ملفات وتقارير

هل تتأثر علاقة روسيا بـ"الوفاق" بعد هجوم باشاغا على موسكو؟

باشاغا اتهم موسكو بمحاولة إعادة نظام القذافي إلى حكم ليبيا- صفحته عبر فيسبوك
باشاغا اتهم موسكو بمحاولة إعادة نظام القذافي إلى حكم ليبيا- صفحته عبر فيسبوك

رغم حالة التقارب التي حدثت مؤخرا بين حكومة الوفاق الليبية وروسيا، إلا أن اتهامات وزير الداخلية فتحي باشاغا لموسكو بتأجيج الحرب في بلاده، أثار بعض التكهنات حول عودة الاحتقان والتلاسن من جديد بين الطرفين.


وهاجم "باشاغا" روسيا، متهما إياها بتأجيج الحرب في ليبيا وصب الزيت على النار في محاولة منها لإعادة السلطة إلى أتباع القذافي حتى تتمكن من "تعزيز نفوذها في أفريقيا والجناح الجنوبي في أوروبا"، وفق تصريحات لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

أزمة "المرتزقة الروس"


وجاء هجوم الوزير الليبي على سياسات رئيس روسيا فلاديمير بوتين في ليبيا بعد حالة جدل كبيرة بسبب أزمة تواجد "مرتزقة" روس من شركة "فاغنر" الأمنية الروسية الخاصة تقاتل إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وهو ما نفاه نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف مؤخرا.


في السياق نفسه، دافعت الحكومة الموالية لحفتر عن روسيا وتواجدها في ليبيا، نافية وجود أي قوات لها على الأراضي الليبية، وهو ما اعتبره البعض "مغازلة" مفضوحة.

ورغم هذه الأزمة وردود الفعل حولها إلا أن روسيا حاولت التقرب إلى حكومة الوفاق ورئيسها، فائز السراج عبر إرسال دعوة رسمية للأخير لحضور القمة الروسية-الأفريقية التي عقدت في مدينة "سوتشي" الروسية الشهر الماضي، لكن هجوم واتهامات باشاغا طرحت تساؤلات حول مستقبل العلاقة.

 

اقرأ أيضا: بعد الكشف عن مكانه لأول مرة.. ما مصير ومستقبل سيف القذافي؟

حقائق وضغط


من جهته، أشار عضو مجلس الدولة الليبي والضابط السابق، إبراهيم صهد، إلى أن "تصريحات وزير الداخلية تعكس حقيقة ما تقوم به روسيا في بلادنا وآخرها مشاركة ما بين 200 و300 عنصر من قوات "سبتز-ناز" في المعارك حول العاصمة طرابلس وهي عناصر تتبع للقوات الخاصة الروسية حتى وإن جاءت تحت مسمى مرتزقة "فاغنر"، وفق معلوماته.

وأوضح في تصريحاته لـ"عربي21" أن "آثار هذه التصريحات على العلاقات بين البلدين قد تبدت في تصريحات وزير الخارجية الروسي بإنكار مشاركة قوات روسية في المعارك، ويبقى على حكومة الوفاق أن تواصل بحث هذه المسألة وتقديم الإثباتات المتوفرة، أما دفاع الحكومة الموازية في الشرق فأمر لا يعتد به فهي تابعة لحفتر وتردد أقواله ومزاعمه فقط"، على حد قوله.

تخبط وحماقة


فيما وصف المدون والناشط الليبي، طلعت بغني تصريحات باشاغا بـ"الحمقاء"، قائلا إنها صادرة عن شخصية لا تجيد السياسة، ولا تدرك عمق التعاملات الدبلوماسية.

 

وأضاف أن تصريح باشاغا يدل على ضعف الوزير وحكومته في التعامل السياسي مع الأزمات.

 

وتابع في حديث لـ"عربي21": "لا دخل لروسيا في أي دعم في ليبيا، وبخصوص شركة فاغنر فهي شركة أمنية روسية خاصة مثلها مثل شركة بلاك ووتر الخاصة، وهذه المواقف وغيرها تشير إلى حالة التخبط في المسار السياسي الدولي لحكومة الوفاق، فوزيرها يتهم روسيا ويتعامل مع فرنسا الداعم الرسمي لحفتر".

استمرار دعم "حفتر"


أستاذ القانون بجامعة "طرابلس"، محمد بارة رأى أنه "رغم اعتراف روسيا بحكومة الوفاق الليبية إلا أنها لا تزال تعمل ضدها، فقامت "موسكو" بطباعة عملة غير قانونية للتداول في ليبيا وأوصلتها لحفتر الذي ساعدته عسكريا أيضا".

وتابع لـ"عربي21": "روسيا تبحث عن شخص يحقق مصالحها في شمال أفريقيا، ويبدو أنها لا تزال تراهن على حفتر بالنظر لما يربطها من علاقات اقتصادية مع داعميه الاقليميين "مصر والإمارات والسعودية".

 

وأضاف: "ستستمر موسكو في دعم حفتر ولن تقدم أي شيء لحكومة الوفاق"، وفق تقديراته.

 

اقرأ أيضا: الحرب في ليبيا تتسبب بنزوح أكثر من ربع مليون مواطن

 

التعليقات (0)