مقالات مختارة

قمة ماليزيا.. محور جديد!

عمر عياصرة
1300x600
1300x600

لمواجهة التنمر الإسرائيلي، وبحث النهضة الإسلامية، ستجتمع خمس دول إسلامية في كوالالمبور الشهر المقبل، وتلك خطوة اعتبرها البعض فارقة، وفيها نواة لمحور جديد محتمل.

صاحب الدعوة رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد في 19 كانون الأول المقبل، وستضم القمة كلّا من: ماليزيا، وتركيا، وقطر، والباكستان وإندونيسيا.

الدول المشاركة ثقيلة في وزنها الاستراتيجي، واعتقد أن ثمة انسجاما بينها أو على اقل تقدير لا يوجد بينها خلافات أو نقاط توتر مزمنة.

من هنا يمكن فهم فرصة نجاح هذه الدول الخمس في تأسيس نواة حقيقية تصلح للانطلاق نحو العالم الإسلامي لتعميق مفهوم التنسيق فيما بينه.

البعض عاب على هذا الاجتماع عدم وجود دول وازنة كالسعودية ومصر وايران، واستدراك هؤلاء صحيح، لكن يمكن تبريره.

السعودية مثلا تعيش مرحلة عدم توازن في علاقاتها مع كثير من الدول، وهذا ينطبق على مصر، كما أن مفهوم «مواجهة التنمر الإسرائيلي» قد لا يروق لبعض العواصم غير المدعوة.

مهاتير محمد رجل ذكي، لا يريد للاجتماع أن يفشل، ويريد على ما يبدو أن يؤسس لحالة توافق إسلامية يمكن أن تتسع وتصل لمرحلة مواجهة التحديات التي تواجه الأمة.

من هنا يمكن فهم طبيعة الدول المدعوة للاجتماع، فتوسيع المشاركة اكثر سيجعل القمة شكلية وفضفاضة، ولن تختلف كثيرا عن القمم الإسلامية الروتينية.

شخصيا، أتمنى أن تنجح القمة، وأتمنى أن لا تكون محورا مغلقا، ومن يراقب يعرف أن الدول الخمس المدعوة ثقيلة الوزن فاعلة التأثير، كما أنها مستقلة «نسبيّا» في حركتها الإقليمية والدولية.

البعض المحسوب على المحور السعودي المصري، يتهم القمة بأنها «اجتماع إسلام سياسي»، وهذا تقييم يشبه حالة الإنكار التي تحاول التغطية على عجز بعض العواصم عن الاشتباك الحقيقي مع ملفات الأمة الحقيقية.

«فلسطين والتنمية والنهضة» مشاريع كبيرة تنتظرها الشعوب الإسلامية على أحر من الجمر، قد آن الأوان لنرى تجمعا حقيقيا يحاول أن يدشن للحظة إسلامية تضيء شمعة، ولا تلعن الظلام!

عن صحيفة السبيل الأردنية

3
التعليقات (3)
محمد قذيفه
الثلاثاء، 26-11-2019 06:41 م
سينصركم الله ان حافظتم على عهده ويؤتيكم فوزه
تحية تقدير للرئيس مهاثير
الأحد، 24-11-2019 10:08 ص
شاء الله تعالى أن يمد في عمر حكيم المسلمين هذا حتى يتولى رئاسة الوزارة الماليزية مرة أخرى وهو في التسعينات من عمره، لكي يُسهم إسهاماً أخيراً في رفع شأن الأمة وتحقيق عزتها، أطال الله في عمره. وهو هنا يسابق الزمن لتحقيق أهدافه المتمثلة في: مكافحة الفساد داخل ماليزيا وتعزيز الديمقراطية وتحقيق المزيد من التقدم بها، وبناء نواة لتجمع إسلامي حقيقي يُحسب له حساب وبابه مفتوحة أمام أي دولة مسلمة تحرص على تحقيق مصالح الأمة وتتمتع بالاستقلالية في قراراها وعدم الخنوع لا للغرب ولا للشرق ولا للصهيونية. وحسنا أن اختار مهاثير هذه الدولة فقط. نرجو إن تحسنت الأمور في الجزائر مثلاً أو إذا سقط الانقلاب في مصر أن ينضما، ولكن السياسة تُبنى على الواقع القائم. لعلها تكون نواة بناء الأمة الحية القوية من جديد، وليس ذلك على الله ببعيد. وشكراً للمحلل البارز الأستاذ عمر عياصرة، أحد أبرز المحللين في العالم أجمع.
بشير
الأحد، 24-11-2019 06:03 ص
هي مجرد عملية جس نبض ، يحاول مهاتير اختبار مدى الاستعداد لدى هذه الدول من أجل بناء رؤية مشتركة يمكن أن تكون شمعة تضيء الطريق نحو بناء محور من صميم فكرة محور طنجة - جاكرتا التي لم تر النور ، مثلها مثل الفكرة الأفروآسيوية، أليس كذلك ؟