حقوق وحريات

فيديو لجنود روس يقطّعون سورياً ويحرقونه.. من الضحية والجاني؟

صورة نشرها موقع جسر للضحية وهو يرتدي ذات الملابس الذي ظهر فيها خلال تعذيبه
صورة نشرها موقع جسر للضحية وهو يرتدي ذات الملابس الذي ظهر فيها خلال تعذيبه

انتشرت قبل أيام تسجيلات فيديو تظهر جنودا يتحدثون الروسية، وهم يرتكبون أعمالا وحشية بحق رجل سوري، تتضمن قطع رأسه وأطرافه ثم حرقه، تم الكشف لاحقا عن هوية الضحية إلى جانب هوية أحد المشاركين الروس في الجريمة.

ويظهر التسجيل في أربعة مقاطع، الأول منها يظهر عناصر يرتدون ملابس عسكرية ويتحدثون باللغة الروسية، يقومون بتعذيب رجل وضربه بمطرقة على ذراعيه وساقيه، بشدة ولمرات عديدة.

 

كما يقوم المسلحون بركله على رأسه والدوس على رقبته، على وقع التشجيع والصيحات التي تحث على الضرب بقوة، إلى جانب شتائم وأوصاف تتهم الضحية بالانتماء لتنظيم الدولة (داعش)، مع رفع إشارات النصر من قبل المسلحين الروس.

وفي مرحلة لاحقة، ومع صيحات "اقطع بشكل أقوى"، يتم قطع رأس الضحية وذراعيه بسكين وفأس ومجرفة، لتظهر الجثة بعد ذلك مصلوبة على أعمدة خشبية، قبل أن يصب سائل قابل للاشتعال عليه ثم إضرام النار بجثته.

 

ويبرز التسجيل قيام العناصر بكل هذا الفعل على وقع أغنية باللغة الروسية للقوات الخاصة تتغنى بجرائم الروس في الشيشان، فيما يظهر الجنود وهم يقفون بجوار الجثة المعلقة لالتقاط الصور.

ويظهر في أحد التسجيلات مسلحون يرددون أغنية تشيد بالمخابرات الروسية وتتضمن عبارات عن الحرق وإشعال النار دون رحمة.

وتظهر على جثة الضحية الحروف "VDV" (اختصار للقوات الجوية الروسية)، كما تظهر كلمة بشكل غير واضح، يبدو أنها "razvedka"، وهي تشير إلى المخابرات الروسية.

 

وكان الرجل الذي كان يرتدي ملابس مدنية، قد ظهر في التسجيل الأول وهو ينطق بالشهادتين، ظنا منه أنه سيتم قتله على الفور.

وتمتنع "عربي21" عن نشر التسجيلات لأسباب مهنية وأخلاقية، نظرا لبشاعتها.

وذُكر أن الجريمة وقعت في منطقة حقل غاز الشاعر، في شرق حمص، عام 2017.

وفي وقت لاحق، كشفت صحف روسية عن الأشخاص الذين ظهروا في التسجيلات، وقالت إنهم مرتزقة يتبعون شركة فاغنر الروسية المقربة من الكرملين.

وذكرت صحيفة "نوفايا جازيتا" أن أحد الأشخاص الذين ظهروا في التسجيلات هو "ستانيسلاف. دي"، وأوضحت أنه ضابط سابق في الشرطة بمنطقة ستافروبول بنوب روسيا. وقالت إنها تأكدت من هويته وعمله في مليشيا فاغنر، من خلال صورة مسربة لجواز سفره.

وأكدت الصحيفة أنها حصلت أيضا على صورة للطلب الذي ملأه العنصر عند التقدم للعمل كمرتزق في المليشيا، إضافة إلى نسخة موقعة منه للتعهد بالسرية.

ولم تنشر الصحيفة الاسم الأخير للمقاتل الروسي بالكامل، حماية لأفراد عائلته.

 

وأكدت مصادر أخرى هوية العنصر ، عبر تقنية التعرف علن الوجوه، علما أنه هو الشخص الوحيد الذي ظهر وجهه في التسجيلات، بينما حرص الآخرون على تغطية وجوههم.

وأشارت الصحيفة إلى أن التسجيلات تعود لعام 2017، وتم تسريبها قبل أيام، بعد نشرها في مجموعة مغلقة لعناصر مليشيا فاغنر.

ونقلت صحيفة الغارديان عن وثيقة مسربة، أن "ستانيسلاف. دي" التحق بالمليشيا كمرتزق عام 2016 "لحماية مصالح روسيا في الخارج".

من جانبه، نفى الكرملين الخميس علمه بالحادثة، وزعم المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف؛ أنه "بالمطلق، لا علاقة للجنود الروس، بغض النظر عما ينشر حول ذلك".

من هو الضحية؟

من جانبها، كشفت مواقع الكترونية سورية هوية الضحة، وهو محمد طه إسماعيل العبد الله، ويعرف باسم "حمادي". وهو من مواليد آب/ أغسطس 1986، في قرية الخريطة بمحافظة دير الزور، شرق سوريا. وقد ترك خلفه أربعة أطفال.

وبحسب ما أورده موقع "جسر" الالكتروني، فإن العبد الله كان قد انتقل إلى لبنان للعمل في معمل للطوب، في أيلول/ سبتمبر 2016. 

وفي آذار/ مارس 2017، قرر العودة إلى سوريا، لكن تم اعتقاله على الحدود واقتيد للخدمة العسكرية الاحتياطية. وبعد شهر واحد من الاعتقال علم أهله أنه التحق بالخدمة العسكرية في منطقة الدريج.

وكان آخر تواصل مع أهله عبر تسجيل صوتي أرسله بتاريخ 5 أيار/ مايو 2017، لتنقطع بعدها أخباره.

 

ولم تتلق العائلة خبر موته بشكل رسمي، لكن انتشر تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي في أيار/ مايو 2018، ظهر فيه "حمادي" وهو يتعرض للتعذيب على أيدي مسلحين روس.

على إثر ذلك، أقامت الأسرة مجلس عزاء دون أن تتسلم أي جثة، وآثرت الصمت خوفا من بطش النظام، بحسب ما نقله موقع "جسر" عن مصدر مقرب من الضحية.

وتذكّر الجريمة الجديدة بالاعتماد المتزايد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مرتزقة فاغنر. وقد انتشر آلاف من هؤلاء في سوريا منذ بدء التدخل العسكري الروسي إلى جانب نظام بشار الأسد، عام 2015.

كما ظهر مئات من المرتزقة الروس في ليبيا، للقتال إلى جانب اللواء المتقاعد خليفة حفتر في معركة طرابلس. وسبق أن قاتل هؤلاء المرتزقة في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين المؤيدين لروسيا، وفي مناطق عديدة في أفريقيا.

وكشفت وسائل إعلام روسية سابقا عن مقتل المئات من المرتزقة الروس في سوريا، ولكن دون إعلان رسمي. كما قتل عدد منهم في ليبيا.

التعليقات (0)