سياسة عربية

دويتشه فيله: هذه تفاصيل اختفاء الأميرة بسمة بنت سعود

آخر تغريدة في حساب الأميرة بسمة تعود إلى تموز/ يوليو الماضي- MiddleEastInstitute
آخر تغريدة في حساب الأميرة بسمة تعود إلى تموز/ يوليو الماضي- MiddleEastInstitute

كشفت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية، تفاصيل مثيرة عن اختفاء الأميرة السعودية بسمة، ابنة الملك سعود بن عبد العزيز.

 

وبحسب تحقيق أجرته الشبكة، فإنه من المرجح أن تكون الأميرة بسمة رهن الإقامة الجبرية، مع إحدى بناتها في الرياض.

 

ونقلت الشبكة الألمانية عن مصدر مقرب من الأميرة لم يرغب في ذكر اسمه لأسباب أمنية، قوله إنه "بينما كانت الأسرة على اتصال بالأميرة، لاحظت أنها لم تستطع الحديث بشكل منفتح، ذلك لأن اتصالاتها كانت قيد المراقبة".

 

وعلقت الشبكة، بأنه لطالما كانت الأميرة بسمة داعمة لعمل إصلاحات دستورية وللقضايا الإنسانية سواء في المملكة أو في جميع أنحاء المنطقة، وقد عبرت عن ذلك من خلال وسائل الإعلام العالمية المختلفة.


ووصفت "دويتشه فيله" اختفاء الأميرة بسمة بـ"الاحتجاز"، قائلة إنه يأتي في وقت اكتسبت فيه آراء مماثلة غضب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يرى فيه كثيرون حاكماً فعلياً للبلاد.

 

وربطت تقارير إعلامية سابقة بين هذا الغضب وبين حالات اغتيال واختفاء وسجن وترهيب طالت بعض منتقديه، ومنهم من فروع العائلة المالكة أيضاً.

 

وفي نظرة إلى حسابها عبر "تويتر"، تعود آخر تغريدة للأميرة بسمة إلى الخامس من تموز/ يوليو الماضي، أي قبل نحو 4 شهور ونصف.

 

ونقلت الشبكة الألمانية عن مصدر، قوله إن الأميرة بسمة احتجزت في آذار/ مارس من هذا العام للاشتباه في محاولتها الفرار من البلاد مع ابنتها، بعد أن كان من المقرر أن تسافر إلى سويسرا لتلقي العلاج.

 

وتظهر وثائق اطلعت عليها "دويتشه فيله" أن الأميرة لديها تصاريح للسفر من جدة في 18 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي برفقة ابنتها، للحصول على رعاية طبية عاجلة حسب طلب طبيبها السويسري.

 

وقال ليونارد بينيت المحامي الذي رتب عملية السفر، إن طائرة الأميرة بقيت على الأرض ولم يسمح لها بالمغادرة.


وقال بينيت إنه بعد حوالي شهرين من تلك الواقعة: "اختفت الأميرة تماماً ولم نعد نعرف أين هي، ولم يكن أحد يعرف مكانها، كنا نخشى الأسوأ بالفعل". ولكن بعد محاولات متواصلة للاتصال بها "عادت إلى الظهور، وبدت وكأنها رهينة".


وعلى الرغم من أن السجلات تظهر أن الرحلة كانت متجهة إلى جنيف، إلا أن المحامي بينيت قال إنه كان من المقرر أن تسافر الأميرة عبر تركيا والتي تعتبرها الرياض دولة معادية، ما جعل الرحلة تثير شكوك البعض.


المصدر المقرب من الأميرة بسمة بنت سعود قال: "لقد أجروا تحقيقًا لمعرفة ما إذا كانت (مزاعم محاولة الفرار) صحيحة أم لا وعلى الرغم من انتهاء تلك التحقيقات، إلا أنه وحتى هذه اللحظة لم يكن هناك إجابة".. "لقد ثبت أنها كانت معلومات خاطئة، إلا أننا لا نزال لا نعرف سبب احتجاز الأميرة".


وقال المصدر إنه لا يعرف من الذي أمر بالقبض على الأميرة بسمة، لكنه أصر على أن المسألة ليست ذات دوافع سياسية وأن ما حدث لم يصدر به أمر، بمعرفة أفراد العائلة الحاكمة.


فيما نقلت "دويتشه فيله" عن مصدر آخر يعد صديقاً وزميل عمل للأميرة - لم يرغب في ذكر اسمه - قال إنها فقدت منذ شهر آذار/ مارس، لكنه أضاف بأن العائلة الحاكمة لابد وأنها تعرف أين تكون الأميرة.


ويقول المصدر: "هناك مصدران آخران يقولان إنهما لا يعتقدان أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يعرف بما حدث، لكنني أختلف مع هذا القول، فهو يعرف بالفعل. لذلك نريد أن نعرف ماهية وضع الأميرة، ولماذا يتم احتجازها؟".

 

يذكر أن الأميرة بسمة، وهي أم لخمسة أطفال،  بدأت الكتابة لوسائل الإعلام السعودية في عام 2006، لكنها أصبحت منذ ذلك الحين سيدة أعمال وصوتًا صريحاً في المطالبة علناً بإجراء إصلاحات، وهو الأمر الذي لم ينسجم دائمًا مع رؤى وأفكار وتوجهات حكام المملكة العربية السعودية.


بعد طلاقها، انتقلت بين عامي 2010 و2011 إلى لندن، إذ أصبحت شخصية إعلامية معروفة، وظهرت في العديد من المنتديات الدولية التي تسلط الضوء على الفساد، والقضايا الإنسانية، وعدم المساواة في توزيع الثروة وذلك في جميع أنحاء المنطقة. كما شجعت الأميرة بسمة إجراء إصلاحات دستورية في المملكة والتي كان من شأنها أن تحد من سلطات الشرطة الدينية وتكرس من حقوق المرأة في القوانين السعودية.


وفي عام 2012 ، قالت الأميرة لمحطة بي بي سي البريطانية إنها حزينة لأن المملكة العربية السعودية لم تتابع خططها لإقامة نظام ملكي دستوري، يتم فيه فصل منصب الملك عن منصب رئيس الوزراء، وهي القاعدة التي أسسها ووضعها والدها الراحل الملك سعود.


وفي مقابلة مع الإندبندنت في العام نفسه، قالت الأميرة إن الدعوات إلى الديمقراطية في جميع أنحاء المنطقة خلال الربيع العربي قد جعلت مسؤولي التحرير في الصحف السعودية قلقين بما يكفي لتعديل مقالاتها، إلا أنها في الوقت نفسه تلقت "تلميحات وإشارات قوية للغاية" بأن انتقاداتها (لم تكن) تلقى قبولاً".


ولعل التصريحات الأكثر إثارة خلال الفترة الماضية، هي دعوة الأميرة بسمة الصريحة مطلع العام الماضي، إلى إنهاء حرب اليمن، والأزمة الخليجية مع قطر، وذلك في حوار مع شبكة "بي بي سي".

 

فيما نقلت الشبكة الألمانية، عن المعارضة مضاوي الرشيد، قولها إنه ربما يكون من أسباب احتجاز الأميرة بسمة، نزاعات عائلية حول الميرات، أو حضانة الأطفال.

 

وأشارت الشبكة إلى حادثة اعتداء على رجل أمن تورط بها أبناء الأميرة بسمة، التي اضطرت للبقاء في السعودية والقتال حتى إخراج أبنائها من السجن.


اقرأ أيضا: مؤشرات على قرب انتهاء الأزمة الخليجية.. تعرف إليها

التعليقات (0)