قضايا وآراء

نفرح لأوزيل ونعتب على صلاح

عدنان حميدان
1300x600
1300x600

 أصبح تاريخ 13.12.2019 تاريخًا فاصلًا في مآساة مسلمي الإيغور، فاهتمام العالم بهم تغير بنسبة 180 درجة منذ أن كتب لاعب فريق أرسنال الإنجليزي اللاعب الألماني ذو الأصل التركي مسعود أوزيل ( 25 مليون متابع عبر تويتر) تغريدته الشهيرة التضامنية معهُم والمنتقدة لصمت الأمة الإسلامية تجاه مآساتهم. 

 

أوزيل كتب تحت عنوان تركستان الشرقية الجرح النازف للأمة الإسلامية:  (القرآن يحرق، المساجد تغلق، المدارس الإسلامية تم منعها، طالبو العلم المسلمون يقتلون واحدا تلو الأخر والذكور يساقون قسرا إلى المخيمات، والنساء تجبر على الزواج من الرجال الصينيين، ورغم كل هذا الأمة الإسلامية تقف صامتة).


موجة عارمة من الانتقادات الصينية وجهت للاعب أوزيل وصلت إلى دعوات بمقاطعة نادي أرسنال الإنجليزي الذي يلعب له. 


وقد كان ولا زال هناك ثناء على أوزيل من مشاهير عرب و مسلمين أمثال  الفنان ماهر زين و اللاعب محمد أبو تريكة.


موقف أوزيل شجع أيضا لاعب الفنون القتالية الروسي المسلم "حبيب نور محمدوف" ليهاجم وحشية الحكومة الصينية في تعاملها مع الإيغور.


كثير من محبي الرياضة من المسلمين تمنوا مواقف مماثلة من لاعبين مثل محمد صلاح (11 مليون متابع عبر تويتر) وبنزيمة ومن مثلهم من مشاهير رياضة وفن مسلمين.


بل إن شخصيات مثل المغنية أليسا و نجيب سويرس تضامنوا مع الإيغور وسكت من كان محبوهم يرجون ولو إشارة تضامن منهم! 


المؤسف أن لاعبا بحجم محمد صلاح لم يكتف بالصمت تجاه هذه القضايا وغيرها الكثير من القضايا العادلة لنا بل وبعد أسبوع واحد فقط من تغريدة أوزيل ظهر للتكريم بجائزة مقدمة له من شركة صينية!!


أستحضر هنا ما قاله الفنان رشيد غلام : إذا لم تخدم نجوميتك قضايا المظلومين والمستضعفين من أمتك وجميع الإنسانية؛ فأنت مهرج وبهلوان صانع فرجة فقط مهما علا سعرك ومنزلتك. وانتشرت في الآفاق شهرتك.

 

لا قيمة لك في سلم القيم والإنسانية والآخرة عند الله. مسعود أوزيل وقف موقف الشرف حيث خرس كل جبناء الأرض نجوما وحكاما. وانتصر للمظلومين المسلمين من تعسف الصين وبطشها.


 بالمناسبة لا يمكن لأحد أن يتذرع باتفاقيات أو عقود تلزم اللاعبين بعدم التصريح عن مواقفهم إلا إذا كانت عقود استعباد لا عقود نجومية.


عندما حاول البعض الزج بنادي أرسنال ووضعه بمواجهة مع لاعبه أوزيل؛ رفضت إدارة النادي وقالت إنه لا شأن لها بمواقف وتصريحات لاعبيهم. 


بل إن (أرتيتا) المدرب الجديد للفريق أعلن تمسكه بأوزيل وسعيه لمنحه فرصة أفضل في الفريق لاعتقاده أنه يملك إمكانات هائلة.


وهذه على رواية جداتنا بركة الموقف الإنساني الرائع الذي وقفه قبل أيام لصالح هؤلاء المضطهدين. 

 

وعودة للمواقف السياسية لمشاهير الرياضة فقد رأينا ولا زلنا نجومًا ومشاهير يلتقطون الصور ويتبادلون الهدايا مع قادة في دولة الاحتلال ولم نر ضجة واستنكارا كما يحدث مع أوزيل وحدث له من قبل في صورته مع الرئيس أردوغان والتي تعرض بعدها لحملة عنصرية في ألمانيا دفعته لاعتزال اللعب دوليا.


التضامن مع الإيغور ليس أول موقف إنساني لأوزيل فقد سبق له التبرع بالمكافأة المالية التي حصل عليها بعد الفوز بكأس العالم لأطفال غزة.


 أوزيل ذكرنا بموقف اللاعب المالى المسلم "كانوتيه"، لاعب فريق إشبيلية الإسبانى السابق، الداعم  لغزة والرافض لما يحدث بحق الشعب الفلسطينى من مجازر يروح ضحيتها الأبرياء بذريعة محاربة الإرهاب. 


في النهاية كما قال مصطفى محمود: إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف, فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها وما تفاضلت إلا بمواقفها.

1
التعليقات (1)
مصري جدا
الأربعاء، 25-12-2019 06:10 م
الفاضل المحترم،، لا أدري من أي دولة انت ،، لكن كتابتك بحرية تؤكد انك لست مصريا ولا خليجيا وإلا كنت الآن في سجون السيسي او تحت منشار محمد بن سلمان ،،، مسعود اوزيل تكلم وهو أمن في انجلترا او المانيا او في موطنه الأصلي تركيا ،، أما محمد صلاح لو تكلم فلن يدخل مصر بعد اليوم وكان مصيره كمصير أبو تريكه الذي مات والده ولم يتمكن من حضور الجنازة او العزاء ،،،، محمد صلاح رفض مرارا وتكرارا استلام جائزة زجاجة خمر كجاىزة وهو معمول به في بعض الأحداث الرياضية ،،، لانه لا يحمل موقفا سياسيا ،،، أرجوكم لا تطلبوا من الآخرين إلا ما في طاقتهم التي يعرفونها هم ،، ولا تضعوا البيض كله في سلة واحدة ،، واتركوا الناس ينشرون قضاياهم بطريقتهم وليس بطريقتكم ،، أذكر أثناء اعتصام رابعة اتصل بي أحد الوزراء في حكومة هشام قنديل وهو متعاطف جدا مع الاخوان ،، وسألني رأي في الصعود لمنصة رابعة والحديث نصرة للرئيس مرسي والإخوان ،،، فقلت له أننا امام ايام اسود من قرن الخروب ولا داعي أن يدخل السجن كل الوزراء وأساتذة الجامعات ،،، ولله الحمد الرجل بخير ويمارس دوره العلمي ،،، وذهبت انا للسجن نيابة عنه ولمدة 4 سنوات ، الحمد لله ،، اللهم علمنا من تجاربنا ،،،