صحافة إسرائيلية

جنرال إسرائيلي: مقاتلو حماس وحزب الله أكثر كفاءة من جنودنا

جيش الاحتلال الإسرائيلي فقد خلال حرب غزة 68 جنديا- جيتي
جيش الاحتلال الإسرائيلي فقد خلال حرب غزة 68 جنديا- جيتي

اعترف جنرال إسرائيلي بأن "مقاتلي حماس وحزب الله أكثر كفاءة من جنود الجيش الإسرائيلي".

وقال بيني عميدرور الخبير العسكري الإسرائيلي، والقائد السابق للعقيدة القتالية، ومدرب القادة في الجيش الإسرائيلي، في حوار مطول مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" إن هذا اعتراف غير مسبوق ضد الجيش الإسرائيلي، ينبغي أن يقلق جميع الإسرائيليين.

وبرر تقديراته بالقول: "مقاتلو هاتين المنظمتين أكثر احترافية من مقاتلينا، خاصة في مجالات التدريبات، فهم أكبر سنا، ويخدمون فترة زمنية أطول من جنودنا، ويجرون مناورات أكثر مما لدينا".

وأضاف الخبير العسكري: "الجنود الإسرائيليون ينشغلون بمهام شرطية في المناطق الفلسطينية أكثر منها عسكرية، ومنذ زمن طويل كان يجب نقل هذه المهام إلى حرس الحدود، لأن جنوده ذوي تأهيل أعلى، ومستعدون للمخاطرة بحياتهم أكثر من جنود الجيش الإسرائيلي".

 

 اقرأ أيضا: كشف تفاصيل جديدة عن "صفقة القرن".. نزع سلاح حماس أولا

وأوضح أن "حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014 تعتبر الأكثر ازدراء في تاريخ الجيش الإسرائيلي، بقيادة وزير الحرب موشيه يعلون ورئيس هيئة الأركان بيني غانتس، لأننا جندنا جميع مكونات الجيش النظامي وعشرة فرق، فضلا عن لواء كافير، للقيام بمهمة واحدة، وهي القضاء على القذائف الصاروخية من غزة، وفي النهاية لم يتم معالجة هذا التهديد، وخلال العملية تم استبدال الهدف بالقضاء على الأنفاق".

وأشار إلى أنه "خلال 50 يوما دخل المسلحون الفلسطينيون مئات الأمتار داخل إسرائيل، ثم عادوا لغزة، ثم كرروا التسلل، لكن النموذج الأكثر تعبيرا عن فشل الجرف الصامد هي معركة الشجاعية، حيث ذهب الجنود دون حماية كافية، جنود يقتلون داخل ناقلة جند، وفيما سارت الدبابات إلى الأمام، لكن ناقلة الجند بقيت عالقة أمام البيت المفخخ، وظلت تتلقى قذائف الآر بي جي، والجيش لم يقم بأي عملية تحقيق أو فحص لما جرى".

وأضاف أن "الجيش فقد خلال حرب غزة 68 جنديا، ويمكن تشبيه أداء المقاومة الفلسطينية خلال تلك الحرب بـ"لدغات القناص"، وطالما سقط لدينا جنود في حرب غزة، فهذا فشل ذريع لقادة الجيش ووزير الحرب، لأن الهدف كان الحيلولة دون وقوع خسائر بشرية في صفوف الجيش، وأي مقارنة بين حرب الأيام الستة 1967، وحرب الجرف الصامد 2014، تعطينا استنتاجا واضحا أن مستوى تأهيل الجيش في تراجع".

وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي والمجتمع الإسرائيلي فقدا الروح القتالية، وهي أول مكون في العقيدة العسكرية، في حرب 1948 انتصرنا بجانب الإمكانيات اللوجستية بسبب هذه الروح، وعصابة البالماخ لم تحسب حسابا كثيرا للخسائر البشرية، ولكن في الحروب التالية بدأت الحسابات تزداد لهذه الخسائر بسبب أخطاء القادة، وإخفاقاتهم غير المهنية، ولذلك تحول الجيش الإسرائيلي إلى جيش راكد، وهذه مسئولية القيادة العليا".

وتابع: "في حرب الأيام الستة 1967 واجه شارون حملة ضد منطقة أم الكتف المصرية، وقدر آنذاك قائد الوحدة شابكا غابيش أن الجيش قد يفقد 300 جندي، لكن شارون لم يتردد، ولم يردع، ونفذ الهجوم، وبلغ عدد القتلى 34 جنديا، وفي حرب لبنان الثانية 2006 طلب قائد الجيش دان حالوتس إنجاز المهمة فقط من خلال سلاح الجو، لكن إطلاق الصواريخ من لبنان لم يتوقف حتى اللحظة الأخيرة".

وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي فشل في حرب لبنان، رغم أن سلاح الطيران فجر منازل لبنانية كاملة من عدة طوابق في الضاحية الجنوبية لحزب الله، وتبين في النهاية أن الطيران لا يحسم المعارك، لأنه في حروب القذائف والأنفاق لابد من السيطرة على الأرض، واحتلالها".

وأوضح أن "المقولة السائدة في الجيش الإسرائيلي أن عدوه الأساسي الذي يواجهه هو العصابات غير الدولانية، خاصة حزب الله وحماس، ويمكن للجيش التصدي لهما، لكن هذا كلام تافه، فقد أثبتت حربا لبنان الثانية والجرف الصامد أن الجيش لم ينجح بالتصدي لهما".

وختم بالقول أن "الهدوء الأمني حاليا مع مصر والأردن ليس مستقرا إلى إشعار آخر، لأن المقصود بحدود السلام أن تتحول هذه الحدود لما يشبه بلجيكا وهولندا، فهل هذا هو ما قائم اليوم، ليس لنا أي سلام مع أي دولة عربية على هذا النحو، وليس فقط مع مصر والأردن".

 

اعتراف جنرال مخضرم

أوري ميليشتاين الخبير العسكري الذي أجرى المقابلة المطولة مع الجنرال عميدرور، أوضح أن "هذا الاعتراف لا يُسمع بالعادة بصوت عال في أوساط الجيش الإسرائيلي، أو من قبل خبراء عسكريين إسرائيليين، أو حتى أجانب، لكن هذا الاعتراف لا يتردد مرتين عميدرور للإدلاء به، فهو جنرال مخضرم، عمل في صفوف الجيش أكثر من عشرين عاما".

وأضاف أن "عميدرور من عائلة عسكرية بامتياز، فشقيقه الجنرال يعكوب عميدرور الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي، وشقيقته الجنرالة أهوفا يناي، وهو والد الجنرال بوعاز عميدرور قائد وحدة المظليين في حرب لبنان الثانية، مما يكسب اعترافه هذا أهمية استثنائية، وقد أصدر عددا من المؤلفات العسكرية الخاصة بالعقيدة القتالية في الجيش الإسرائيلي، وعمل بجانب عدد كبير من قادة الجيش مثل إيهود باراك، شاؤول موفاز، أهرون زئيفي فركش، يوسي بيلد، أوري ساغيه".

 

اقرأ أيضا: وزير الاستخبارات الإسرائيلي يهدد باغتيال نصر الله

وأكد ميليشتاين أن الجنرال دورون روبين كتب عن عميدرور أنه "الجنرال الوحيد في الجيش الإسرائيلي الذي يستطيع النظر في عيون باقي القادة العسكريين، ويعلمهم العقيدة القتالية، لأنه فعلا يعتبر معلما لهم، وفي 1989 أهدى أريئيل شارون إليه سيرته الذاتية بعنوان "المقاتل".


كما وجه رئيس أركان الجيش الأسبق غابي اشكنازي كلاما مهما إلى عميدرور، قائلا: "لا أدري إن كان هناك على الكرة الأرضية رجلا خبيرا مثله في العقيدة القتالية، وخبيرا في الجيوش النظامية الأجنبية، لعله الوحيد في إسرائيل الذي تطرح عليه أي سؤال في العقيدة العسكرية، فيعطيك إجابة عليه على الفور".


وأوضح أن "عميدرور 83 عاما، شارك بجميع حروب إسرائيل ضد الفلسطينيين والعرب، وبعد حرب 1973 بدأ يكتب مقالات نقدية عن أداء الجيش الإسرائيلي، تحدث فيها عن أبرز إخفاقاته والثغرات التي وقع فيها في حروبه، مع أن مشكلة المشاكل لدى الجيش الإسرائيلي أنه ليس احترافيا، لكنه يقترب من جيش هواة، لأن خدمته العسكرية ليست مهنة، فالجندي فور انتهاء التجنيد الإجباري ينتقل لمهنة أخرى في عالمه الخاص".


يقول عميدرور إن "بدايات الأخطاء في الجيش الإسرائيلي تعود للمراحل الأولى لتأسيسه، حين دمج أحد قادة الصهيونية السياسية المعاصرين زئيف جابوتنكسي 30 ألفا من مقاتلي العصابات الصهيونية في صفوف الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية لمقاتلة الجيش الألماني بقيادة هتلر، وفي مرحلة ثانية تم دمج مقاتلي عصابة الهاغاناه في المنظومة البريطانية تمهيدا للقتال في حرب العام 1948".


وأضاف أنه "كان لدينا آنذاك ذراع لوجستي كبير سمح للجيش بتحقيق انتصاره في تلك الحرب، لكن الجيش في نهاية الحرب اصطدم بوجود الخط الأخضر بسبب خطأ ارتكبه ديفيد بن غوريون، وبسبب عدم وجود إستراتيجية لدى الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي لا زال غير متوفر حتى اليوم، وتكررت الأخطاء في معظم الحروب التي خاضها الجيش في 1967، 1973، 1982".


وأكد أنه "منذ البدايات الأولى لتأسيس الجيش الإسرائيلي كان التوجه بالاستفادة من النظريات العسكرية السائدة آنذاك للجيوش الأمريكية والكندية والجنوب أفريقية والسوفيتي، مع أن لدينا جنرالات معدودين على الأصابع ممن خاضوا حروب إسرائيل بطريقة احترافية، أبرزهم يغآل ألون وأريئيل شارون".

التعليقات (1)
الروح القتالية
الأحد، 26-01-2020 03:08 م
الجنرال الصهيونى المخضرم (بيني عميدرور) هو صقر من صقور الحرب الصهاينة ، و أحد أساطين التخطيط الاستراتيجى ، و العقيدة العسكرية ، و التدريب فى الجيش الصهيونى ! فهو ينحدر من عائلة ذات خلفية عسكرية عريقة ، شارك هو و كثير من أفرادها فى حروب الكيان الصهيونى ضد العرب على مدى ما يزيد اليوم عن 7 عقود ، و عاصر خلال تلك الفترة الطويلة تطورات كثيرة طرأت على العقيدة القتالية للجيش الصهيونى ! فهو يرى أن الروح القتالية للجيش الصهيونى الحالى تراجعت كثيرا عما كانت عليه فى أجيال سابقة سواءا فى قياداته أو جنوده ، و أن الملل من الحرب قد تسرب إلى المجتمع الصهيونى بشكل عام ، و صار أفراده منصرفين إلى حياتهم المدنية بالأساس ، و لا يعرفون الحياة العسكرية إلا عند استدعائهم من الاحتياط للخدمة العسكرية ، بينما صار مقاتلو حماس و حزب الله أكثر احترافية ، و تدريبا ، و انتظاما فى سلك العسكرية ! و لا يثير إعجاب الجنرال (بيني عميدرور) من القادة العسكريين الصهاينة سوى (يغآل ألون) و(أريئيل شارون) ، المعروفين بخططهما العسكرية الجريئة ، و عدم اكتراثهما بالخسائر البشرية التى قد تتكبدها قواتهما عند تنفيذ العمليات العسكرية ! لكن ما غفل عنه الجنرال الصهيونى المخضرم فى تقييمه للتراجع الحالى للروح القتالية للجيش الصهيونى ، هو أن قرار الحرب ضد العرب خلال العقود ال 7 الماضية خضع لتفاهمات دولية ، و حسابات سياسية خارجية ، لم يكن الكيان الصهيونى سيد قراره فيها ، بل كان ينصاع بالأساس لمصالح الولايات المتحدة فى المنطقة ، و ربما فى العالم أجمع ! و صارت المبادرات السياسية الأمريكية فى المنطقة بديلا عن القتال المتواصل ، و الانتصارات العسكرية المتوقعة للجيش الصهيونى ، كما حدث فى حرب 1956 م ، و حرب الاستنزاف (1969 - 1970) م ! و تراجعت الروح القتالية لدى جيل المؤسسين الأوائل للكيان الصهيونى عام 1948 م ، الذين كانوا يرون فى إنشاء دولة (إسرائيل) ضمانا لحماية اليهود فى الغرب من الاضطهاد ، كما حدث فى فترة الحكم النازى لألمانيا و أوروبا (1933 - 1945) م ، أو اضطهاد اليهود من قبله فى روسيا القيصرية (1881 - 1917) م ، ثم فى جيل تال عاصر قيادات سياسية فى العالم العربى رفعت شعار " القومية العربية " لتحرير فلسطين ، و القضاء على الكيان الصهيونى ! و صارت إتفاقيات السلام مع الدول العربية كمصر و الأردن و موريتانيا ، و اصطفاف الكيان الصهيونى مع دول الخليج فى مواجهة إيران بديلا مقبولا للمجتمع الصهيونى عن استمرار الحرب ، و الاستعداد المتواصل لخوضها !