صحافة إسرائيلية

صحيفة إسرائيلية تشكك بمقتل البغدادي وتذكر محاولات سابقة

أكدت الصحيفة الإسرائيلية أنه في حال تأكدت وفاة البغدادي فإن ذلك يعد نجاحا استثنائيا للأمريكيين- أرشيفية
أكدت الصحيفة الإسرائيلية أنه في حال تأكدت وفاة البغدادي فإن ذلك يعد نجاحا استثنائيا للأمريكيين- أرشيفية

شككت صحيفة إسرائيلية الأحد، بالأنباء التي تحدثت عن مقتل زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي الليلة الماضية، في هجوم أمريكي استهدفه بمحافظة إدلب السورية.


وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تحليل ترجمته "عربي21" إنه "يجب توخي الحذر والشك، عندما يتعلق الأمر بالاغتيال الواضح لزعيم تنظيم الدولة"، مشيرة إلى أن واشنطن بذلت محاولات عديدة منذ عام 2014 للقضاء عليه، حينما تمكن التنظيم من السيطرة على ثلث الأراضي العراقية والكثير من الأراضي السورية.


وأشارت الصحيفة إلى أنه تم الإعلان سابقا عن اغتيال البغدادي في عام 2017، حينما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها نجحت في تدمير مقر تنظيم الدولة في مدينة الرقة، لكنه تبين لاحقا أن هذه المزاعم مبالغ فيها.

 

تأثير اغتيال البغدادي


ولفتت إلى أن البغدادي ظهر لاحقا في تسجيل أصدره يثبت أنه على قيد الحياة، مستدركة بقولها: "تصريح البنتاغون غير الرسمي، يفترض أن البغدادي قد مات بالفعل خلال الغارة الأمريكية في مركز محافظة إدلب في شمال غرب سوريا".


وأوضحت الصحيفة أن تأكيدات البنتاغون تستند إلى معلومات استخبارية وربما مصادر أخرى في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه لم يتم تأكيد تفاصيل الغارة وكيفية قتل البغدادي، لكن ما يهم إسرائيل الآن، هو تقييم مدى تأثير القضاء على البغدادي على أنشطة تنظيم الدولة في العراق وسوريا.

 

اقرأ أيضا: أنباء عن مقتل البغدادي بغارة بسوريا ومصادر عدة تؤكد (تفاصيل)


وأكدت الصحيفة أن إحصائيات الأمم المتحدة تشير إلى أن 30 ألف مقاتل يتبعون للتنظيم لا يزالون متواجدين في زنازين متناثرة تحت الأرض في العراق وسوريا، وتشمل هذه الخلايا عناصر من جميع أنحاء العالم ومن أوروبا والشيشان وأفغانستان والفلبين.


وأضافت أن تنظيم الدولة لديه أيضا عناصر في شبه جزيرة سيناء بمصر، ويواجهون الجيش المصري، إلى جانب عناصر أخرى تقاتل في نيجيريا وباكستان وفرنسا وبلجيكا.


ورأت الصحيفة أن البغدادي مختلف عن تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لأنه لم يقدم توجيهات استراتيجية لمنظمته فحسب، بل كان أيضا مشاركا بعمق في عملياته اليومية، إضافة إلى أنه فوّض ابن لادن قبل مقتله عام 2011 الكثير من سلطته للقيادة المحلية لتنظيم القاعدة.

 

سيطرة نظام الأسد


وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن البغدادي رغم مطاردته وإجباره باستمرار على تغيير أماكن الاختباء، إلا أنه وضع يديه على الدفة، بمساعدة مجموعة محدودة وفعالة من القادة، وواصل إدارة عمليات تنظيم الدولة، عندما عانت من الهزيمة تلو الهزيمة.


وأكد الصحيفة أن البغدادي لم يتخل تماما عن مفهوم الدولة رغم هجمات قوات التحالف، لكنه أرجأها فقط حتى وقت أكثر ملائمة، بحسب تعبيره في أشرطة قام بتوزيعها.


وحول تأثير مقتل البغدادي في حال تأكد على تنظيم الدولة، توقعت الصحيفة أن يكون له تأثير كبير، خصوصا أنه تم القضاء على أهم مساعديه ونوابه على مر السنين، إلا أن الصراع على السلطة داخل التنظيم سيؤثر على وجوده بشكل كامل.


وتابعت الصحيفة الإسرائيلية في توقعاتها بالقول إن "مقتل البغدادي قد يسرع من سيطرة نظام الأسد على جيب إدلب، بمساعدة القصف الروسي والمليشيات الإيرانية"، منوهة إلى أن رحيل البغدادي قد يؤثر على معنويات جميع الجهاديين، الذين يتركزون الآن في إدلب، تحضيرا للمعركة النهائية.


وقالت الصحيفة إن "وفاة البغدادي تعد نجاحا استثنائيا للأمريكيين، وقدرتهم على جمع وتحليل معلومات استخبارية دقيقة، وإنتاج عملية في قلب منطقة يسيطر عليها الجهاديون بسوريا".

 
التعليقات (0)