سياسة عربية

"هيل" يغادر لبنان دون رسائل مباشرة.. واستمرار التظاهرات

باسيل وصف زيارة هيل بانها كانت إيجابية جدا- جيتي
باسيل وصف زيارة هيل بانها كانت إيجابية جدا- جيتي

تترقب القوى السياسية بلبنان ومن قبلهم حراك الشارع، ما ستخلفه زيارة وكيل وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، الذي اختتم الأحد، زيارته الأولى لبيروت منذ انطلاق الاحتجاجات في 17 تشرين أول/ أكتوبر الماضي.

 

وتأتي زيارة هيل للبنان وسط استمرار الجمود بالحالة السياسية، وتعقد أوراق الحلول أمام رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، مع إصرار مختلف الأطراف على التمسك برؤيتها حيال شكل الحكومة المقبلة.

 

هيل الذي التقى العديد من قوى وفرقاء الساحة السياسية، بعد تكليف حسان دياب ، ترك بحسب من التقاهم العديد من الرسائل والرغبات الأمريكية بين يدي الساسة اللبنانيين .

 

وفي هذا الصدد قالت مصادر مقرّبة من وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، للأناضول، إن زيارة هيل كانت إيجابيّة جدًا، رغم أنه لم يلتق رئيس الوزراء المكلف حسان دياب..

وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن هيل لم يتوقف عند اسم رئيس الحكومة ولا أسماء الوزراء، بل تمنّى أن تكون الحكومة "فاعلة وتحقق الإصلاحات المطلوبة وتكافح الفساد وتلبي تطلعات الشعب اللبناني".

وبشأن إن كان هيل تحدث مع باسيل في ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، فقد نفت المصادر الحديث في ذلك الملف.

وتتنازع إسرائيل ولبنان على ترسيم الحدود البحرية منذ عقود، وتبلغ المساحة المتنازع عليها 860 كلم مربعا من حدود لبنان البحرية الجنوبية.

بدوره، قال النائب إدغار معلوف، عضو تكتل "لبنان القوي"، (بزعامة رئيس الجمهورية ميشل عون)، للأناضول، إن "هيل لم يُبد أي اهتمام باسم الشخصية التي تتولى تأليف الحكومة، وإنما الهمّ الأبرز هو الشكل الذي ستتخذه الحكومة الجديدة".

وبشأن ما إن كان لقاء هيل وباسيل تطرق إلى المساعدات الماليّة للبنان، أجاب بأن "الولايات المتحدة ستدعم لبنان حسب الحكومة المقبلة".

وأعلن دياب، السبت، أن لبنان في "العناية الفائقة" ويحتاج إلى "حكومة مستقلين"، معربًا عن رغبته بأخذ رأي الحراك الشعبي بشأن الحكومة التي يشكلها.

ورأى معلوف أن "اللافت خلال الزيارة أنّه لم يتم توجيه رسائل (أمريكية) لحزب الله (حليف إيران)".

وأرجع ذلك إلى أن "واشنطن وصلت إلى قناعة بأنّ موضوع الحزب بات إقليميا ولا يمكنها تحميل أطراف لبنانية هذا الأمر".


اقرأ أيضا :  تواصل احتجاجات لبنان رفضا لتكليف دياب بتشكيل الحكومة


من جهته رأى نوفل ضو، منسّق "التجمّع من أجل السيادة" (معارض لحزب الله والمشروع الإيراني بالمنطقة)، أن "زيارة هيل لم تحمل رسائل إلى الأفرقاء في الداخل اللبناني".

وأضاف للأناضول: "إنما الرسالة الواضحة إلى لبنان ككل هي أن الأمريكي لا يتدخل في التفاصيل بالداخل اللبناني، وإنما اهتمام هيل صبّ في تموضع لبنان الجيو-سياسي في المنطقة والعالم".

وتابع: "الأمريكي يود أن يكون لبنان حرًا في المفهوم السياسي وجزءًا من العولمة في المفهوم الاقتصادي".

واستدرك: "ببقاء لبنان بتموضعه الحالي كجزء من المنظومة السياسية والعسكرية والأمنيّة الإيرانية لا يمكنه اقتصاديا إلا أن يكون جزءًا من هذه المنظومة، وعليه أن يتحمل تبعات هذه المشكلة، وهذه هي الرسالة الأساسية التي حملها هيل إلى المسؤولين اللبنانيين".

ورأى "ضو" أن "أمريكا لا تهتم باسم الشخص الذي يتولى الحكم، إنما الموقف الذي سيتخذه بالشكل النهائي وخيارات الدولة اللبنانية، ولاسيما أن لواشنطن في لبنان شركاء هم جميع مؤسسات الدولة، وتحديدًا الجيش الذي يراهنون عليه بشكل أساسي، والمصرف المركزي، خاصة أن دوره بارز في الملف المالي والنقدي".

ورأى "ضو" أن عدم لقاء هيل مع دياب "يأتي ضمن خانة أن واشنطن على موقفها، فهي تتعاطى مع المؤسسات الرسمية، وحتى الساعة دياب لا دور رسميا له بالمفهوم الدستوري".

وعن ملف ترسيم الحدود، قال "ضو": "أعتقد أن هذا الملف لم يكن محوريًا في هذه الزيارة، وهذه المواضيع لا تحل سريعًا، وهي ليست أولوية أمريكية حاليًا".


اقرأ أيضا :  جعجع: هذه حقيقة مكالمة مدير المخابرات السعودي بشأن الحريري


وتابع بأن "واشنطن على دراية تامة بأنه فور تمركز لبنان بالشكل الطبيعي، وعودته إلى الحضن العربي، فإن هذه القضايا ستكون سيادية، فحاليًا هذه الملفات هي ورقة ابتزاز تستخدمها إيران وحزب الله للمفاوضة".

وفق منير الربيع، كاتب ومحلل سياسي، فإن "هيل حمل رسالة واضحة مفادها أنهم لن يتركوا لبنان أبدًا، من دون التدخل بتطورات تشكيل الحكومة، فالأهم هو تأمين استقرار أمني وسياسي".

وأضاف منير للأناضول أن "حزب الله ردد أن هيل سيأتي لدعم الاحتجاجات، لفرض أجندات جديدة، لكن الزيارة كانت محط ارتياح لدى رئيس الجمهورية، ولدى وزير الخارجية جبران باسيل".

ورأى أن "الأمريكيين بطبيعة الحال يريدون إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية، والتنقيب عن النفط بما لا يعارض مصالحهم، وفي الوقت نفسه يضمنون أمن إسرائيل، ولاسيما في ما يتعلق بموضوع الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله، وهذه كلها بلا شك ستكون عناوين التشاورات في المرحلة القادمة".

 

ميدانيا أفادت غرفة التحكم المروري بأن الطرقات المقطوعة ،اليوم الإثنين، في الشمال هي ساحة النور، التبانة، البداوي جامع صلاح الدين، المحمرة ومفرق كوشا.


وأفادت بأن الطرقات المقطوعة ضمن نطاق البقاع، هي تعلبايا، سعدنايل، جديتا العالي، مفرق راشيا، المصنع والمرج. كما أفادت بأنه تم قطع الطريق الداخلية في كسارا-زحلة.

وأشارت إلى قطع الطريق على اوتوستراد المنية بالاتجاهين، وقطع الطريق على أوتوستراد الجية.

 

وأفادت بأنه تم قطع الطريق محلة قصقص بيروت بالاتجاهين، وقطع الطريق عند تقاطع المدينة الرياضية.

وأفادت أيضا بأنه تم فتح الطريق عند تقاطع مسجد عبد الناصر-كورنيش المزرعة، كما أن طريق الجنوب بيروت سالكة.

 

وأمس الأحد، احتشد آلاف المحتجين في ساحتي "رياض الصلح" و"الشهداء"، وسط العاصمة اللبنانية بيروت، الأحد، رفضا لتكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة المقبلة.


وأطلق المحتجون شعارات منددة بتكليف دياب بتشكيل الحكومة منها: "ثورة ثورة"، و"ليسقط حسان دياب فورا فورا"، و"ثوار أحرار حنكمل المشوار"، كما أنهم حملوا الأعلام اللبنانية ولافتات مؤيدة للحراك الشعبي.

ويعتبر المحتجون أن "دياب ليس رجلا اختصاصيا قادرا على حل الأزمات التي تعاني منها البلاد خاصة الاقتصادية منها"، ويطالبون بـ"محاسبة الطبقة السياسية بشكل كامل".

ولم تسجل أي احتكاكات أو حالات توتر بين المحتجين وقوات الأمن رغم التواجد الأمني الكثيف وتمركز عناصر مكافحة الشغب، وسط العاصمة.

 

التعليقات (0)