ملفات وتقارير

رغم الرفض الشعبي.. إعلاميون مصريون يروجون لصفقة القرن

روج إعلاميو السيسي لصفقة القرن التي رفضها الشعب المصري عبر مواقع التواصل- جيتي
روج إعلاميو السيسي لصفقة القرن التي رفضها الشعب المصري عبر مواقع التواصل- جيتي

على الرغم من حالة الغضب والرفض الشديد بين المصريين والعرب، لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء، عن "صفقة القرن" إلا أن الأذرع الإعلامية لنظام عبد الفتاح السيسي روجت للصفقة.

وجاء رد الفعل المصري الرسمي صادما ومؤيدا لصفقة القرن، حيث ثمنت وزارة الخارجية المصرية "الجهود المتواصلة التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل التوصل لسلام شامل".


ودافعت برامج "توك شو" ليل الثلاثاء، عن صفقة القرن ووصفها بخطة السلام بالشرق الأوسط وقامت بالترويج لها مستخدمة نفس صيغ التهديد التي حملتها كلمات الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للفلسطينيين.

البداية من الإعلامي القريب من جهات سيادية مصرية أحمد موسى، والذي علق على إعلان صفقة القرن بقوله إن "العنترية لن تفيد الشعب الفلسطيني، ويجب أن نبحث عن مصلحته، موجها تساؤلات مستفزة للفلسطينيين، بقوله: ماذا يريد الشعب الفلسطيني هل يريد أمن واستقرار وبلد أم لا؟".

موسى، حذر ببرنامجه "على مسؤوليتي"، بفضائية "صدى البلد"، الفلسطينيين من رفض الصفقة قائلا: يجب ألا يكون هناك قرار تجاه خطة ترامب للسلام بدون دراسة، مع أهمية البحث عن حياة أفضل للشعب الفلسطيني.

وذَكَّرَ موسى، الفلسطينيين بموقفهم الرافض لاتفاقية "كامب ديفيد" وندمهم والعرب على ذلك الرفض، مشيرا إلى أن الرئيس السادات حارب ثم لجأ إلى السلام وحصل على الأرض كاملة، ثم طابا, مؤكدا أنه "لو الناس سمعت الرئيس السادات مكناش وصلنا للوضع الحالي".

ودعا الفلسطينيين للقبول بأن يكون هناك مفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق مكاسب مثلما فعل السادات بعد انتصار أكتوبر.

وزعم أحمد موسى أن ترامب أوفى بوعده بعد عامين من البحث والإجراءات حول صفقة القرن، مرددا كلمات ترامب التي تحمل مضمونا فيه تهديد للفلسطينيين مثل قوله إن هذه الخطة ستكون الأخيرة.

وقال موسى، إن ترامب غازل الفلسطينيين وقال إن خطة السلام ستوفر 50 مليار دولار ومليون وظيفة عمل للفلسطينيين.



 

وفي نفس الإطار، أكد الإعلامي المقرب من النظام محمد الباز، أن حديث ترامب عن خطة السلام إذا أخذناه بشكل عاطفي سيكون محزنا للغاية، ولكنه بالمنطق هو فرصة جديدة للفلسطينيين، وأن الكرة في ملعبهم، زاعما أنهم أصحاب القرار.

ورغم أن مصر أعلنت قبولها للصفقة، إلا أن الباز، أكد ببرنامج "90 دقيقة"، بفضائية "المحور" مساء الثلاثاء، أن القاهرة ستقف مع خيار الفلسطينيين أيا كان، وأسهب في الحديث عن موقف مصر التاريخي وتضحياتها لأجل فلسطين.

وأضاف أن "العالم كله استمع إلى إسرائيل اليوم وهي تطالب بالسلام"، مضيفا: "وهذا يوم فلسطين التي يمد إسرائيل لها يد السلام".

وأكد أن القضية الفلسطينية ممتدة منذ سنوات طويلة، ولا يوجد حل، وأن ترامب أكد أنه سيتم دفع 50 مليار دولار للفلسطينيين، وأنهم لن يحتاجوا لأي مساعدات أخرى.

 

وحذر الفلسطينيين من أن ترامب قادر على تنفيذ خطته التي وصفها بأنها خطة واضحة من القوى الأكبر في العالم، والتي لديها من القدرة ما يجعلها أن تنفذ اتفاقيتها.

ووصف الباز، نتنياهو بأنه كان بمثابة حمامة سلام تقف بجوار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زاعما أنه تم حرق كل الأوراق التي كنا نلعب عليها.



وبينما غاب الحديث عن صفقة القرن عن معظم مقالات كبار الكتاب بمعظم الصحف المصرية صباح الأربعاء، اكتفت عناوين المواقع الصحفية الحكومية والخاصة بعرض أخبار ردود الفعل دون ذكر مسمى صفقة القرن والحديث دائما بمسمى خطة السلام الأمريكية ودون أي وصف مسيئ للصفقة أو إدانتها أو عرض ردود الفعل الشعبية الغاضبة مكتفية بعرض ردود الفعل الرسمية للقاهرة والعواصم العربية والعالمية.

وعبر مصريون عن غضبهم من الإعلام المصري بالقول: "بدأت حملة تمهيد الأرض وحملة المشاعل والجيش الإعلامي الترويج لصفقة القرن. محمد الباز يتحدث عن الفرص الضائعة للفلسطينين. ويهاجم اسماعيل هنية وحتي ابو مازن لرفضهم صفقة القرن".

 

ورغم انتشار هاشتاغ "#صفقه_القرن_لن_تمر"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن أنصار النظام العسكري الحاكم في مصر دعوا الفلسطينيين لقبول صفقة القرن وعدم الاعتراض عليها. 

وعبر "تويتر"، طالب الملياردير نجيب ساويرس: بعدم الإعتراض على الصفقة ورفضها قبل الإعلان عن تفاصيلها، مضيفا أن "هذا يعطى إنطباعا أننا دائما ما نرفض.. ".


أما الكاتب والمحلل السياسي أيمن ألمظ، صاحب حساب "معاك ياسيسي"، فقد راح يعدد محاسن الصفقة من وجهة نظره عبر "تويتر"، وقال إنها "فرصة عظيمة للسلام".


واستخدم بعض أنصار النظام ما أعلنه ترامب من بنود خلت من ذكر اسم شبه جزيرة سيناء المصرية من الصفقة، للدعاية لنظام السيسي والدفاع عنه.

وقالت الناشطة المؤيدة لنظام الانقلاب ومدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة،داليا زيادة، إن أهم شيئ بالنسبة لها في الإعلان عن صفقة القرن أن من قالوا إن السيسي سيتنازل عن قطعة من سيناء "شكلكم وحش أوي".


وبنفس الطريقة دافع الممثل المصري نبيل الحلفاوي عن السيسي بقوله: "البعض كان يسن السكاكين انتظارا لكلمة (سيناء) حتى يستثنوها من مجرد صفقة معروضة ليصدروها كبيع تم بالفعل".



وفي تعليقه قال الإعلامي المصري أحمد عبدالعزيز: "كنت ولا أزال أعتقد أن الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، كان هدفا استراتيجيا، لابد من إنجازه؛ لإزاحة الإخوان المسلمين من المشهد، أو بالأحرى للتخلص من عقبة الإخوان التي كانت ستسد الطريق أمام صفقة القرن، إلى أمد غير معلوم".

وأضاف لـ"عربي21"، أنه "كما كان من غير الممكن تنفيذ الصفقة بعهد مبارك؛ لأسباب شخصية تتعلق بتاريخه العسكري الذي ما كان له أن ينهيه بهذا العمل الخياني المفضوح".

وتابع: "كذلك الحال بالنسبة للرئيس محمد مرسي، لكن لأسباب عقدية وأيدلوجية، في المقام الأول، باعتبار أن أرض فلسطين وما حولها، وقف إسلامي لا يجوز التفريط فيه بأي حجة كانت، فما بالك إذا كان التفريط يتم لصالح العدو الصهيوني، العدو التاريخي للإسلام؟".

وختم بقوله: "وبناء على ذلك، فإن ما يقوم به إعلام الانقلاب في مصر، مفهوم تماما في هذا السياق".

 

اقرأ أيضا: "مركز بحثي": صفقة ترامب تؤسس لعواصف قادمة بالمنطقة

التعليقات (2)
مراقب من بعيد
الأربعاء، 29-01-2020 10:37 م
على حسب قول هدا النجس ليجلس الفلسطينيون مع الاسرائليين برعاية امريكية هم جلسوا من اتفاق اوسلو الى اليوم مادا تحقق مستوطنات تنبت كالشوك البري مصادرة اراضي هدم البيوت اعتقالات وتوظيف عباس كلبا مسعورا ضد اخوانه وربحا لوقت ثمين من طرف اسرائيل حتى الوصول للضربة القاضية وهدا بتئامر من السفهاء المحيطين عديمي الكرامة والرجولة ولكن الله يمهل ولا يهمل وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم
مسلم وكفى
الأربعاء، 29-01-2020 07:26 م
مع احترامي للشعب المصري والذي نعرف تماما موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ولكن نظامه معروف منذ زمن ليس بالقصير بأن هناك جزء منه وهو المسيطر الآن على الأمور يرى أن حل مشاكل مصر الإقتصادية لن تكون إلا على ظهور الفلسطينيين خبرة إسرائيلية أموال خليجية عمالة مصرية ...ربط غزة بسيناء نزع سلاح المقاومة .....الموافقة على مد نهر النيل لإسرائيل انطلاقا من اثيوبيا ....ولكن غفلوا أهم شيء أنهم سلموا أولى القبلتين وثالث الحرمين للصهاينة اللذين يودون إقامة الهيكل مكانه وبالتالي تعدت الأمور لتصبح محاربة شرع الله و النتيجة الحتمية ستكون خسارة في الدنيا قبل الآخرة