صحافة دولية

بلومبيرغ: هل يعد الطرح المبدئي لـ"أرامكو" كافيا لرؤية 2030؟

بلومبيرغ: الطرح المبدئي لشركة "أرامكو" يعد لحظة فاصلة للشركة- جيتي
بلومبيرغ: الطرح المبدئي لشركة "أرامكو" يعد لحظة فاصلة للشركة- جيتي

نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا، أعده كل من علاء شاهين وماثيو مارتن، تحت عنوان "حصل الأمير على اكتتاب أرامكو وبدأ العمل الجاد"، يتحدثان فيه عن الخطوات الآتية بعد طرح أسهم شركة "أرامكو" في السوق المالية السعودية.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الطرح المبدئي لشركة "أرامكو" يعد لحظة فاصلة للشركة التي ظلت توفر المال للمملكة وحكامها لعقود طويلة، لافتا إلى أن أكبر شركة في العالم ستبدأ بالتداول في السوق المالية السعودية وليس في سوق نيويورك المالي.

 

ويقول الكاتبان إنه من غير المعلوم كيف سيساعد الطرح في إصلاح اقتصاد أكبر دولة تصدر النفط في العالم، مشيرين إلى أن فكرة طرح الشركة جاءت أولا في تصريحات لولي العهد محمد بن سلمان عام 2016، وكان الهدف هو جمع 100 مليار دولار، في خطة تم تقديمها على أنها استراتيجية لما بعد النفط، وستقوم السعودية بجمع المال واستخدام الرصيد لتطوير الصناعات.

 

ويستدرك الموقع بأنه بعد تردد شركات المال والمصارف الاستثمارية العالمية في قبول تقييم الشركة الذي طرحه الأمير، وهو تريليونا دولار، فإن شركة "أرامكو" قررت طرح 1.5% من أسهمها، وقررت طرحها في السوق المالية "تداول" بدلا من الطرح الدولي. 

 

ويجد التقرير أنه في الوقت الذي تجاوزت فيه عائدات الطرح البالغة 25.6 مليار دولار، الطرح العام لشركة "علي بابا" الصينية في عام 2014، إلا أنه من غير المرجح أن يكون هناك تغيير لقواعد اللعبة لاقتصاد قيمته 780 مليار دولار.

 

وينقل الكاتبان عن المستشار المالي في شركة "آر أس إنيرجي غروب" بيل فارين- برايس، قوله: "من الصعب معرفة كيف يمكن تكرار مستوى الاشتراك من أجل الحصول على الموارد التي تحتاج إليها رؤية 2030"، وأضاف: "إن تنويع الاقتصاد السعودي يحتاج لأموال كثيرة". 

 

ويبين الموقع أن عملية البيع هي أول خطوة كبرى لعرض أرصدة الدولة في محاولة لتقوية القطاع الخاص، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي انخفض بشكل كبير منذ انهيار أسعار النفط في عام 2014. 

 

ويورد التقرير نقلا عن كبيرة الاقتصاديين في بنك أبو ظبي التجاري، مونيكا مالك، قولها إن الطرح "يقدم ذخيرة لدعم الاستثمارات أثناء تحولها نحو مرحلة البناء، لكنها ليست كافية في حد ذاتها"، وأضافت: "نوعية الإنفاق تظل حيوية، بالإضافة إلى حجم النفقات محليا، والفاعلية التي سيتم إظهارها". 

 

ويفيد الكاتبان بأنه سيتم تحويل عائدات بيع الأسهم إلى هيئة الاستثمارات العامة، التي قامت باستثمارات جريئة، ووضعت 45 مليار دولار في "سوفت بانك غروب"، واشترت حصصا في شركة "أوبر" بـ 3.5 مليار دولار، مشيرين إلى أن الهيئة تقوم بتمويل مشاريع كبرى على طول البحر الأحمر لجذب السياح. 

 

ويستدرك الموقع بأنه تم انتقاد الهيئة لعدم اهتمامها بأصحاب الأعمال الصغيرة وشملهم بالمشاريع، مشيرا إلى أن الإعلان في عام 2017 عن إنشاء مدينة المستقبل "نيوم" بكلفة 500 مليار دولار، أثار مخاوف من تضييع المليارات في مشاريع لإرضاء الغرور. 

 

وينقل التقرير عن المسؤول الاقتصادي للشرق الأوسط في "بلومبيرغ إيكونوميكس" زياد داود، قوله إن الأموال الناتجة من طرح "أرامكو" يجب إنفاقها على مشاريع محلية، وبمحتويات محلية، وتجنب المشاريع الضخمة التي لا قيمة لها، وكتب الشهر الماضي قائلا: "فشلت اشكال الإنفاق الحكومية في الالتزام بهذا المعيار، وخفضت الاستثمار وزادت النفقات الحالية، وأظهرت ميلا نحو المشاريع العملاقة". 

 

ويرى الكاتبان أن الطرح سيساعد الأمير على وضع مشروعه من جديد على المسار بعد سلسلة من النكسات، بما في ذلك رد الفعل ضد عمليات تطهير النخبة، والشجب الدولي لمقتل الصحافي جمال خاشقجي، والحرب في اليمن، لافتين إلى أنه من المتوقع قيام العائلات الثرية، التي سجن أفرادها في فندق ريتز عام 2017، بمساهمات كبيرة في عملية الطرح. 

 

ويلفت الموقع إلى أن الدولة طرحت سعر السهم بـ30 ريالا (8.53 دولار) بحسب قيمة 1.7 تريليون دولار، وحصلت على مناقصات بقيمة 119 مليار دولار، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تكون "أرامكو" الشركة الأكثر قيمة في العالم للتداول العام في الأسواق المالية عندما يتم طرحها، متفوقة على أسهم "أبل" و"مايكروسوفت". 

 

وينوه التقرير إلى أن هذا الطرح سيؤدي إلى الكشف عن حسابات أكبر شركة سرية في العالم، التي لم تنشر حتى هذا العام بيانات مالية، أو المقترضة من أسواق الدين العالمية، ما يعني وجود مساهمين غير سعوديين لأول مرة منذ تأميمها عام 1980. 

 

ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى أن السعودية بذلت جهدها لتحقق عملية الطرح، فخفضت الفائدة ثلاث مرات لـ"أرامكو"، ووعدت بأرباح كبيرة للمستثمرين وعلاوات.

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)