهامات، بل ركز على أن تقدم له حلولًا لتحسين العلاقة. دعه يعلم أنه شخص مهم بالنسبة لك واعترف له بأنك تقدر جهوده، لكن اشرح له فيما بعد أن هذا السلوك ضار بالجميع.

كيف يمكن الخروج من هذا الوضع؟
من الشائع أن ينتهي هؤلاء الأشخاص بتجربة الاستياء لأنهم لا يتلقون كل ما يتوقعونه من الآخرين. ومن المحتمل أيضًا أن يصبحوا أشخاصًا عدوانيين سلبيين ينتهي بهم المطاف إلى تدمير العلاقات. لذلك، من الضروري السعي إلى العثور على دور جديد في العلاقات. لقد كان دور هذا النوع من الأشخاص حتى الآن هو التضحية، لكن يمكنك تغييرها وتولي أدوار أكثر صحة.

وفي الختام، أشارت المجلة إلى ضرورة تحمل مسؤولياتنا على الرغم من أن الاعتراف بالخطأ قد يكون مؤلما أحيانا، وإدراك أننا ساهمنا في مشاكلنا، بطريقة أو بأخرى، لأنها الخطوة الأولى لتسيير حياتنا والتخلي عن دور الضحية. حدد ما يمكنك تغييره وما لا يمكنك تغييره وافترض أن السعادة هي قرار شخصي وأن إجراء تغييرات إيجابية لتحقيق ذلك بين يديك.

للاطلاع على النص الأصلي (هنا)

التعليقات (1)
morad alamdar
الأربعاء، 19-02-2020 08:34 م
^^ تاريخ الفلسفة الاسبانية ^^ و يعرض الكتاب مختلف التيارات المكوّنة للفكر الاسباني ، متوقفاً عند تنوعه و تعدده بدلاً من أن يحاول أن يرد هذا الفكر إلى تيار واحد ( إسباني ) و قاريء هذا الكتاب سوف يتذكر أن النصوص الأولى لأرسطو قد ترجمت إلى اللاتينية أول ما ترجمت في مدينة طليطلة ، بفضل كتب ابن رشد و الرشدية اللاتينية ، يتذكر أيضاً أن سكان إسبانيا هم الذين اكتشفوا المفاهيم و المشكلات الفلسفية التي طرحها فلاسفة شمالي أوروبا من بعد .. كذلك تقرأ عبر هذا التاريخ عن فلاسفة هجروا الديانة المسيحية و لا نعرف عنهم الشيء الكثير رغم طرافة أفكارهم و رغم نزعتهم التجديدية الجريئة ، من مثل أنسلم تورميدا الراهب الفرنسيسكاني الذي اعتنق الإسلام ، و من مثل القتلاني رامون سيبيودا . الذي يحدتنا عنه الكاتب الفرنسي مونتيني ، و من مثل الطبيب ميكل سيرفيه الذي أحرقه كلفان حياً ، أو من مثل المفكر الرائع بالتازار غراسيان .. على أن الكاتب يوجه جل اهتمامه إلى الفلسفة الاسبانية في القرن العشرين و يفرد لها نصف كتابه الضخم ، و هكذا يحدثنا عن المفكرين الاسبان الذين لعبوا دوراً خلال هذا القرن ، و يضع على رأسهم أورتيجا .و في الجملة يدرك قارئ الكتاب أن الفلسفة الاسبانية المعاصرة في حال غليان مستمر ، و أنها بعد أن أغلقت أبوابها طويلاً دون العالم الخارجي ، أخذت تنفتح عليه و أخذ الناشرون يترجمون الكتب الرائدة في أوروبا و أميركا .