ملفات وتقارير

لماذا أثارت شهادات فترة حكم مرسي غضبا بين مؤيديه

اتهم بعض من أدلوا بالشهادات بتشويه صورة الرئيس الراحل- جيتي
اتهم بعض من أدلوا بالشهادات بتشويه صورة الرئيس الراحل- جيتي

أثار برنامج "شهادات" الذي يقدمه الكاتب الصحفي، سليم عزوز، عبر شبكة الجزيرة القطرية، حول فترة حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، عاصفة من الجدل، حول ما جاء في الشهادات، حيث اتهمها البعض بتشويه صورة الرئيس الراحل، بينما دافع عنها آخرون، واعتبروها فرصة لتوضيح حقيقة ما جرى خلال هذه الفترة.


وكانت الشهادة التي قدمها المستشار السابق لرئيس الجمهورية، سيف عبد الفتاح، واحدة من الشهادات التي أثارت الجدل، حول آلية عمل الرئيس خلال فترة حكمه، واعتماده في قراراته على الآراء التي يقدمها مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين.


بينما كشفت شهادة عضو مجلس شورى الجماعة، أمير بسام، جانبا من تلاعب الأجهزة الأمنية في المعلومات التي كان يتم تقديمها للرئيس حول الأحداث الداخلية، وكيف أنهم استغلوا علاقة مرسي بالجماعة في تسريب معلومات خاطئة حول مظاهرات 30 حزيران/ يونيو 2013.

 

اقرأ أيضا: تواضروس يهاجم الرئيس الراحل مرسي.. هذا ما قاله

ونتيجة للجدل الذي أثارته الشهادات، خرجت الشيماء ابنة مرسي، عن صمتها، ووجهت اتهاما غير مباشر للمشاركين في البرنامج، بتشويه صورة والدها، وأنهم يقدمون صورة مغلوطة عنه، مؤكدة أن والدها اختار السير في طريق صعب، وأن هناك من سار معه في نفس الطريق، وهناك من خرج ليشوه صورته.

 

ليس تشويها


وفي تعليقه لـ "عربي21"، يؤكد الكاتب الصحفي سليم عزوز، أن البرنامج ليس موجها ضد الرئيس مرسي، أو ضد قيادات الإخوان المسلمين، أو أنه يناصر فريقا ضد الفريق الآخر، وإنما الهدف هو توثيق هذه المرحلة الخطيرة من عمر مصر.


وحسب عزوز، فإنه تواصل مع شخصيات إخوانية بارزة، كان لها ارتباط مباشر بهذه الفترة، ولكنهم رفضوا تقديم شهادتهم، تحت مزاعم مختلفة، من بينها أن الوقت ليس مناسبا، أو أن شهادتهم يمكن أن تثير الانتقادات من المتربصين بالجماعة.


ويشير عزوز إلى أن وفاة مرسي المفاجئة، كانت علامة فاصلة، في أهمية توثيق أحداث هذه المرحلة، خاصة وأن الجانب الأكبر من الشهود عليها، إما بالسجون، أو فارقوا الحياة، أو مازالوا بمصر، وتمنعهم الظروف الأمنية من الحديث.


ويري عزوز أن القيادات الإخوانية، المتواجدة خارج مصر، ولديها معلومات عن هذه الفترة، وترفض الحديث عنها، هي التي تسيء للرئيس الراحل، وتسيء للجماعة، لأنها تشارك عن عمد في تقديم رواية واحدة للأحداث من خلال نظام الإنقلاب العسكري، أو من خلال معارضين لهم، ليس لديهم كل التفاصيل.

 

مسؤولية الجماعة

 
ويؤكد القيادي الإخواني وعضو البرلمان المصري السابق محمد عماد صابر لـ "عربي21"، أن المشكلة ليست في البرنامج، ولا في الشهادات التي يقدمها البعض، لأنها في النهاية تعبر عن وجهة نظرهم، ولكن المشكلة أن الجماعة كان يجب عليها أن تقوم هي بهذا العمل، باعتباره جزءا هاما من تقييم الأحداث التي جرت للاستفادة منها، والبناء عليها بعد معالجة ما كان بها من أخطاء.


ويوضح صابر أن الجماعة لديها ثوابت ومبادئ، وقد أعلنت قيادات الجماعة، أكثر من مرة إدراكها للمتغيرات الموجودة، ولذلك كان يجب عليها انطلاقا من هذا الفهم، أن تعلن رأيها في أحداث هذه الفترة ، بعد مراجعتها ودراستها للاستفادة من الأخطاء التي حدثت، في إدارة المرحلة الجديدة، التي نشأت نتيجة الإنقلاب العسكري الذي جرى ضد الرئيس مرسي في 3 تموز/ يوليو 2013.


وحسب القيادي الإخواني، فإنه لا يعيب الجماعة أن تراجع مواقفها، لأن الجميع في النهاية بشر، يخطئ ويصيب، ولكن ما يعيب هو الصمت والإصرار على عدم المراجعة، وتكرار الأخطاء.


ووفق صابر فإن إصرار قيادات الجماعة، في عدم الحديث عن فترة الرئاسة وما جرى فيها، دفعت البعض للإدلاء بشهادته حتى لو كانت ناقصة، وغير مكتملة، وبالتالي جاءت كل الشهادات في اتجاه واحد، وهو اتجاه النقد، وأغفلت الجوانب الأخرى الغائبة عن أصحاب هذه الشهادات، وهو ما كان سببا في حالة الغضب التي جرت داخل أعضاء المعسكر الواحد الداعم للرئيس مرسي، والمناهض للانقلاب العسكري.

 

اقرأ أيضا: الإخوان: شرعية الحكم بعد رحيل مرسي عادت للشعب

ويشير صابر إلى أن إشكالية وجود المجموعة المشاركة في الأحداث بالسجون، تقف عائقا أمام التوثيق الكامل والأمين، موضحا أن وفاة مرسي، ليس معناه دفن الحقيقة معه، لأن هناك شخصيات مازالت موجودة مثل المرشد العام ونوابه وأعضاء مكتب الإرشاد، ورئيس حزب الحرية والعدالة وأعضاء المكتب التنفيذي، وشخصيات أخرى بارزة داخل الجماعة والحزب، وآخرين من خارج هذه المنظومة، ولكن الوضع الأمني يحول دون مشاركتهم بشهادتهم حول هذه المرحلة الهامة.


تداخل مرفوض

 
وحسب رئيس المكتب السياسي بالمجلس الثوري المصري، عمرو عادل، فهناك قناعة لدى قطاع كبير من الجمهور أن معظم من يتحدثون يستخدمون قربهم من دوائر صناعة القرار خلال حكم الرئيس مرسي، لعرض وجهة نظرهم الشخصية وليس لتوثيق الأحداث، وهو ما تؤكده ردود الأفعال، التي تخرج بعد كل حديث أو شهادة، بأن ما قيل غير حقيقي أو مبتور.


ويؤكد عادل لـ "عربي21"، حق الجميع في عرض وجهة نظره، ولكن محاولة إلباس وجهات النظر الشخصية، ثوب التوثيق للتاريخ، فإنها تعد جريمة تستوجب غضب الجماهير كما حدث مؤخرا.


ويضيف رئيس المكتب السياسي بالمجلس الثوري المصري قائلا: " بعد وفاة الرئيس المناضل والبطل، لا أفهم حقيقة لماذا يستمر الهجوم عليه، خاصة وأن المعسكر الداعم له، وهو معسكر الثورة لم يتغير، رغم محاولات البعض، استخدام ملف الرئيس، ودعمهم له، لتبيض وجوههم، ثم الهجوم عليه لاحقا".

التعليقات (2)
لماذا لا يصمت الانذال؟
الأربعاء، 18-12-2019 10:06 ص
كل من يغمز ويلمز في الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي يندرج تحت صنفين. الاول موتور وجد نفسه خارج حسابات الشعب عندما اتيحت لهذا الشعب فرصة الاختيار بحرية دون تدليس او تزوير لارادته. لذا شعور هذا الصنف انه اصبح منبوذ رغم الصياح والضيجيج الذي احاط به نفسه عبر وسائل الاعلام جعله يشعر بالحقد والضغينة على من نال ثقة الشعب. الصنف الثاني هم الانذال الذين تقربوا من الاخوان واظهروا مناصرتهم ليس حبا لمنهجهم وانما طمعا في ان يكونوا في السلطة وينالوا من مكاسبها وابهتها. هذا الصنف لم يكن على استعداد لدفع الثمن اذا تغيرت الدفة واتجهت ومالت موازين القوى لصالح دولة العسكر لذا فضل هذا الصنف الهروب مبكرا من ساحة المعركة عندما اشهر العسكر سلاحهم في وجه الرئيس. انتقاد الرئيس ووصمه بالضعف من قبل هلاء الانذال هو للدفاع عن انفسهم والتغطية على نذالتهم لكن الجميع يدرك من هو الشجاع المضحي ومن هو النذل الخسيس الذي يدعي بطولة وشرف لا يمتلك مثقال ذرة منه. رحم الله الرئيس الشهيد وكل شهداء الحق الذين ضحوا بارواحهم ودماءهم لتحرير شعوبهم من العبودية.
مصري جدا
الأربعاء، 18-12-2019 07:41 ص
الرئيس مرسي ظلم حيا وميتا ،، ولو أنصف الاخوان لقالوا بكل شجاعة اجتهدنا فأخطانا ، فليغفر لنا الله وليسامحنا الشعب ،، ولا يخوضوا حروب طواحين الهواء ،، وليراجعوا انفسهم ويلملموا شتاتهم ، فمازال الرهان عليهم رغم ما هم فيه ،،،