قضايا وآراء

موقف تاريخي للأزهر من صفقة القرن!!

عصام تليمة
1300x600
1300x600
لم يصدر الأزهر بيانا رسميا بخصوص صفقة القرن، ولو أصدر فلن ينشره الإعلام المصري في ظل حكم عبد الفتاح السيسي، أكبر راع في المنطقة لصفقة القرن، والتي أعلن عنها دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء (28 كانون الثاني/ يناير)، ولكن الموقف الرسمي للأزهر ولعلماء الإسلام معروف لمن يبحث في أرشيف الأزهر، فسيجد بيانا مهما وكأنه صدر اليوم تعقيبا على صفقة القرن. فقد عقد مجمع البحوث الإسلامية سنة 1972م مؤتمرا في رحاب الأزهر، وكعادة الأزهر لا يخلو مؤتمر من مؤتمراته من فقرات خاصة عن قضية فلسطين، ولكن هذا المؤتمر كان بيانه تاريخيا، ونصه كالتالي:

"يعلن المؤتمر:

أولا: إعلان عام:

يؤكد المؤتمر ما سبق أن أعلنه في دوراته السابقة: من أن الجهاد بالنفس والأموال أصبح فرضا عينيا على كل قادر من المسلمين، ولا يجوز أن يتخلف عنه من ينتسب إلى هذا الدين القويم.

وأن هذا الواجب لا ينتهي إلا بعد تحرير الأرض، والقدس الشريف، والمسجد الأقصى، وجميع الأراضي الإسلامية والعربية التي احتلتها إسرائيل.

ثانيا: بخصوص فلسطين:

يقرر المؤتمر: أن العدوان الصهيوني على فلسطين والبلاد العربية الأخرى لا يزال هو الموضوع الرئيسي، الذي يشغل مؤتمر علماء المسلمين في مجمع البحوث الإسلامية، حتى يزول العدوان، ويعود الحق إلى نصابه، وتصان المقدسات الإسلامية والمسيحية عند المسلمين والمسيحيين على السواء، ويطمئن المسلمون وباقي المواطنين في ديارهم.

وبما أن إسرائيل ممعنة في عدوانها وغطرستها، واستهانتها بكل القيم الإنسانية، والقرارات الدولية، دائبة في مظالمها بقصد القضاء على آثار الحضارة الإسلامية والعربية، وتشويه معالمها..

فإن المؤتمر يوصي:

1- جميع الحكومات المحيطة بأرض فلسطين المحتلة: بأن تضاعف إعدادها لمقاومة العدوان، ومجابهة الغطرسة والطغيان، وتهيئ جيوشها وأبناءها جميعا: شبابا وشيوخا، رجالا ونساء، للقيام بدورهم في المعركة، حيثما كانت، جهادا مقدسا في سبيل الله والوطن.

2- كما يوصي جميع الحكومات الأخرى والشعوب، والمؤسسات والهيئات العربية والإسلامية: أن تقدم المعونة الفعالة على جميع المستويات التي تتطلبها ضراوة المعركة.

كما يوصي الحكومات الإسلامية بمد يد العون المادي والمعنوي للعمل الفدائي.

3- كذلك يقرر المؤتمر: أنه لا يصح ولا يقبل بحال من الأحوال أي حل أو تسوية لا يعيد القدس إلى سيادتها الإسلامية العربية، ولا يعيد كذلك الأراضي العربية المحتلة، ولا يعيد سائر الحقوق العربي الإسلامية إلى أصحابها.

4- وفي سبيل ذلك: يوجه المؤتمر النداء الآتي إلى ملوك ورؤساء الدول الإسلامية والعربية:

"يوجه علماء المسلمين الممثلون لنحو أربعين قُطرا ومجتمعا في مؤتمرهم المنعقد في القاهرة تحت راية الإسلام، وفي رحاب الأزهر، في الدورة السابعة للمؤتمر العام لمجمع البحوث الإسلامية.

يوجهون نداءهم هذا إلى الملوك والرؤساء للدول الإسلامية والعربية، أن يتخذوا موقفا حازما إزاء الاعتداءات الصارخة من إسرائيل، على الأقطار الإسلامية والعربية، في صور من الوحشية والهمجية، لم تجرؤ إسرائيل على اقترافها إلا بسند من دول تمدها بالمال والسلاح والتأييد، وفي مقدمتها: الولايات المتحدة الأمريكية، التي أيدت عدوان إسرائيل، واستعملت "الفيتو" ضد قرار يمنع تكرار العدوان.

ونحن في مؤتمرنا هذا: نتوجه إلى أصحاب السلطة الشرعية في البلاد الإسلامية والعربية (بحق ما لهم من ولاية، وبحق ما لنا من نصيحة يأمرنا بها الإسلام) أن يوحدوا كلمتهم، ويعدوا عدتهم، ويجمعوا قواهم، ومواردهم، لمجابهة العدو، وأن يستعملوا حقوقهم ضد مصالح المؤيدين لإسرائيل، في بلادنا.

وأن يستخدموا ما منح الله بلادهم من أسباب القوة الرادعة للدول المؤيدة لإسرائيل استخداما يؤكد أملنا فيهم، ويحقق مصلحة أوطاننا المهددة، ويبرهن للمعتدي ومناصريه أن دماء المسلمين والعرب لن تذهب هدرا.

(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)".

هذا هو نص بيان مؤتمر علماء الإسلام في الأزهر في السادس من شعبان سنة 1392هـ، الموافق 14 أيلول/ سبتمبر سنة 1972م، وبحضور رئيس مصر: محمد أنور السادات.

وقد سبقه مؤتمر عقد سنة 1966م، بتاريخ 11 من تشرين الأول/ أكتوبر، بحضور الرئيس جمال عبد الناصر، وكانت أولى فقراته ما يلي:

يوصي المؤتمر بما يلي: "تنبيه المسلمين في جميع أقطار الأرض إلى أن العمل الجدي الدائم على إنقاذ فلسطين من أيدي الصهيونيين الباغين الغاصبين هو فرض في عنق كل مسلم ومسلمة، وتحذيرهم من فتنة المروق من الإسلام بالتعاون مع الصهيونيين الغاصبين الذين أخرجوا العرب والمسلمين من ديارهم، أو التعاون مع الذين ظاهروا على إخراجهم، وتوكيد ما تقرر في المؤتمر الثاني من دعوة الدول الإسلامية التي اعترفت بإسرائيل إلى سحب اعترافها".

هذا هو موقف الأزهر الرسمي من صفقة القرن، دون إحراج للمؤسسة الأزهرية الحالية، فقط كان دوري هو التذكير بما أصدره الأزهر وعلماء العالم الإسلامي حول القضية الفلسطينية، وبحضور رئيسين من رؤساء الحكم العسكري.

[email protected]
التعليقات (3)
شكر وتقدير لشيخ الأزهر
الخميس، 30-01-2020 06:27 م
أضم صوتي تماماً لما قاله المعلق الكريم "مصري جداً" وأؤيد كل ما قاله. شكر وتقدير لفضيلة شيخ الأزهر الذكتور أحمد الطيب.
مصري جدا
الخميس، 30-01-2020 05:17 م
تحية لشيخ الأزهر قال كلمة الحق عند سلطان جائر ،،، دافع عن الاسلام عقيدة وشريعة ،، وبين الفرق بين التجديد والتبديد ،، ووقف لمن يمتطون الدين تقربا لسلطان وحصولا على مصلحة ،، تكلم بمنهجية عن خطورة التشدد ،، وفي نفس الوقت هاجم الإلحاد والعلمنة ،، وقال أن المشكلة ليست في الاسلام بل في البعد عنه ،، لذا انطلق عليه الإعلام الحكومي والعلماني انطلاق الكلاب المسعورة على فريستها ،، لكن ، هيهات فقد سبق الرجل وضرب ضربته ،، أما الذين مازال لهم موقف من شيخ الأزهر بسبب مواقف سابقة ،، فعليهم أن يراجعوا أنفسهم ان كانوا صادقين في خطابهم عن وحدة الصف ولم الشمل ،،، فالازهر وشيخه يخوضون معارك شرسة ضد الالحاد والعلمنة وتبديد الاسلام تحت شعار التجديد والتطوير ،،، الازهر مازال عصيا برجاله وما اكثرهم ،،،
sos
الخميس، 30-01-2020 02:57 م
و ماذا قال الأزهر بعد كامب ديفيد؟